لليوم السابع على التوالي وعلى مدار الساعة لم يخرج الرد الاسرائيلي على عملية طوفان الاقصى عن اقصى مدى من الوحشية بتدمير ومسح الحجر والبشر في غزة ، وهذا امر لا يمكن ان يفاجىء احد بالعالم مهما بلغت قساوته ..
لكنه لم يحقق اي انجاز عسكري ولو جزئي ضد ح م اس بل على عكس ذلك لا تزال هذة الحركة المحاصرة بمساحة ٣٦٠ كلم هي من تفاجىء العدو من داخل القطاع وغلافه لا بل من كل جهات الكيان وخارج حدوده ، لا تزال رشقات صواريخها تتقدم بالكم والنوع والهدف يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ، بينما العدو الغير المحاصر والذي فتحت له كل معابر الارض وممرات السماء والبحار والمحيطات، لمده بالسلاح النوعي واطنان القاذفات المتطورة بالاضافة الى مليارات الدولارات ومواقف سياسية داعمة له من اكبر واكثر دول العالم ،، مترافق ذلك مع دعم اعلامي عالمي بكافة الوسائل له للتغطية على عدوانه الوحشي ،
ورغم كل ذلك تجده مأزوم متخبط ومهزوم حتى اضحى هو ومنظوماته الدفاعية الجوية والاستخبارية وقيادة جبهته الداخلية مدعاة للسخرية ، بعد سلسلة من اشتباكات جنود له مع زملاء لهم ، متوجاً ذلك بحالة الاستنفار العام والتفعيل الاقصى لسلاحه الجوي ودفاعاته الجوية والوحدات الصاروخية كافة ودعوته على شكل فوري وعاجل لادخال مليون مستوطن بالشمال الى الملاجىء بسبب خرق اجوائه لاسراب من طيور ( البجع ) قادمين من اجواء الجنوب لبناني ..
اما حليفته وربيبته امريكا التي افرغت ٨٠٪ من مخازن صواريخها وقنابلها الذكية في صحراء النقب لصالح الجيش الاسرائيلي ومدته بما يعادلها واكثر عبر جسر جوي لا يهدأ ، بهدف سحق حماس بالقطاع ، تشاهد باليوم السابع ارتفاع وتيرة اطلاق الصواريخ بالعدد والنوعية من قطاع مسحته قنابلها ، ويظهر الناطق الرسمي باسم القسام بالصوت والصورة يشرح للراي العالم تفاصيل عملية طوفان الاقصى بكل هدوء وثقة ويوجه تهديدات بالغة الدقة من قلب غزة للجيش الاسرائيلي بأن حم ا س ستسحقه اذا فكر بالدخول البري للقطاع مذيل تهديده على توقيت واحد بين اطلاقه هذا التهديد مترافق مع اطلاق الق س ام رشقات كبيرة من الصورايخ نحو المستوطنات مباشرة على الهواء من نفس الاماكن والوقت الذي كانت طائرات العدو تشن غارات عنيفة عليها ..
وهذا يؤشر على دلالة واحدة ربما اكتشفها الامريكي والاسرائيلي اليوم ولم يدركها بعد من خلال التخلي عن جنونه وجموحه بالتدمير والقتل الجماعي لشعب باسره ، وهي ان امريكا ومعها اسرائيل توافقا على سحق حم اس ومسحها عن ارض غزة ليتبين لهم ان الم ق ا و م ة في غزة ليست على ارض القطاع بل تحت ارضه التي لا يستطيع سلاح بالعالم الوصول لها وهي تحت العرش لا تهزها الطائرات وغاراتها ، وان ٧ تشرين ومشاهده خير دليل على ان جيش الاحتلال الذي حصل على دعم منقطع النظير على حد وصف نتنياهو تنتظره مق ا ومة تحت ارض غزة المدمرة ستحيطه من كل الاتجاهات ومن العمق وخارج وداخل الحدود ببركان يحاكي الطوفان واكثر اذا ما اقدم على حماقة الاجتياح البري للقطاع ..
عباس المعلم / كاتب سياسي