ما يحدث اليوم خارج حزام النار بين اسرائيل و ح م اس ، هو رسم لمعادلات سياسية واقتصادية وعسكرية اقليمياً ودولياً ،
هناك قوى كبرى دخلت هذه المعركة لايجاد تقاطع مع نتائج الحرب الدائرة ، تحقق مصالحها ، او تقيها تداعياتها ..
هذه الحرب تبدو بين الطرفين لكل منهم حلفاء واصدقاء، لكن لكل خيار وجه يرسم للمنطقة والعالم ، امريكا لا تريد فقط انت تحمي وجود وهيبة اسرائيل من خلال كسر حما س ، ولا الاوروبين يهدفون الى ذلك ،
يعلنون بخطابهم وموقفهم من الحرب انهم يقفون بمعسكر الحضارة والسلام بوجه ما يسمونه بالارهاب والتطرف ، وفي عمق كلامهم مشاريع تتماهى ونفوذهم ومصالحهم ومشاريعهم بالنظام الدولي المترنح ،،
يتصرف الغرب على قاعدة ان ما يحدث بغزة معركة عالمية ، وليس اشتباك على مساحة ٣٦٠ كلم ،
فلك ان تتخيل اجتماع واستنفار ثلثي مساحة الكرة الارضية حول حرب مساحتها لا تتجاوز مساحة ملعب غولف باحدى الدول الغربية ..
هذا ما يفسر الاندفاع الغير مسبوق بتسعير العدوان الاسرائيلي على غزة ، عبر مده اللامحدود بالدعم العسكري والسياسي والمالي ،
المعيار بذلك لا يتوقف عند حدود التقدم او الانجاز العسكري المرتجى من هذا الدعم ، فهناك استدارة استراتيجية لامريكا والغرب من حرب اوكرانيا التي كانت اولوية والجبهة المتقدمة لهم بالصراع الدولي ، تحولت الاساطيل الامريكية والغربية من محيطات اوروبا خلال ايام نحو المتوسط والبحر الاحمر ، وما قدم لاوكرانيا بعامين من سلاح ومال اعطي لاسرائيل باسبوع واحد ..
هنا نكتشف جوهر الوحشية الاسرائيلية ضد غزة ، وكيف تقوم بعملية ابادة دون هوادة ودون خطوط حمراء لاي اعتبار انساني ..
فاسرائيل تدرك انها امام فرصة تاريخية للقضاء ليس فقط على حم اس بل على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،
تعلم جيداً انها يجب ان تستغل الدعم الامريكي والغربي المنقطع النظير لها ، وان هذا الدعم لديه مصالح كبرى تتحقق بنصرها وتتراجع بهزيمتها ..
مصالح تتعلق بنفوذهم بالمنطقة بوجه محور ايران ، وبالصراع العالمي بالاقتصاد والطاقة والتكنلوجيا والممرات البحرية مع الصين وروسيا ..
الامر يتعلق بانهيار نظام عربي كامل ارادت امريكا ان تحمي نفوذها ومصالحها من خلاله ،
نظام كان قاب قوسين من تتويج التطبيع الشامل مع اسرائيل عبر السعودية ينهي القضية الفلسطينية بحدود عام ١٩٦٧ بقرار عربي رسمي يشطب مقررات قمة بيروت عام ٢٠٠٢ مقابل مقررات كتبت مسودتها قبل ٧ تشرين لتعلن رسميا بمؤتمر كان سيعقد بمدينة ( نيوم السعودية )
عباس المعلم / كاتب سياسي