رسائل اجتماع صيغة 3+3 في طهران :: نورنیوز
وفيما يتعلق بهذا اللقاء والرسائل التي بعث بها إلى العالم، هناك بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
أولاً؛ وفقاً للتوجهات والقرارات التي تم اتخاذها في هذا الاجتماع والتي تم التأكيد عليها في البيان الختامي، كان لإصرار وتمسك الحاضرين بتحقيق السلام المستدام وتوسيع التعاون الإقليمي تأثير خاص، وأكد الأعضاء على ضرورة احترام وحدة الأراضي. كما أكدوا على التقارب الاقتصادي كآلية عملية لحل سوء التفاهم والنزاعات.
إن الظروف الاقتصادية الراهنة على النظام الدولي وعدم الاستقرار الاقتصادي الناجم عن السياسات الأحادية والإرهاب الاقتصادي للغرب تجعل من التقارب الاقتصادي بين الجيران ضروريا، حيث أكد البيان الختامي لاجتماع طهران على الدور الإيجابي للتعاون الاقتصادي في تعزيز العلاقات المتبادلة والثقة ورفاهية الدول واستقرار المنطقة.
إن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين إيران وروسيا بشأن خط سكة حديد رشت-آستارا، وخطة باكو لتمرير خط العبور عبر الأراضي الإيرانية، والاتفاق بين إيران وأرمينيا بشأن إلغاء رسوم الطرق ورسوم العبور بين البلدين، وما إلى ذلك، هي دليل على قدرات دول المنطقة، ومن أجل تطوير العلاقات الاقتصادية التي ستعود بالنفع المستدام على الجميع.
ومن النقاط المهمة الأخرى في هذا الاجتماع التأكيد على الترحيب بعمليات التقارب وتطوير العلاقات الجارية بين كافة دول المنطقة، حيث جاء في البيان الختامي لاجتماع طهران أن انفتاح هذا الاجتماع على مشاركة جورجيا كان إعادة تأكيد على أهدافه الكبيرة.
كما يظهر اختيار تركيا الدولة المضيفة المقبلة للاجتماع إرادة الجيران في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع طهران وتطوير العلاقات وحل التحديات بالاعتماد على قدرات المنطقة دون تدخلات خارجية.
ثانيا؛ من النقاط الواضحة والهامة في اجتماع طهران اهتمام دول المنطقة بالقضايا والتطورات العالمية في إطار التعددية ضد الأحادية المدمرة لنظام الهيمنة، كما جاء في البيان الختامي للاجتماع، مشيراً إلى تبادل وجهات النظر بين الحاضرين في اجتماع طهران حول الكارثة الإنسانية المفروضة على غزة، وتم التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لاستهداف المدنيين الأبرياء.
ثالثا؛ اجتماع طهران مهم من منظور لعب الأدوار والاستراتيجيات الإقليمية لإيران، لأنه بالإضافة إلى الاجتماع الرئيسي، أظهر اجتماع وزراء الخارجية مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية دور طهران ومساعيها على أعلى مستوى. سيما من ناحية المستويات التنفيذية في إزالة معوقات التقارب وتطوير علاقات الجوار.
بتعبير أدقّ، لابد أن نعتبر اجتماع طهران استمرارا للنهج الإقليمي والموجه نحو الجوار للسياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، والذي ارتكز على مبدأ التكامل الثنائي والمتعدد الأطراف مع الجيران وكان قادرا على تعزيز الدبلوماسية السياسية والاقتصادية للبلاد.
لقد لعبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما دورا فعالا في أمن واستقرار المنطقة. ولا يقتصر هذا النهج على الشكل العسكري فحسب، فقد حاولت طهران العمل كوسيط لحل الخلافات والأزمات بين جيرانها، وهو ما يمكن رؤيته في دور إيران في الاجتماعات المتعلقة بأفغانستان والعراق وسوريا وغيرها.
على الجانب الآخر؛ وبالنظر إلى الخلافات القائمة بين باكو ويريفان، فإن عقد هذا الاجتماع في طهران يعبر عن ثقة دول المنطقة في الوساطة الإيرانية ولعب الأدوار، وهي مسألة، بينما تدحض ادعاءات الغرب المعادية لإيران، تكشف للعالم أيضا عدم صحة مزاعم عزل ايران عن العالم.
رابعاً؛ لقد أدت الأزمة بين باكو ويريفان إلى تورط جهات فاعلة من خارج المنطقة مثل أمريكا والكيان الصهيوني وحلف شمال الأطلسي والأوروبيين في القوقاز، وأظهرت التجربة أن هذا المزيج أدى إلى الحرب والانقسام والتفكك أينما دخل، وهو ما يمكن رؤيته في منطقة البلقان ومؤخراً في أوكرانيا. وفي هذا الشأن، كان اجتماع طهران يحمل رسالة مفادها أن دول المنطقة لديها القدرة على حل سوء التفاهم والخلافات دون تدخل خارجي.
لهذا يمكن أن يكون اجتماع طهران الذي عقد تحت عنوان “منعطف السلام والتعاون والتقدم في جنوب القوقاز” فصلا جديدا في خلق منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة بعيدا عن تدخلات الأطراف الأجنبية. الأمر الذي يتطلب تحقيقه إرادة جميع الأطراف في إطار النقاط المشتركة التي تم التأكيد عليها بشكل خاص في البيان الختامي لهذا الإجتماع البناء.
نورنيوز
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-24 23:31:38
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي