عن مقاربة الحزب لازمة النازحين ؟!

 

قانون قيصر الوحشي لم تفرضه الادارة الامريكية على سوريا ، لكي تقوم برفعه او تعليقه جزئياً او كلياً عن هذا البلد ، بناء على طلب او رغبة من جهات لبنانية وغير لبنانية تعتبر ادوات مرتهنة عند هذه الادارة ..
لن يكون بأي حال من الاحوال لدى امريكا خوفاً او حرصاً على وجود لبنان من اساسه ، لكي تخشى على وجوده من خطر النزوح السوري ، وهي التي خططت ودعمت ومولت الحرب على دمشق لسنوات وجائت بعشرات الالف من اصحاب الفكر التكفيري من كل اصقاع واجناس واعراق الارض الى عمق الحرب على سوريا ..
الادارة الامريكية لديها هدف واضح ومحدد من الحرب والعقوبات على سوريا ؟ وهو تمزيقها وتقسيمها وليس رأس نظامها وجيشها فحسب ، ومن خلال ذلك تسعى لان ترفد كل الدول المجاورة لدمشق بالنازحين خصوصا لبنان لكي تضعه بالمصير نفسه مع دمشق وهو احداث تغيير ديمغرافي واجتماعي وطائفي فيه ، من شأنه ان يكون عامل مضاف ومضاعف على انقسامه الطائفي والسياسي والاجتماعي وجعل خيار الاقتتال الداخلي فيه امر واقع وتقسيمه وتفتيته امراً لا مفر منه خدمة لامن ووجود الكيان العبري ، الذي يسقط كرمى لعيونه وجود لبنان الكيان والشعب والرسالة ..
طرح امين عام الحزب فكرة عن خطة او استراتيجية لاعادة النازحين تحظى باجماع اللبنانيين ، وقال سماحته امور اساسية اهمها الدراسة والاحصاء والفصل بين النازح واليد العاملة ، وافكار اخرى من شأنها ان تشكل ضغط على اوروبا مثل السماح للنازحين بالهجرة عبر الشواطىء اللبنانية نحو بلاد الغرب ، واسمى ما اشار له السيد هو التعامل مع النازح وفق الدين والقانون والقيم والاخلاق ..
لكن هل كل هذه الافكار كافية لحل هذه الازمة وهل فيها ما يمكن ان يكون عامل مؤثر وضاغط على الغرب ،
وهل فكرة البواخر يمكن ان تكون جزء اساسي وفاعل من الضغط المباشر ؟ نعم ولكن بشكل جزئي ومؤقت يجعل بعض الدول الغربية ترشي بعض المسؤولين بالدولة اللبنانية بعشرات ملايين الدولارات على شكل برامج دعم للمؤسسات وينتهي الامر هنا ، فضلاً عن ان الغرب ومعه امريكا يدركون جيداً ان معظم المسؤولين بالدولة اللبنانية وفي مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الاعمال وكبار القضاة والاجهزة الامنية والعسكرية ( ما عندن ركاب ) وسيخضعون لسياسة ورغبة الغرب بملف النازحين من خلال استخدام سيف العقوبات والحصار عليهم ..
كان يمكن لسماحته دعوة الفريق الاخر بالضغط على امريكا لوقف قانون قيصر لو كانوا فعلا ً حلفاء لها لا ادوات صغيرة تتلقى الاوامر وتنفذها ، ولو ان الحزب يدرك ويعترف بأن امريكا لا تسيطر فقط على الدولة اللبنانية وقرارها بل تحتل الدولة فعلياً ؟ وان السفيرة الامريكية في بيروت هي المندوب السامي للاحتلال الامريكي للبنان ، لكان ادرك بأن قانون قيصر ليس محصور بسوريا بل يشمل لبنان بشكل واسلوب مختلف ويشارك بتنفيذه حرفياً جهات لبنانية هي نفسها من وجه لها الدعوة السيد اليوم لكي تطلب من صديقها الامريكي رفع قانون قيصر عن سوريا تسهيلاً لعودة النازحين …
لا يحتاج الحزب وامينه العام لأن يقدموا دلالات على عدم سيطرة الحزب على قرار الدولة اللبنانية ، لأن من يسيطر على هذا القرار هو الامريكي واكثر من يشعر بذلك هو الحزب نفسه الذي في مكان ما وظرف ما لا يمون على مخفر مكون من اربعة عناصر ..
حتى ان الرهان على الحكومة والجيش والقوى الامنية بتطبيق حاسم لوقف تهريب النازحين او اعادة المخالفين الى سوريا وتطبيق فكرة هجرة البواخر ، خيار ورهان دونه عقبات اهمها ان الادارة الامريكية وبعض الدول الحليفة لها تقوم بدفع الجزء الاكبر من رواتب المؤسسات العسكرية والامنية في لبنان …

عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version