بدأت جبهة جنوب لبنان مع العدو تكتسب اهمية استراتيجية بالمعركة الدائرة التي يخوضها الكيان العبري على غزة ، الحديث اليوم داخل مجلس الحرب الاسرائيلي ومع حلفائه الامريكيين والغربيين يتمحور على حد متوازي لما يحدث بقطاع غزة ..
بالامس تحدث بايدن مع نتنياهو وحكومة حربه على مدى ساعة ونصف عن جبهة الشمال ، سمع الرئيس الامريكي من الطرف الاسرائيلي على نحو مسهب تفاصيل ما يقوم به ح زب الله على حدود،
لمس بشكل جدي خشية حكومة نتنياهو من تصاعد دخول الحزب بالحرب ، ملمحاً الاخير عن تأثير حقيقي لذلك على اهداف جيش العدو في غزة ،
قائلاً ستضيع فرصة كبيرة لنا ولكم ولحلفائنا الاوروبين والدول العربية المعتدلة بالقضاء على حكم حماس في غزة ، اذا لم يتكون محور دولي وعربي يردع حزب الله ومن خلفه ايران عن توسيع رقعة المواجهة من الشمال وربما من سوريا ايضاً..
لم يجب بايدن بشكل محدد على هواجس حكومة تل ابيب من جبهة الشمال ، اكتفى بعنوان عريض هو ان ادارته ستكون داعمة لاسرائيل لتحقيق النصر على حماس وعدم توسيع رقعة المواجهة بالمنطقة !
وما ان وصل بايدن الى الاجواء الامريكية عائداً من الاراضي المحتلة حتى وصلت رسالته الواضحة على هواجس اسرائيل من جبهة الشمال ، جازماً ان بلاده لم تتعهد لاسرائيل بدخول الحرب او استهداف الحزب وايران اذا قرر الحزب توسيع المواجهة والدخول مباشرة بحرب مع الكيان ..
هذه الاجابة كانت كفيلة اليوم بخروج المحللين الاستراتيجيين لدى الكيان العبري ومعهم جنرالات بالجيش والاستخبارات منهم من خدم بالشمال ومنهم من كان هناك بحرب ٢٠٠٦ ، لتوضيح ما تشعر به حكومة نتنياهو ومجلس حربه عن ما يحصل على الحدود مع ح زب الله ..
تقاطع الجميع على خطر فعلي يحدث هناك سيغير بمعادلات الحرب على غزة ، وايضاً على هيبة اسرائيل العسكرية وسيفقد شعب الكيان الثقة التامة بجيشه بعد ان ترنحت بسبب عملية طوفان الاقصى ،
يقول احد المحللين هل تعلم امريكا وشركاؤنا بالغرب ما يحدث فعلياً بالشمال ، هم يعتقدون ان بعض مواقعنا تتعرض لبعض الصواريخ المضادة للدروع ، وان هذا الامر لا يشكل الى حد كبير خطرا علينا وعلى الخطط الرامية لاجتياح غزة .
لكن هل يدرك هؤلاء ان الامر مختلف عن ما يعتقدون ، قادة بالجيش بالشمال يتحدثون عن هجمات نوعية خطيرة لحزب الله ، فهم لا يقصفون مدرعاتنا فقط لانهم يريدون فعل ذلك ، ؟!
الحقيقة تكمن بمكان اخر هو ان حزب الله لديه خطط حربية ضدنا ، يدمر مواقع معينة بشكل تام ، يبعد جنودنا عن مواقع بعينها ، يدمر بشكل منتظم وممنهج على طول الحدود ابراج المراقبة والاستشعار والرصد وتلك المتصلة بالتشويش والتجسس اللاسلكي ، يتصيد الكاميرات ، يناور مقاتليه بمكان ويضربون اخرون جنودنا بمكان اخر ..
ح زب الله يضع مئات المقاتلين على الاقل باماكن امنة لحماس والجهاد بالقرب من مواقعنا يُؤْمِن لها الحماية والغطاء الناري باعمالها العسكرية ضد قواتنا والمستوطنات المتاخمة للحدود ..
نحن نشاهد انتشار شبه علني للحزب على الحدود ، يتنقلون ويعملون بثقة بالغة ، يضعون قواتنا على طول الحدود بحالة استنفار قصوى ، جيشنا هناك يتم ارهاقه وارباكه على نحو منتظم ومتصاعد ،
قام الجيش بالايام الاخيرة بابعاد ١٠٠ الف مدني عن المستوطنات الحدودية ، نشعر بأن الحزب يسعى بشكل متواتر لتهجير كل سكان الجليل الى الوسط ، يقابله القسام والجهاد بابعاد سكان مستوطنات الجنوب الى الوسط ،
هل تعرفون ما يعني ذلك هل جيشنا فعلاً عازم وقادر على سحق حماس ، والواقع الحالي يعاكس ذلك ، ما نراه الان تهجير من الشمال والجنوب لشعبنا ، بينما نسمع قادتنا يقولون سيهجرون سكان غزة ويقضون على ح م اس ..
نحن في حالة حرب مع حزب الله ، لا يمكن لحكومتنا اغفال ذلك ، فكل المعطيات الميدانية لاعمال الحزب العسكرية تجاه مواقع الجيش والمستوطنات تؤشر على خطة ما يحضر لها الحزب هناك ، وحتى الان بكل اسف تفشل قواتنا واستخباراتنا معرفة ما يخطط له الحزب بالشمال ، ونجهل الى حد يزهق عقولنا عن ما يدور بعقل نصرالله الان ويخبئه لنا صمته ..
عباس المعلم / كاتب سياسي