ٍَالرئيسية

7 أدلة دامغة تؤكد استهداف “إسرائيل” لمستشفى المعمداني :: نورنیوز

نورنيوز –  جميع الأنظار كانت متجهة نحو احتمال شن الكيان الصهيوني لهجوم بري على غزة، لكن الحرب النفسية “على الإنترنت” بدأت قبل ذلك بكثير. في الساعة السابعة من يوم 17 أكتوبر، عندما سقط صاروخ على المرضى والأطفال والنساء واللاجئين في مستشفى “المعمداني”، تسبب هذا الإعتداء الإجرامي بوقوع أكبر مجزرة في العصر الحديث.



وبعد دقائق قليلة من جريمة الحرب هذه، كتب حنانيا نفتالي، أحد مساعدي ومستشاري بنيامين نتنياهو الموثوق بهم، على موقع إكس أو تويتر سابقاً: “هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية قاعدة حماس داخل مستشفى في غزة”، ولكن بعد دقيقتين، بدأت هذه الرسالة النظيفة وعملية الكيان الصهيوني لتضليل الرأي العام.



ولم تكتف تل أبيب بعدم قبول مسؤولية هذا الهجوم اللاإنساني، بل حاولت أيضاً تقديم “حماس” كمتهمة بهذه الجريمة. وزعم الكيان الصهيوني أن ما أصاب مستشفى المعمداني هو أحد صواريخ حركة الجهاد الإسلامي التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي أطلقت باتجاه الأراضي المحتلة لكنها لم تصل إلى وجهتها، وأصابت المستشفى الذي استهدفه الكيان الصهيوني عن طريق الخطأ، وأنه كان قد اتصل بالمكان من قبل وطلب إخلائه. وزعمت “إسرائيل” أن أحد المراكز الحساسة التابعة لحركة حماس يقع تحت المستشفى.


عقب الكارثة، أعلنت “الجزيرة” أن الجيش الصهيوني أمر الأسبوع الماضي بإخلاء 22 مستشفى كانت تعالج أكثر من 2000 مريض في قطاع غزة. وأكدت وسائل الإعلام هذه، نقلاً عن مسؤول صحي كبير في غزة، أن جيش العدو أطلق قبل أيام قذيفتين مدفعيتين على المستشفى “على سبيل التحذير”.


استهداف 51 مركزا صحيًا في غزة


ورغم رد نتنياهو على هذا الخبر، إلا أنه قال إن الجيش الاسرائيلي لن يهاجم المستشفى، لكن “الجزيرة” نقلت عن منظمة الصحة العالمية قولها إنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي منذ بداية المعركة الأخيرة، تم الهجوم على أكثر من 51 مركزًا في غزة من قبل الاحتلال، كما تم الهجوم على مرافق الرعاية الصحية في غزة، مما أدى إلى استشهاد أو إصابة ما لا يقل عن 40 من العاملين في المجال الطبي. وطبعاً هذا العدد من غير عدد شهداء مستشفى “المعمداني”.


علاوة على ذلك، فإن قطع الكيان الصهيوني للتيار الكهربائي عن غزة قبل الهجوم على المستشفى كان يهدف في المقام الأول إلى قطع المساعدات عن الجرحى الذين تم انتشالهم من تحت القصف والأنقاض، لكن الكيان الصهيوني أراد قطع المساعدات عن الجرحى.


رواية قطع رؤوس 40 طفلاً


علاوة على هجمات الكيان الصهيوني السابقة على المراكز الصحية والملاجئ وغيرها، فإن الاعتراف الصريح لمستشار نتنياهو على قناة “إكس” بشأن هجوم إسرائيل على المستشفى، وكذلك تعامل وسائل الإعلام في تل أبيب مع حالات مماثلة، يظهر أن الكيان الصهيوني يتبع دائماً نهج الإنكار، والتملص من المسؤولية، وذلك بهدف صرف الرأي العام عبر اللجوء الى الأكاذيب.


ومن الأمثلة الحديثة على ذلك الادعاء بأن حماس قطعت رؤوس 40 طفلاً. الادعاء الذي أطلقه أولاً “نيكول تسيداك” مراسل قناة “I24” الإخبارية الإسرائيلية نقلاً عن جنود إسرائيليين وتم تكراره بشدة في وسائل الاعلام الغربية، وبات مطية لتبرير الإجرام الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، ووصل الأمر إلى حد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في لقاء مع زعماء الجالية اليهودية في البيت الأبيض: “لم أعتقد قط أنني سأرى صور قطع رؤوس الأطفال على يد الإرهابيين وأوافق عليها”. “؛ وبهذا أشار إلى أنه رأى صوراً موثوقة لهذا الحديث. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للأراضي المحتلة، إن إسرائيل عرضت عليه صورا ومقاطع فيديو، بينها طفل رضيع أصيب بالرصاص، وجنود قطعت رؤوسهم، وشباب أحرقوا أحياء في سياراتهم.


ولكن لم يقتصر الأمر على عدم نشر صورة واحدة فقط لتلك الرواية الصهيونية المزعومة، بل نشرت مراسلة شبكة سي إن إن سارة سيدنر قبل أيام مقالا وفي تغريدة اعتذار على موقع التواصل الاجتماعي X وكتبت أن الكيان الإسرائيلي أعلن اليوم أنه لا يستطيع تأكيد ادعاء مكتب نتنياهو بشأن قطع رؤوس الأطفال، وكل شيء تم اختلاقه بهذه السهولة!


جريمة قتل أبوعاقلة


ومن الحالات الأخرى التي تناولتها وسائل الإعلام جريمة الكيان الصهيوني التي تسببت في استشهاد الصحفية “شيرين أبوعاقلة” والتي أصيب برصاصة مباشرة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين بالضفة الغربية. لم يكتف الكيان الصهيوني بعدم قبول المسؤولية عن هذه الجريمة المروعة، بل اتهم نفتالي بنت، رئيس وزراء الكيان آنذاك، الفلسطينيين بارتكاب هذه الجريمة، وقال: “بحسب المعلومات التي جمعناها، فإنه ويبدو أن الفلسطينيين المسلحين – الذين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي في ذلك الوقت – كانوا مسؤولين عن الوفاة المؤسفة لهذه الصحفية”.


ورغم أنه كان واضحا أن الرصاصة التي تسببت في استشهاد أبوعاقلة أطلقت من سلاح جندي إسرائيلي، إلا أن أمريكا هبّت لنجدة شريكها الاستراتيجي كعادتها واختصرت هذا الموضوع إلى خطأ تافه بادعائها أن إطلاق النار على أبوعاقلة مراسلة الجزيرة لم يكن متعمّداً، فبعد عام اعترف الصهيوني بأن شيرين أبوعاقلة توفيت نتيجة إطلاق النار الإسرائيلي.


مشاركات محيرة


والآن يبدو أن السيناريو المتكرر للكيان الصهيوني فيما يتعلق بالهجوم على المستشفى يتكرر، ولكن على عكس الماضي، يبدو أن تل أبيب نفسها هذه المرة لم تحاول التغطية عليه. وكما كتب وزير الأمن القومي في الكيان الصهيوني، إيتامار بن غفير، في “X” قبل وقت قصير من الهجوم على المستشفى: “إلى أن تطلق حماس سراح الرهائن بين يديها، فإن الشيء الوحيد الذي يجب أن يدخل غزة هو مئات الأطنان من المتفجرات من الجو، وليس المساعدات الإنسانية”.


وكتب نتنياهو قبله: “هذا صراع بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الإنسانية وشريعة الغاب”. المنشور الذي تم حذفه بعد الهجوم على المستشفى لتعزيز الفرضية القائلة بأن أمريكا أقل حماسا من شريكها وتعرف أفضل منه أنه من الأفضل للرأي العام ألا يعرف أن الكيان الصهيوني ليس لديه خط أحمر للقتل.


وعليه، هرع بايدن شخصياً لمساعدة تل أبيب وادعى أن التحاليل تظهر أن صاروخاً غير إسرائيلي أصاب أحد المستشفيات بالخطأ.


وفي الوقت الذي سأل فيه الصحفيين الرئيس الأمريكي ما الذي جعله متأكداً من أن الإسرائيليين لم يكونوا وراء الهجوم على المستشفى، أجاب بايدن: “البيانات التي أظهرتها لي وزارة الدفاع”؛ وبهذا يكون شاهد الكيان الصهيوني هو جو بايدن، وشاهد جو بايدن هو وزارة الدفاع الأميركية. إلا أن هذه الشهادات والمساعدات لم تفشل حتى الآن في تخفيف حدة الغضب الذي انتشر في الدول الإسلامية بعد الهجوم الصهيوني على مستشفى غزة فحسب، بل زادت من حدته بكثير.


مستشار نتنياهو اعترف علناً بالهجوم على المستشفى، واتصل بالمستشفيات وأطلق تحذير لمستشفى “المعمداني” قبل إطلاق الصاروخ، علاوة على استهداف 51 مركزاً صحياً وطبياً في غزة خلال الأسبوعين الماضيين، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في غزة لإطلاق النار على الجرحى، واللجوء إلى رواية قطع رؤوس 40 طفلاً بشكل كاذب على يد حماس وجماعة أبوعاقلة، ما هو إلا جزء من الحجج التي تظهر أن إسرائيل تحاول محو آثار جريمة مجزرة المستشفى.


وبهذه الطريقة، لم تهب أمريكا والإمبراطورية الإعلامية والدعائية للولايات المتحدة وشركاء وحلفاء الكيان الصهيوني الآخرين لمساعدته فحسب، بل إنهم يحاولون تنظيف يديه الغارقتين بدماء آلاف الأبرياء، واليوم بات الجميع يرى بشكل جليّ أن كل ما يتعلق بالكيان الصهيوني غير “طبيعي” وبعيد كل البعد عن الإنسانية!

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-21 12:05:15
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى