عباس المعلم / كاتب سياسي
منذ عقود خلت تخوض اسرائيل حروب مدمرة ووحشية بالمنطقة ، حدث ذلك مع مصر والاردن وسوريا، اذا ما تحدثنا عن الحروب الكلاسكية بين الجيوش النظامية ، واستمر ولا يزال مع حركات المقاومة بالمنطقة بفلسطين ولبنان
وشكل تهديدا لدول اخرى بالمنطقة بعيدة عن سمي بدول الطوق من المغرب العربي الى اليمن والعراق والسودان وكان له دور بارز باستهداف هذه الدول بمختلف الاشكال ..
لكن اذا اردنا استكشاف العقيدة القتالية للجيش الاسرائيلي سنجد انها هي نفسها التي انشأ عليها الكيان من خلال عصابات القتل الجماعي وذبح وتهجير المدنيين من فلسطين ،
بذلك الوقت شهد العالم والمنطقة الانطلاقة الاولى ( لداعش ) النهج لا المسمى ،
الا ان ذلك العالم والذي لا يزال هو نفسه ، قام على عجالة بجمع الفكر الارهابي الوحشي الذي يشكل خطر على وجود دولهم وامنها ووحدتها ، واعطاه الدعم المطلق بالمال والسلاح والدعم السياسي والشرعي ليحوله من عصابات الى دولة على ارض فلسطين ..
هذا العالم الذي يدعم الكيان العبري اليوم وفي مقدمته امريكا والغرب ، لا يحب الصهاينة وليس متعاطف معهم لعودتهم المزعومة الى ارض الاجداد ولا حزناً على ما سمي بالهولوكوست..
كل ما في الامر ان هذه الدول استخدمت قاعدة تجميع الذباب بمكان واحد بدل ان ينتشر باماكن مختلفة فتصبح كل ذبابة مصدر ازعاج وخطر حيث تتواجد ..
يقولون قادة الدول الداعمة للكيان العبري انهم معه بحق الدفاع عن النفس ، ويطلبون منه على استحياء التزام قواعد الحرب ،
وهم يعرفون ان هذا الحق الذي يدعمونه به ،انما هو تعبير باطني عن حقهم بالدفاع عن نفسهم من خطر زوال هذا الكيان وعودة مستوطنيه وجيشه وقادته الى دول الغرب وامريكا ،
فهم يدركون جيداً عقيدتهم وفكرهم الصهيوني ، الذي ان شكل تجمع باي دولة بالعالم سيؤدي ذلك لمخاطر داهمة على انظمة الدول واقتصادها وامنها ووحدة شعوبها واراضيها ..
اما كلامهم عن احترام قواعد الحرب ، فهذا امر ساخر يطلقونه فقط لحاجة تعبيرية بخطاب قادة الدول،
فليس من المنطقي ان يقوم رئيس دولة كبيرة هنا وهناك بالتحدث عن قواعد الحرب مع كيان متكون من عصابات قتل وتهجير وفكر عنصري ابعده الغرب افرادا وجماعات وجنسيات واعراق بمختلف الالوان واللغات الاف الاميال عن بلدانهم وزودتهم باعتى وافضل السلاح المتطور بالعالم ، وزرعت حوله قواعد عسكرية من اجل حمايته وعدم تعريضه لخطر يمكن ان يؤدي الى زواله
لا اشك باستعداد الغرب كله بالدفاع المستميت عن اسرائيل وان كلفهم القتال المباشر بجيوشهم وقواعدهم وحاملات طائراتهم لاجله ،
لكن لدي يقين ان كل هذا الغرب لا يحب هذا الكيان ومن فيه ولا يتعاطف معه لاسباب تاريخية وانسانية ،
وهو يعلم حنايا وحشية وخطر كل من يحمل جنسية هذا الكيان اكان عسكري او مدني ، كل ما في الامر ان هذا الغرب يريد ان يحمي نفسه وشعوبه من وصول هذا الوباء الى بلدانهم بعد ان اختبروه على اختلاف معسكراتهم بالحرب العالمية الاولى والثانية ، وهذا ما يفسر تقاطع والتقاء طرفي النزاع بالحروب العالمية ، على دعم اسرائيل والحرب لاجل بقاء كيانها ..