ٍَالرئيسية

إزدواجية المعايير الغربية إزاء مجازر الإبادة الجماعية في غزة :: نورنیوز

شهدت عدة عواصم ومدن حول العالم – خلال الأسبوع المنصرم – مظاهرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أعرب المشاركون فيها عن استنكارهم للعدوان الصهيوني على قطاع غزة. ويمثل احتجاج الشوارع موقفا يفضح تعامل عدد كبير من وسائل الإعلام الغربية المروجة للرواية الصهيونية والمتعامية عما يحدث من جرائم في قطاع غزة المحاصر، حيث تصوّر مكنة الإعلام الغربية الجانب الصهيوني فحسب خلال ما يحدث من مجازر بحق أهالي قطاع غزة، في تحيّز واضح لصالح الجانب الإسرائيلي في العدوان الذي يستهدف المدنيين في القطاع.



في السياق، اتهمت منظمة هيومن رايتش ووتش الولايات المتحدة والدول الغربية بالنفاق والصمت إزاء الاستهتار الإسرائيلي الوحشي بحياة المدنيين في قطاع غزة. وقال توم بورتيوس، نائب مدير البرامج في هيومن رايتس ووتش، إن رد فعل واشنطن والعواصم الأوروبية إزاء ما تقوم به “إسرائيل” في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو الصمت.



وقارن بورتيوس بين تعاطي أميركا وحلفائها الغربيين مع الحرب الروسية الأوكرانية المستعرة منذ نحو 18 شهرا، وموقفهم من العدوان الذي يشنّه الصهاينة على قطاع غزة والحصار الذي تفرضه على سكان القطاع، الذي قال إنه يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي ويمثل جريمة حرب.


واتهم بورتيوس الدول الغربية بالنفاق وانتهاج معايير مزدوجة في التعاطي مع الحرب في أوكرانيا والحرب على غزة على نحو واضح وصارخ. وحذر من أن ذلك من شأنه تقويض ما حققته المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وبعض الدول خلال سنوات من العمل المضني لتعزيز وتوحيد المعايير المصممة لحماية المدنيين المحاصرين في مناطق النزاعات حول العالم. وقال: إن الدول الغربية ما فتئت تؤكد لبقية العالم على مدى عام ونصف العام خلال جهودها الرامية إلى حشد الدعم الدولي لأوكرانيا وعزل روسيا، على أهمية التمسك بالقواعد التي تحكم الصراع المسلح في سياق الحرب الأوكرانية، لكن العالم يرى الآن الصمت الغربي على الأضرار المدمرة التي لحقت بالمدنيين بسبب الحصار والإعتداءات الصهيونية على قطاع غزة.


وتساءل المسؤول في المنظمة “أين الإدانات الصريحة للحصار القاسي والمشدد المفروض على غزة منذ 16 عاما، الذي يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وجريمة حرب؟ أين الغضب من تصريحات القادة السياسيين “الإسرائيليين” التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين في غزة، حتى وهم يصدرون أوامرهم بتكثيف القصف على القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، ويحولون مباني المدن والأحياء إلى أنقاض؟


وقال بورتيوس: على الدول الغربية إذا كانت تريد إقناع بقية العالم بتصديق ما تقوله حول القيم وحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحكم الصراع المسلح، أن تطبق المبادئ العالمية نفسها إزاء استهتار “إسرائيل” الوحشي بحياة المدنيين في غزة، على غرار ما تفعل مع روسيا وحماس.


وفي وقت سابق، أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة في بيان أوامر “إسرائيل” المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة، قائلة إن الاجلاء القسرى للمرضى والعاملين في القطاع الصحي سوف يفاقم الكارثة الإنسانية والصحية الحالية. وجاء في بيان المنظمة على موقعها الإلكتروني أن حياة الكثير من المرضى من أصحاب الحالات الحرجة تواجه وضعا حرجا، مشيرة إلى أن المرضى في وحدات الرعاية المركزة والذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل وآخرين يواجهون تدهورا وشيكا لحالتهم الصحية أو الوفاة إذا تم إجبارهم على التحرك وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.


إن ما حدث وما يزال يحدث في غزة من جرائم صهيونية بحقّ المدنيين سيبقى وصمة عار يسجلها التاريخ على جبين الدول الغربية التي تتشدق وتدعي حماية حقوق الإنسان.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-21 00:18:57
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى