ما أسباب العدوان على جنين؟
أشار محلّل ومراسل الشؤون العسكرية في موقع “مكور ريشون” نوعام أمير إلى أنَّ المؤسسة الأمنية الصهيونية أقرّت أنّ قدراتها محدودة في جنين وشمال الضفة الغربية المحتلة منذ أن ضعفت السلطة الفلسطينية هناك، وأضاف: “الجهات السياسية تتحدث عن “تطهير كامل للإرهاب” لكن هذا طامح للغاية” وفق تعبيره.
وبيَّن أنَّه في السنتين الأخيرتين نفذت 50 عملية إطلاق نار من مخيم جنين فيما كان عشرات المقاومين الفلسطينيين مسؤولين عن معظم العمليات القاسية التي عايشها كيان العدو في تلك الفترة.
وقال أمير: “يجب القول بأمانة أنّ الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” لم ينجحا في التعامل مع هذه الأعداد. بينما عارض الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أيّدها “الشاباك”. بعد العملية القاسية في (مستوطنة) “عيلي” جرى تقدير وضع في قيادة المنطقة الوسطى. عندما وصل رئيس الحكومة إلى قيادة الوسط من أجل تقدير الوضع كان واضحًا أن هذه المرة الأمر استثنائي وسينتهي بطريقة أخرى” على حد قوله.
وتابع أمير “نتنياهو وغالانت استمعا إلى تقرير أمني من الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” حيث قيل فيه العبارة الأساسية من إحدى الجهات الرفيعة التي شاركت في تقدير الوضع “نحن لا ننجح في إيقاف عمليات إطلاق النار”. في الجيش وفي “الشاباك” لم ينجحوا في تشخيص أنه على ضوء ضعف السلطة الفلسطينية وتضعضع الأجهزة (الأمنية الفلسطينية) التي تُركت في شمال “شومرون” (شمال الضفة الغربية) وخسرت كل سيطرتها هناك. هذا الأمر تسبب في نمو “المنظمات الإرهابية” (المقاومِة) وتحويل مخيم اللاجئين إلى بيت “للمخربين”” على حد تعبيره.
وأوضح أنَّه “في هذا الوقت تقرَّر تغيير النظرية، وبدأ هذا بإحباط مركّز عبر طائرة للمرة الأولى منذ 17 عامًا في الضفة الغربية حيث استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين زعم العدو أنَّهم يشكّلون مجموعة لتنفيذ عمليات إطلاق نار”.
وأضاف أمير “أنَّ هذه الإشارة تُنذر بما هو قادم لأنه من هنا كان واضحًا أن ما كان لن يكون، والسؤال هو متى سيحدث وكم يجب تعميق العملية (العدوان). وبخصوص التوقيت تقرر الخروج إلى “العملية” (العدوان) بعد عيد الأضحى الذي انتهى. قرابة الساعة العاشرة من مساء أمس الأحد جمع رئيس الحكومة “الكابينت” المقلص برئاسته سوية مع وزير “الأمن” (الحرب) يوآف غالانت وأعطى الإشارة ببدء العملية (العدوان)”.
وأشار إلى أنَّه بينما يعمل المستوى السياسي الصهيوني على “شرعية” دولية، عمل المستوى العسكري جاهدًا لجلب أكبر قدر ممكن من المعلومات حول ما يحصل في جنين. وفي وقت وصف مصدر سياسي رفيع العدوان بأنّه “تطهير كامل للبنى التحتية في جنين”، اعتبر محلّل ومراسل الشؤون العسكرية في موقع “مكور ريشون” أنَّ “هذا تعريف مبالغ فيه بعض الشيء لما يمكن أن ينتجه الجيش. كما ذكرنا، الجيش وكذلك “الشاباك” فشلا في فهم الصورة وفي التعامل معها في السنوات الأخيرة”.