(ABBAs al mouallem)
22-10-2023
هناك هدف اسرائيلي معلن ومتصاعد ومرتقب بالعدوان على غزة ، اعلن عنه بعد ساعات من عملية طوفان الاقصى ، واستدعى الكيان امريكا وجحافل الغرب لتأييد ودعم هذا الهدف عسكريا ومالياً وسياسياً ، تم وضع ذلك اولوية مطلقة ونهائية للرد الحاسم على فعلته حماس يوم ٧ تشرين ..
حتى ان المجتمع الصهيوني تماشى الى حد غير مسبوق مع هذا الهدف على انه الخلاص التام من خطر حم اس والفصائل المسلحة بالقطاع ..
هو اجتياح بري كامل للقطاع ومسح حماس والفصائل من الوجود ، ولا يزال هذا الامر هو الهدف المعلن والاول بمجلس الحرب الاسرائيلي ولا شيء غيره ، هناك من يضع مواعيد له ومن يبرر اسباب تاجيله عدة مرات ، لكن لا مسؤول بقيادة الاحتلال تحدث ولو بشكل مبطن عن خيار اخر ،
تقول اصوات اعلامية وسياسية معارضة لنتنياهو بالكيان ، ان هذا الهدف المعلن يريد منه رئيس الحكومة الهروب من فشله وهزيمته امام طوفان الاقصى ،
يحدثنا عن معركة طويلة الامد لها اثمان كبيرة على دولتنا وجيشنا واقتصادنا وشعبنا ، لا يريد نتنياهو سوى البقاء لاشهر برئاسة الحكومة عله ينقذ نفسه من سيف الحساب الذي سيقطع رقبته سياسياً ما ان تتوقف هذه الحرب ..
لكن بالمقابل الهدف الاسرائيلي بالعدوان على غزة ، هناك الهدف الامريكي المغاير لهدف حكومة عدو ، فلدى الامريكي هدف لم يعلن حتى الان ويجري طبخه على نار التدمير الممنهج لغزة الذي تدعمه واشنطن بقوة وتزود الكيان بكل السلاح المطلوب لذلك ..
هناك بالبيت الابيض يجلس بايدن مع حكومته ومستشاريه ، ساخراً من نتنياهو ومجلس حربه الذين ارهقوا اذناه وعقله المتلعثم بخطط وتحضيرات لعملية برية واسعة النطاق تقضي على حم اس ،
بينما هو يناقش في مكتبه الهدف الذي يجب ان يتحقق من الحرب التي تقودها امريكا على غزة بجيش نتنياهو ..
الهدف الامريكي هو التالي ، تدمير القطاع على نحو يعيده ٥٠ عاماً الى الوراء ، وتحت هذا التدمير المفرط يمكن للجيش الاسرائيلي ان يقوم بمناورة برية محدودة تتوقع واشنطن ان يتكبد فيها خسائر كبيرة ، ومع ما يترافق ذلك من تصعيد واسع محتمل من ح زب الله على جبهة الشمال والجولان ،
وامكانية ان تعبر بسلام بعض صواريخ ومسيرات الحوثيون البحر الاحمر نحو اهداف باسرائيل ، هذه امور كفيلة تجعل نتنياهو يتصل بالبيت الابيض ويطلب من بايدن دعم او حل ينقذه ..
حينها سيقول بايدن لنتنياهو اطمئن سنقوم بما هو مطلوب لوقف هذا التصعيد ، سأتحدث عن حل بكلمة متلفزة واطلق طرح امريكي يحظى بموافقة شركائنا الاوربيين واصدقائنا العرب بالخليج ومصر والاردن ..
سيعلن بايدن ان بلاده ستقوم بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لمناقشة مشروع قرار امريكي يوقف اطلاق النار والحرب بالاراضي المحتلة ،
ينص على عودة فورية للسلطة الفلسطينية الى غزة بقيادة محمود عباس وتسهيل دخول ٣٠ الف عنصر من اجهزة السلطة الى القطاع مزودين بالسلاح اللازم لفرض الحكم هناك مقدمة من امريكا ودول اوروبية وعربية ،
ثانياً نشر قوات دولية يقدر عديدها ب ٣٠ الف عنصر يتم نشرهم على طول حدود القطاع البرية والبحرية مع الكيان وعلى الجهة الفلسطينية لمعبر رفح ويندرج عملها تحت البند السابع وتوكل اليها مهمة منع الهجمات على غلاف غزة واعتقال اي مجموعة مسلحة ومصادرة سلاحها واجراء عمليات تفتيش لاي موقع او مكان بالقطاع دون اي تنسيق مع اجهزة السلطة ..
يسعى الامريكي من خلال هذا الهدف الذي يعمل لاظهاره وتطبيقه بالوقت المناسب لانهاء حم اس بشكل تدريجي بقلب القطاع من خلال استمرار الحصار على القطاع المدمر حتى يأتي طوق النجاة لاهل غزة من خلال بوابة السلطة التي ستتلقى المال من الغرب والدول العربية لاعادة اعمار القطاع وعودة الحياة الطبيعية له ،
وذلك يتم عندما تتعاظم النقمة الشعبية على حم اس مقابل تاييدهم لحكم السلطة ..
واذا لم تنجح المهمة هذه ، فسيكون البديل هو احداث مواجهة وصراع مسلح بين سلطة عباس وحم اس والفصائل اخرى بقطاع مدمر من شأنها ان تستمر لسنوات وبذلك يتم اشغال المقاومة الفلسطينية لعشر سنوات على الاقل داخل القطاع المدمر والمحاصر وان نجحت بعد ذلك باستعادة حكم غزة ،
فانها ستحتاج الى سنوات اخرى لاعادة بناء قوتها العسكرية لمواجهة اسرائيل ..
فبين هدف حكومة نتنياهو وهدف امريكا و الغرب ستكون الكلمة الفصل لافشال الهدفين هو المقاومة بفلسطين ومحورها ، من خلال احداث هزيمة عسكرية استباقية قاسمة للعدو ، تبدل بشكل جذري الاهداف الاسرائيلية والامريكية معاً ..
عباس المعلم / كاتب سياسي