عباس المعلم
مشهد ما يبدو هدوء ومراوحة بالداخل اللبناني الذي لم يرصد تحرك اي ساكن اتجاه الملفات والاستحقاقات الساخنة ، وكأن البرودة الظاهرة سمة مقابلة للصيف الساخن والحار الذي يضرب لبنان والمنطقة والعالم ،لا يخفي ان هذا المشهد على ركوده هو جمر تحت وفوق رماد بدأت شرارته تنبعث باكثر من اتجاه وموقف وحدث ..
صحيح ان الجو العام السياسي المتمثل بالقوى السياسية الاساسية يبدو مائل الى ما يشبه هدنة او وقف لاطلاق النار السياسي ، الا ان جوهر هذا الجو هو الاحتدام والتصلب بالانقسام والمواقف بالملف الرئاسي وغيره من الملفات الوازنة ،
ورغم رفض البعض تصوير الازمة الحالية بكل مفرداتها ومتفرعاتها بأنها ازمة نظام وميثاق وشراكة ، الا ان جزء فعلي وحقيق من هذه الازمة هو كذلك ولا يبدو انه محدود بل يتصاعد ويتعقد اكثر مع مرور الوقت والفراغ السياسي الذي لا يضرب فقط الرئاسة بل كل ما تبقى من دولة ومؤسسات ..
لا افق او حتى خرق صغير لبداية مسار حل للعقد الرئاسية ، حتى ان حوار الحزب والتيار الوطني الحر لا يزال بمرحلة استعادة الثقة دون الاقتراب حتى الان بالدخول المباشر والحاسم بالملف الرئاسي ،..
ومع بروز بيان المجموعة الخماسية من الدوحة والذي كان في مكان ما شديد اللهجة من حيث التهديد بالعقوبات على معرقلين انتخاب الرئيس ، واغفاله اي اشارة تدعوا الى الحوار بين اللبنانيين ، يعني ان الملف الرئاسي خارجياً سحب من الفرنسي او على الاقل علق وتم تسليمه الى الامريكي والقطري ليصبح الفرنسي والسعودي والمصري بموقع المراقب والمساعد لا المبادر ..
وهذا يعني رغم موافقة الدول الخمس على البيان ان التباين وربما الاختلاف بينهم سيظهر لاحقاً وسيقابله بالمثل خلاف لبناني مضاف على الموجود حالياً ، بسبب استياء فرنسا من الدور السلبي الذي لعبته امريكا بوجهها عندما تولت باريس ادارة الملف الرئاسي اللبناني ،
الامر الثاني هو رفض الرياض ان تكون قطر مفتاح الحل الرئاسي في لبنان للمرة الثانية بعد اتفاق الدوحة عام ٢٠٠٨ ، وهذا ما يلقى تقاطع بين القاهرة والرياض ..
وعليه سيكون عنوان الادارة القطرية الامريكية بالملف الرئاسي جوزيف عون ، سيقابله الى مدى منظور تمسك بفرنجية بدعم فرنسي غير علني وحياد سعودي مصري ، اما داخليا. سيكون انعكاس ذلك هو ان الدوحة ستقوم باتصالات وحوار مباشر مع الثنائي امل والحزب بدعم وعلم امريكي لاقناعهم بخيار جوزيف عون خصوصا وان اجواء حارة حريك وعين التينة منذ اسبوعين توحي بإيجابية عالية اتجاه اسم جوزيف عون ..
بالمقابل سيكون هناك تبدل بخيارات التيار الوطني الحر الذي يرفض بشدة وصول قائد الجيش الى بعبدا ويسعى الى تشكيل فيتو دستوري اولا يمنع وصوله ، والخيار الثاني هو استعداد باسيل لمناقشة خيار سليمان فرنجية مع الحزب وبري اذا كان ذلك يضمن له عدم وصول عون للرئاسة ،
والخيار الثالث هو انسحابه من تقاطع جهاد أزعور والذهاب الى تقاطع جديد على زياد بارود او اسم اخر يمكن ان يحصل على ٤٣ او ٤٥ صوت اي المطلوب لعرقلة اي تعديل او مسار دستوري يأتي بجوزيف عون رئيساً ..