لكي تحتل اسرائيل ثلث قطاع غزة يعني ذلك انها ستقتل ١٠٠ الف مدني فلسطيني ؟ ان تنجح بالسيطرة على هذه المساحة من القطاع سيكبدها ذلك مقتل ١٠ الاف جندي من جيشها ..
سياسة الارض المحروقة التي تتحضر اسرائيل لشنها على القطاع تحتاج سلاح يفوق الذي ارسلته امريكا لها ، حتى ان جسر الامداد الجوي الذي سترسل من خلاله واشنطن سلاح لتل ابيب لن يكون كافياً في حال تخطى الهجوم البري عشرة ايام ،
ومتوقع ان هذا الهجوم وفق قدرة وجهوزية الاسرائيلي يحتاج الى اسابيع وربما الى اشهر اذا ما كان الهدف هو فقط السيطرة على ثلث القطاع ..
كل ذلك لا يشمل دخول جبهات اخرى بالقتال اكان من الداخل الفلسطيني او من جبهة لبنان والجولان وربما غيرها من جبهات
نحن نتحدث عن ما يحضر له الاسرائيلي بدعم امريكي للقطاع ، من دون ان نتطرق الى ما ينتظر اسرائيل من قبل المقاومة في القطاع والداخل الفلسطيني ؟
وعن اسلحة جديدة ستستخدمها المقاومة بالتصدي للاجتياح البري وعن مفاجأت اعدتها لضرب عمق الكيان ؟
استبعد تدخل امريكي مباشر او علني بالحرب جل ما سيفعله الامريكيين استعراض بوارجهم بشرق المتوسط وتوفير دعم عسكري ومالي لنتنياهو لمدة زمنية محددة في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها امريكا وخلاف بايدن مع الكونغرس حول الاتفاق المالي الخارجي خصوصا بحرب اوكرانيا ورفض تمويل الحكومة الفيدرالية الامريكية للحد من التضخم الذي نتج عن دين قومي بلغ ٣٣ الف مليار دولار ..
المعركة اليوم مسألة وقت وكل يوم تفشل فيه حكومة نتنياهو من تحقيق اي خرق او انجاز سيصعب المهمة عليها عسكرياً واقتصاديا ً وشعبياً بالسير نحو مواجهة واسعة بالقطاع او مع جبهات اخرى
فمن ضمن الخيارات العبثية التي يمكن ان يقوم بها نتنياهو لتعويض عن اخفاقه باحداث خرق استراتيجي بالقطاع هو التوجه لتوجيه ضربة عسكرية لايران غير محسومة النتائج والاهداف والنجاح ، وتداعياتها قد تكون كارثية على الكيان بحيث تصبح مغامرة اجتياح القطاع اقل ضررا ً بكثير من الذهاب نحو ضرب طهران ..
الكاتب:
عباس المعلم / كاتب سياسي