في الأخبار التي نشرتها هذه الوسائط تم ذكر قائمة الاتفاقيات المبرمة بين إيران وأمريكا، وهي تقريبًا ليست قضايا جديدة وقد تم ذكرها دائمًا في الرسائل التي ينقلها الوسطاء بين البلدين.
أدت الزيارات العديدة بين كبار المسؤولين في إيران وعمان وقطر في الأسابيع الأخيرة إلى زيادة الاهتمام بشكل ما بالأخبار غير المؤكدة لوسائل الإعلام الأمريكية.
طبعا أدلت سلطات قطر وعمان بتصريحات تؤكد دورها الوسيط، على الأقل فيما يتعلق بتبادل الأسرى بين إيران وأمريكا، والإفراج عن الموارد المالية الإيرانية المجمدة.
الموضوع اللافت في موجة الأخبار الجديدة لوسائل الإعلام الأمريكية هو أكثر من مضمون التقارير التي نشرتها، إخفاء مزاعم واشنطن السابقة حول عدم جدوى استمرار الدبلوماسية مع إيران بعد الاضطرابات التي شهدتها الجمهورية الاسلامية في الخريف الماضي بعد، أنباء توصل طهران وواشنطن إلى اتفاقيات جديدة.
بينما أكدت إيران دائما وفي ظروف مختلفة على ضرورة استمرار الحوار للتوصل إلى اتفاق بهدف رفع العقوبات ولم تنحرف أبدًا عن هذا النهج الاستراتيجي، فإن الموجة الاعلامية الغربية في المرحلة الحالية يبدو كما لو أن المبادرة بيد الغرب وهي في طريقها الى حلّ!
من الواضح جدًا أنه بعد الإجراءات السياسية والأمنية والإقليمية والقانونية النشطة والفعالة لإيران في مواصلة التعاون مع الوكالة وإدارة الاضطرابات الداخلية وإزالة التوتر غير المسبوق في العلاقات الإقليمية، أصبح الجانب الغربي الآن ليس لديه خيار سوى الخضوع لمتقرحات إيران، وهو يحاول العودة إلى مسار الماضي الذي جاء نتيجة اتفاقات كاملة نسبياً في نيويورك بين الجانب الإيراني والمنسق الأوروبي.
في غضون ذلك وعلى الرغم من السلوك المتعرج والسياسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي ظل الإجراءات المهنية والدؤوبة للدبلوماسيين والخبراء الفنيين في ايران في التعامل مع الوكالة، حيدت ايران حالتين من القضايا المزعومة من قبل الوكالة الدولية الخاضعة لضغوط أمريكية، وتمكنت طهران من تحطيم صخور الذرائع السياسية نوعا ما.
خيبة أمل الغربيين من إمكانية ممارسة الضغط على الجمهورية الإسلامية من خلال إساءة استخدام الاضطرابات الداخلية ، فضلاً عن إثقال كاهل استراتيجية دبلوماسية الجوار الحكومية الثالثة عشرة، وخاصة بداية العلاقات السياسية بين إيران والسعودية، والتي تكمل سياسات إيران الإقليمية، هي كلها أسباب قوية للغاية ربما تكون قد دفعت الجانب الغربي للخروج من وهم فاعلية سياسة الضغط المتزايد لتسجيل نقاط.
على الرغم من عدم تأكيد أي من المسؤولين في إيران وأمريكا حتى الآن الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام حول بدء المحادثات والتوصل إلى اتفاق، إلا أن التحليل الدقيق للظروف الجديدة التي تم ذكرها ، فإن قضية تشكيل نوع من الحوار بوساطة بين طهران وواشنطن، لا سيما فيما يخص الاتفاق، فهو يجعل من الممكن إطلاق سراح سجناء من الجانبين وإزالة العوائق عن موارد إيران المالية.
بالطبع، كما تكهنت وسائل الإعلام الأمريكية، لا يمكن للمرء أن يكون متفائلاً بشأن الإسراع في التوصل الى اتفاق حول القضايا المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية، ولكن التعبير عن هذه القضية من قبل اثنين من وسائل الإعلام الأمريكية الموثوقة، والمعروفة بصلاتهما مع الأجهزة السياسية والأمنية الأمريكية أن البيت الأبيض يسعى إلى نقل بوادر إيجابية لتغيير مسار الأشهر الماضية والعودة إلى طاولة المفاوضات التي لم تغادرها إيران قط.
في الحقيقة ستكون مستجدات الأيام المقبلة، والتي ربما تستند إلى تصريحات محافظ البنك المركزي الإيراني ووزير خارجية عمان، مع بدء الإفراج عن الموارد المالية الإيرانية المجمدة في بعض الدول، قادرة على اكتساب المزيد من الزخم، وستكشف إلى أي مدى يعتمد اتجاه التغييرات على تكهنات الدوائر السياسية ووسائل الإعلام داخل وخارج البلاد.
نورنيوز
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-17 00:16:14
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي