تحقيقات - ملفات

الصدمة يجب ان تكون من الحزب وليس من جبران باسيل ؟!

 

عباس المعلم / كاتب سياسي

لا تزال حالة الصدمة تتفاعل عند قيادة الحزب وجمهوره من موقف جبران باسيل بالملف الرئاسي ، الغريب في الامر ليس موقف الاخير ؟بل حالة الصدمة المستمرة بشكل يوحي ان موقف الرجل هو وليد اليوم رغم ان موقفه اكمل عامه الاول ..
ليس صحيحاً او صحياً ان يتعامل بعض قادة الحزب وجمهوره مع باسيل على انه خائن وغدر بهم بالملف الرئاسي ،
اولا لانه لم يلتزم بالاساس معهم على تبني ترشيح فرنجية او حتى دعمه بشكل غير مباشر ، بل رفض منذ البداية حتى النقاش والحوار بأسم وشخص رئيس المردة كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية وليس امكانية وصوله للرئاسة فعلياً..؟
فلماذا كل هذا الضجيج والتفاعل الغير مبرر بالصدمة من رئيس التيار ؟
رغم انه لم يقم بأي تصرف سياسي غير طبيعي او بديهي بملف الرئاسة ، وهو رئيس كتلة نيابية وازنة حقها حق الاخرين بترشيح احدهم للرئاسة او دعم او رفض اخر ، فهذا شأن سياسي دستوري ديمقراطي وحتى منطقي جداً ..
اما اذا كان هناك من صدمة واستغراب وعتب فيجب ان تكون على الحزب نفسه ، الذي لا يزال يعمل بالسياسية اللبنانية على قاعدة الوفاء وهذه القاعدة غير مألوفة او منطقية بعالم السياسة بالمطلق وفي لبنان على وجه الخصوص ؟
الحزب هو من يجب ان يراجع اسلوبه السياسي في لبنان منذ دخوله الحكومة عام ٢٠٠٥ وانغماسه بملفات الدولة والاستحقاقات الدستورية بشكل مباشر ، وان يجري نقداً ذاتيا وحتى علنياً لادائه وادارته كجزء من الحكم والنظام في لبنان ،
يجب ان يقول لناسه وجمهوره ما له وعليه وان يتخلى عن شيء من الكبرياء والغرور فيما خص صوابية خياراته السياسية واعتبار اخطائه ضرورة تحكمها الظروف والحسابات والاعتبارات تارة لمصلحة البلد وتارة اخرى لمنع الفتنة وانه ام الصبي في بلد ماتت فيه الام ورحل فيه الصبي اما شهيدا او مهاجراً ..
لماذا لا يعيد الحزب قراءة كل المرحلة السابقة وفي مقدمتها تحالفه مع التيار الوطني الحر ، عندها سيكتشف ان الصدمة الحقيقية ليست بموقف باسيل رئاسياً ، بل باسلوب الحزب معه ، والذي كان قائماً على اعطائه كل شيء ، بل اكثر من ذلك هو من صنعه سياسياً وساهم بجعله زعيماً على التيار بعد ان عطل الحكومة سنوات لجعله وزيراً فيها ووقف بشدة امام الصديق والخصم لابقاء وزارات وادارات وتعيينات حصرياً باسم جبران باسيل ..
اليس الحزب من قام بقضم وتحجيم بيوتات وزعامات وشخصيات مسيحية لمصلحة زعامة جبران وتياره مسيحياً ؟ تحت عنوان حلفه معه والاتفاق الاستراتيجي مع جبران والتيار بالقضايا الاستراتيجية التي تسمو على اي قضية او تفصيل بالسياسة اللبنانية الداخلية ،،،
مع العلم ان لا شيء استراتيجي عند جبران الا قضية واحدة وهي زعامته التي يريد من خلالها ان يكون حاكماً او اول المتقدمين بالحكم وفق قاعدة عقائدية بداخله وهي نزعة المارونية السياسية !! واللا مشكلة عقائدية لديه مع اسرائيل اذا اقتضت ظروف زعامته ذلك وبنفس الوقت هو مع الحزب المدجج بالسلاح اذا كان معبراً له نحو بعبدا كما كان الحال مع العماد ميشال عون ..
اذا كان لا بد من صدمة للحزب اتجاه باسيل فيجب ان تكون عبرة له لمراجعة ادائه بالتعاطي السياسي الداخلي وان البراغماتية هي الحاكم الاول لغالبية القوى والزعامات السياسية في لبنان ، وانه عطائه اللامحدود لحليف هنا وصديق هناك لن يمنع رفض هذا الحليف او الصديق رد الجميل له او حتى مسايرته بطلب واحد مقابل مئة ومئة طلب قدمها له ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى