توسيع التعاون العسكري الإيراني البيلاروسي
مع تكثيف إيران وروسيا تعاونهما في مجال الأسلحة بعد حرب أوكرانيا، وقعت إيران في يوم الأربعاء 2 أغسطس آب 2023 “مذكرة تعاون دفاعي” مع بيلاروسيا، حليفة روسيا في حرب أوكرانيا، ووسعت تعاونها في مجال التسلح. وقد أكد رئيس أركان القوات المسلحة على أهمية تبادل الخبرات الدفاعية والتحضير للتدريبات العسكرية والتعاون في مجال التعليم والعلوم على مستوى القوات المسلحة الإيرانية والبيلاروسية.
علاقات إيران مع بيلاروسيا ليست جديدة، وفي وقت سابق، توصل البلدان إلى تفاهمات بشأن العبور والتجارة والطاقة والصناعة والمعرفة وتبادل المعلومات؛ وفي الدورة ال28 للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وبيلاروسيا التي عقدت في مينسك العام الماضي، كان توسيع التعاون المتبادل في مجالات التجارة والصناعة والزراعة والاستثمار والجيولوجيا والموارد المائية والصحة والأدوية والنقل على جدول الأعمال. وقد ركزت إيران دبلوماسيتها الاقتصادية على تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية وتطوير البنية التحتية للنقل والترانزيت مع دول أخرى في المنطقة، وهو ما ترحب به دول مثل بيلاروسيا.
في مارس آذار الماضي زار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نظيره الإيراني السيد إيراهيم رئيسي، وفي المؤتمر الصحفي المشترك أكد السيد رئيسي أن خارطة الطريق الشاملة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين ستشكل مستقبلًا مختلفًا في حين أكد لوكاشينكو أن إيران وبيلاروسيا تريدان بناء عالم عادل ومتعدد الأقطاب. وفي مايو أيار، قالت شركة سايبا الإيرانية لصناعة السيارات إنها ستصدر سيارات إلى بيلاروسيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة من خلال صفقة بقيمة 497 مليون دولار. كما زار وفد من المهندسين الإيرانيين بيلاروسيا في نفس الشهر. حيث تم تنظيم الرحلة من قبل روسيا، لاستكشاف إمكانية إنتاج طائرات شاهد الإيرانية بدون طيار في بيلاروسيا. ومن شأن إنشاء الإنتاج في الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية أن يساعد روسيا على التخفيف من المشاكل اللوجستية لنقل الطائرات بدون طيار من إيران.
أما عن مذكرة التعاون الدفاعي، فقد أشار العميد محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى أهمية توسيع هذه العلاقات بسبب التغيرات التي تحدث في هيكل القوة العالمية، لأن هيكل القوة العالمية يتغير بسرعة من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب. وفي نهاية الاجتماع، نظر مسؤولان عسكريان رفيعا المستوى في اقتراح فتح مكتب تبعية عسكرية في سفارات البلدين وتشكيل لجنة مشتركة للتعاون العسكري بين إيران وبيلاروسيا.
وفي الاجتماع، أشار وزير الدفاع البيلاروسي اللواء فيكتور خيرين غيندوفينش إلى قدرة القوات المسلحة الإيرانية على مواجهة التهديدات، قائلًا إن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من مقاومة التهديدات بطريقة مواتية وإظهار سلطتها ضد الأعداء. وفي إشارة إلى موقف إيران الإيجابي على الساحة الدولية، قال: “لقد تمكنت الجمهورية الإسلامية من تعزيز قوتها في العالم وأيضا خلق الأمن المرغوب فيه في منطقة غرب آسيا“. وتابع وزير الدفاع البيلاروسي: “القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية في غرب آسيا هي من بين أقوى الجيوش واكتسبت خبرة قيمة في مواجهة الإرهابيين”. وقال إن التعاون الثنائي بين إيران وبيلاروسيا يمكن أن يعزز أمن المنطقة، مضيفًا أن الوجود التدخلي الأمريكي في المنطقة الأوراسية أدى إلى سباق تسلح مقلق على المستوى الإقليمي، والذي في غضون ذلك سيستفيد أكثر من هذه الأزمة الأمنية، مصانع الأسلحة الأمريكية.
من الواضح أن نهج جمهورية إيران الإسلامية لتعزيز التفاعلات الإقليمية قد خلق منظورًا جديدًا لتحسين مستوى العلاقات بين البلدين؛ يمكن لإيران وبيلاروسيا تلبية احتياجات بعضهما البعض في مختلف القطاعات وتلبية احتياجاتهما باستخدام أساليب مثل المقايضة والتعاون المصرفي، خاصة في الحالات التي يكون فيها كلا البلدين تحت العقوبات. يقول خبير العلاقات الدولية روح الله مدبر حول العلاقة بين إيران وبيلاروسيا وأهميتها: “إن التقارب بين إيران وبيلاروسيا يزيد من قدرة جمهورية إيران الإسلامية على المساومة في منظمات مثل أوراسيا وشنغهاي، وبالنظر إلى عضوية المراقب البيلاروسي في منظمة التجارة العالمية (WTO)، يمكن أن يؤثر على عضوية إيران في هذه المنظمة إلى حد ما”.
ALKHANADEQ