وبدأت العملية، التي قال الجيش الإسرائيلي إنها تهدف لتدميرالبنية التحتية والأسلحة الخاصة بجماعات مسلحة في المخيم، بهجوم بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من يوم الاثنين، ونشرأكثر من ألف من أفراد القوات الإسرائيلية.
وفی هذا الشأن يعلق المحلل السياسي “عدنان الصباح”، في صحيفة رأي اليوم أن مايجري على الأرض هواستعراض قوة ولا سيما أن الإحتلال دفع بكم كبيرمن القوات والطاقات والآليات والطائرات لمخيم لا تزيد مساحته عن نصف كيلومترويستخدم أدوات مقاومة بدنية.
ويضيف عدنان الصباح أن حكومة الاحتلال المتطرفة تهدف من العدوان لإيقاع أكبرقدرمن الشهداء والدمارلأخذ صورة لجمهورها وناخبيها بأنها استعادت مكانتها، وتوقف الأصوات الناقدة لها على حساب الدم الفلسطيني، مؤكدا أن المقاومة قادرة على الإمساك بزمام الأموروحشرالاحتلال في الزاوية، معتبرا أن “القضاء على المقاومة محاولة يائسة لا يمكن أن تنجح”.
ونشرت صحيفة العربي مقال بعنوان “جنين في مواجهة إرهاب الدولة” للصحفي الفلسطيني “نزارالسهلي”، يشيرخلاله أن إرهاب المستوطنين للسكان المدنيين، ثم ممارسة إرهاب الدولة المنظم باستخدام قوتها الفاشية ضد أصحاب الأرض، تعبيرعن حقيقة راسخة بالعمق عن الصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني وحيدا ضد المشروع الاستعماري الذي تمثله إسرائيل كدولة وحكومات مختلفة، اتخذت من الإرهاب والعنصرية غاية وعقيدة، لتنفيذ مخططات السيطرة على الأرض، وفرض الهزيمة على الشعب الفسطيني المقاوم لهذه السياسة ومشاريعها العدوانية.
كما يرى الباحث “مصطفى يوسف اللداوي”، في “مخيم جنين صداع مزمن وكابوس مرعب”، في صحيفة رأي اليوم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف يوما عن التفكيرفي معاقبة مخيم جنين وتأديب أهله، وتفكيك خلاياه العسكرية وبنيته التنظيمية، واعتقال مقاوميه أوقتلهم، ونزع سلاحهم وفض الناس من حولهم، وعزلهم عن بيئتهم وحرمانهم من حضانتهم، فقد أعياه المخيم كثيرا وأعجزه، وسبب له صداعا مزمنا عانى منه طويلا وشكى منه أكثر، وتمنى ان يخلص منه وينجومن براثنه، وقد حاول كثيرا تحقيق حلمه وتسكين جراحه، فاجتاح المخيم مرارا ونجح في اعتقال بعض المقاومين وقتل آخرين، ودمربيوتهم وعاقب أهلم، لكن المخيم بقى عصيا متمردا، قويا شامخا، يقاتل بكبرياء، ويصعد بشمم، ويرسل مقاوميه إلى كل مكان يباغتون العدة ويهاجمونه وينالون منه ويؤلمونه، كما أصبح ملجأ المقاومين وملاذهم، وحصنهم الذي يلوذون إليه ويحتمون فيه.
ويتابع اللداوي، من الممكن أن ينجح العدوفي تحقيق بعض الأهداف التي أعلن عنها، كمداهمة معامل تصنيع العبوات الناسفة، وقتل واعتقال بعض المقاومين، وتخريب المخيم وهدم بيوته وطرد وتهجيرأهله، لكنه يعلم يقينا أنه لن يتمكن من إخماد نارالمقاومة أوإطفاء جذوتها، ولن يتمكن من كي وعي سكانه والفلسطينيين عموما، ولن يستطيع أن يخدع نفسه طويلا وينام ملء جفنيه مطمئنا.
وفي هذا السياق يعلق خلف الحبتوروهورجل الأعمال الإمارتي على الهجمات الإسرائيلية على مخيم جنين، حيق قال إن “أفعال إسرائيل تظهرإزدواجية في المعايير، كونها تتودد للعرب وتسعى لإقامة علاقات معهم، ولكنها تتسبب في قتل وتهجيرالفلسطينيين بدم بارد”، حسب قوله.
وأوضح الحبتورأن “أفعال إسرائيل تظهرإزدواجية في المعايير، فمن جهة تتودد للعالم العربي وتتعى لإقمة علاقات جيدة معه، وفي الوقت نفسه تتسبب القتل والتهجيرلإخواننا الفلسطينيين بدم بارد”.
بينما أكد محمد إبراهيم الدويري “نائب المديرالعام للمركزالمصري للفكروالدراسات الاستراتيجية” في صحيفة اليوم السابع، أن مأساة جنين لن تكون الأخيرة والأمن الإسرائيلي لن يتحقق مطلقا إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة، ويتابع قائلا: للأسف الشديد لم تعد مشاهد الاقتحام الإسرائيلي العنيف للضفة الغربية أو لأية مدينة فلسطينية أوحتى للمسجد الأقصى تثيرهذا المجتمع الدولي صاحب المعاييرالمزدوجة، والذي لا يتحرك إلا عندما تتهدد مصالحه الاقتصادية والأمنية فقط، أوعندما تهتزموازين القوى الدولية والإقليمية، أما في غيرذلك فإنه يتخذ موقف المراقب والمتابع والمناشد، ومن الأمور المستغربة تماما أن المجتمع الدولي أوتحديدا الولايات المتحدة ترى أن العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين تعد نوعا من الدفاع عن النفس، بينما نجد بيانات الشجب والإدانة والمطالبة بضبط النفس إذا ما قام أي فلسطيني بأية عملية ضد الإسرائيليين في المناطق المحتلة دون التعمق في بحث أسباب هذه العملية، وفي هذا المجال سوف أظل أكرردائما إدانتي الكاملة لقتل الأبرياء، وكذا إدانة أية عملية إرهابية تستهدف المواطنين الآمنين في أي مكان في العالم.
وأنهى ابراهيم الدويري مقاله بالقول: إن مأساة جنين لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة مثلها مثل كل العمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وأن على الإسرائيليين أن يعلموا علم اليقين أن دوامة العنف لن تتوقف، وأن الأمن الإسرائليين لن يتحقق مطلقا إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة بجوارهم تتحدد معالمها خلال المفاوضات السياسية، أما استمرارهذا الصلف والغروروالتعنت الإسرائيلي فمن المؤكد أن إسرائيل سوف تكون في النهاية هي الخاسرالأكبر، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة لم يعد لديه ما يخسره، وأصبح على استعداد لمعركة طويلة الأمد حتى بدون أن يمتلك الترسانة العسكرية التي تمتلكها إسرائيل.
لکن ینظرالکاتب الفلسطيني “عبد الباري عطوان” لما يحدث من مأساة وهجوم غيرإنساني من زاوية مختلفة إلى حد ما، حيث يعلق إن هذه المجازرالإسرائيلية في جنين هي الاختبارلما يسمى بوحدة الساحات، وغرفة المقاومة المشتركة، وكل الفصائل المقاتلة، خاصة في قطاع غزة، فمن غيرالمسموح أوالمقبول أن تكون هناك سلطة أخرى في غزة، تقف موقف المتفرج إزاء هذه المجازو، فما فائدة الصواريخ، والمسيرات إذا كانت ستظل في مخابئها بينما أهل جنين يذبحون من الوريد إلى الوريد، وتطحن عظامهم وأطفالهم، الدبابات والجرافات الإسرائيلية.
فيما أشارساري عرابي “الباحث ومهتم بالفكرالإسلامي”، في مقال رأي بعنوان “العملية العسكرية في جنين.. عن مشكلة “البيت والحديقة” والتي تم نشره في صحيفة العربي، أن حالة المقاومة هذه الجارية في الضفة، بتمثلاتها كلها، لا في جنين وحدها، فعل من المستحيل، أي حين تحليلها وسط الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بها،تكشف عن مستويات لإعجازالتي فيها، وبالضرورة إدراك الاحتلال لفشله في عملية إعادة هندسة المجتمع الفلسطيني التي أخذ يكثفها أولا من بعد إنتهاء انتفاضة الأقصى، وثانيا من بعد مايسمى بـ”الانقسام” عام 2007، ومن ثم هذا العنف الانتقامي الذي نراه الآن في عمليته على جنين.
وفي حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القوات الإسرائيلية بدأت الخروج من مدينة جنين، نفت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس انسحاب القوات الإسرائيلية وأكدت أنها مستمرة في التصدي للعدوان.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-05 22:54:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي