مُعَذّبو الأرض
في ظلّ الاحتجاجات التي حصلت في فرنسا مؤخراً، والتي كان التمييز العنصري ضد المهاجرين فتيل إشعالها. من المفيد قراءة كتاب “معذبو الأرض” للفيلسوف الاجتماعي فرانز فانون (المعروف أيضاً باسم ابراهيم)، الذي يعدّ واحداً من أهم الكتب الملهمة التي تدعو الى مناهضة الاستعمار والثورة ضدهم.
وفانون هو ممن عانى منذ بداية نشأته في جزيرة المارتينيك (إحدى المستعمرات الفرنسية)، من العنصرية الاستعمارية. وهو ما دفعه لاحقاً الى أن يتخلى عن كل ما وصل إليه من مكانة علمية ومهنية مرموقة في فرنسا، لكي يلتحق بالمقاومة في صفوف جبهة التحرير الجزائرية. فهو لم يكتف بالتنظير للعنف الثوري، بل ناضل بوجه الاستعمار حتى الرمق الأخير. فهو يفترض بأن “الاستعمار آلة عنف صريحة تستسلم فقط عندما تواجه عنفا أكبر”. وقد باتت هذه المقولة مشهورة تبناها الزعيم الثائر نيلسون مانديلا (تلميذ غاندي) في نضاله في جنوب أفريقيا.
وفي كتابه “معذبو الأرض” الذي تأثر به الكثيرون، يتكلم فانون في خمسة فصول عن مواضيع مختلفة تتعلق بالاستعمار، ويغطي مواضيع مثل كيف يمكن للمُسْتَعْمَر أن يلغي الـمُسْتَعْمِر، وعن كيف يمكن للكيانات الجديدة الثائرة أن تنشئ كيانات جديدة سياسية، ويتحدث أيضا عن الأثر السيكولوجي النفسي على هؤلاء الشعوب المستعمرة. ويرفض فانون في هذا الكتاب أيضاً، النزعة المعلنة في أوروبا القائمة على أساس الاستعمار والاستغلال والعبودية والعنف، مضيفاً بأنه إذا لم يتم تعديل ظروف العمل، فستكون هناك حاجة لقرون من العمل على “أنسنة هذا العالم الذي أجبرته القوى الإمبريالية على النزول إلى مستوى الحيوانات”.
لتحميل الكتاب
معذبو الأرض ل فرانز فانون