على الرغم من ان الاشتباك الدائر بين ح ز ب الله والعدو على جبهة الجنوب منذ ما يقارب ثلاثة اسابيع لم يتخطى حتى الان عملياً قواعد الاشتباك ، وبقي الى حد كبير ضمن دائرة محدودة المساحة الجغرافية والسياسية والعسكرية ،،
الا ان ذلك لم يمنع وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت من القول اليوم بأن جيشه يخوض حرباً على جبهتين ” غزة وجنوب لبنان،”
يعتبر غالانت ان ما يجري بالشمال حرب وليس اشتباك ، فيطلق التهديدات ضد لبنان والحزب محذراً من مغبة دخوله اكثر بالحرب ،
يحاول وزير دفاع العدو تصعيد الردع مع لبنان ، فمن جهة يقول ان جيشه يخوض حرباً بالشمال ، ومن ثم يحذر من وقوعها وتوسعها ، وهذا يعبر عن تخبط وخوف وارباك لديه ولدى حكومته من احتمال دخول الحزب بمعركة اوسع واكبر ضد جيشه ، خصوصا وان حكومة نتنياهو لم يعد لديها ثقة او ضمانات بقدرة امريكا والاوروبيين تردع ح ز ب الله عن توسيع رقعة المواجهة ..
هذا الارباك لدى العدو يزداد يومياً من خلال المتابعة الميدانية لعمليات جيشهم بغزة وجنوب لبنان ، الذي اشغل ٨٠ ٪ من سلاح جوه ومدفعيته وصواريخه المجنحة والقنابل الذكية واحدث التكنولوجيا العسكرية ، وكامل قطعه البحرية وادخل الى الخدمة مسيرات متطورة قام بتحديثها على مدى سنوات لجهة قدرتها على المناورة امام الصواريخ المضادة ، ورفع قدرة الاستشعار الحراري لديها بكشف الاهداف العسكرية والبشرية وتطوير دقة صواريخها وتفعيل قدرتها على التحليق بمساحات واسعة ولمدة زمنية مضاعفة ، بالاضافة الى تطوير بنك اهدافها وسرعة تنفيذ المهمة ..
وهذه الطائرات دخلت لاول مرة الخدمة الفعلية الان بالعدوان على غزة وفي جبهة الشمال مع الحزب ..
ما يفسر هذا الارباك عند العدو هو انه تخطى وحرق مراحل عسكرية وتقنية عديدة في غزة وجنوب لبنان ، لكنه لم يستطيع حتى الان جر الجبهتين الى المرحلة الثانية لديهم عسكريا ..
حتى الان استخدمت اسرائيل مع حم ا س وح زب الله معظم ما لديها من سلاح جوي وبري وبحري، وافرغت مخازنها ومخازن الجيش الامريكي بالكيان وصحراء النقب وقواعد المتوسط والخليج من الصواريخ والقنابل التي قصف ٨٠ ٪ منها في غزة ..
بينما اطراف حرب الجبهتين الذي تحدث عنهم غالانت ح ز ب الله وحماس ، لم يستخدموا اي سلاح جديد بالكم والنوع غير ذلك الذي استخدمته القس ام بمعركة سيف القدس ٢٠٢١ ،
وعلى مقلب الحزب فانه لا يزال يستخدم السلاح الذي انهى به حرب تموز قبل ١٧ عام عند الساعة 7.55 دقيقة ١٤-اب ٢٠٠٦
عباس المعلم / كاتب سياسي