الجزء الثانی.. السید هاشم صفی الدین لـ”تسنیم”: إسرائیل مطوقة بصواریخ الحاج قاسم/ عملیات المقاومة ستنتقل إلى مناطق الـ 48- الأخبار الشرق الأوسط
بعد ذلك، كشف انتصار فصائل المقاومة في حروب 22 و 8 و 51 و 12 يوماً عن أبعاد أخرى لقوة الكيان الصهيوني المزيفة. وزيادة المعرفة السياسية، والوعي بالهوية والتوجه نحو المقاومة في سوريا واليمن ولبنان والأراضي المحتلة، والزيادة الكبيرة في العمليات الفردية، وتعدد الانتفاضات الفلسطينية في أراضي الـ 48، وزيادة نطاق أنشطة المقاومة في الضفة الغربية، كل ذلك يشير إلى تعزيز مستويات الردع وتوازن قوى محور المقاومة بوجه الكيان الصهيوني.
توطين المقاومة هو أحد الحقائق الحالية في سوريا، وقد تم تأسيس مجموعات مثل قوات الرضا ولواء الباقر على غرار حزب الله في لبنان بالضبط. واليوم يتواجد حزب الله بدءاً من الجنوب في مناطق مثل “تل الحارة” صولاً إلى الشمال ومنطقة نبل والزهراء. كما تعاونت المقاومة اللبنانية والفلسطينية والسورية بشأن الجولان المحتل حيث تعتبر هذه المسألة من أكبر التهديدات للصهاينة.
بالإضافة إلى إحكام الطوق حول الحدود، بدأت تظهر الأيام الصعبة التي يمر بها كيان الاحتلال داخل الأراضي المحتلة. والإقالة المبكرة للحكومات وإجراء 5 انتخابات خلال 3 سنوات، والمظاهرات في الشوارع احتجاجا على الانقلاب القضائي لنتنياهو، وانتشار موجة الإضرابات داخل القوات العسكرية، وهيمنة أفكار اليمين المتطرف، وتولي الفاسدين القيادة، وعدم وجود قادة كاريزماتيين أقوياء زاد من حدة التشرذم والخلافات بين التيارات الصهيونية. كما تصاعدت حدة الصراعات الداخلية بين الصهاينة لدرجة أن احتمالية نشوب حرب داخلية أو انهيار داخلي أي نظير الفشل أمام محور المقاومة، يهدد مستقبل هذا الكيان.
عُقد في الأيام الأخيرة مؤتمر هرتسيليا الأمني، الذي يعتبر أحد أهم المؤتمرات الأمنية السنوية للكيان الصهيوني، وقد علق بعض المسؤولين الأمنيين في هذا الكيان، مثل يوآف جالانت وزير الأمن، وتساخي هنغبي رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، وهرتسي هاليفي رئيس هيئة الأركان المشتركة، وأهارون حليفا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على تفعيل الجبهات العملياتية للمقاومة وطرحوا مزاعم حول تفعيل جبهات عملياتية جديدة ضد إيران ومحور المقاومة. مزاعم يمكن أن يكون التحقق منها وقياس صحتها أمراً مثيراً.
تظهر هذه الأحداث أن وتيرة التطورات في المنطقة تتقدم بسرعة. ولتحليل الأوضاع بشكل أدق، ومناقشة القضايا المذكورة، وتقييم إمكانيات وقوة الكيان الصهيوني أمام محور المقاومة، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حوارا مع رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان السيد هاشم صفي الدين. حيث يمكنكم في ما يلي قراءة الجزء الثاني من هذا الحوار أو مشاهدة الفيديو.
الجهاد الإسلامي في مقدمة المواجهين للعدو الاسرائيلي في المواجهات الأخيرة
شهدنا أنه في الأيام الماضية، بالتزامن مع معركة ثأر الأحرار التي اندلعت في غزة، شن الكيان الصهيوني عدة هجمات هناك، وفي الوقت نفسه اغتال بعض القادة في الضفة الغربية من الجهاد الاسلامي واستشهدوا. أود أن أعرف ما هو نهج حزب الله في لبنان تجاه إخوانه الفلسطينيين؟
نحن كنا معهم بشكل دائم في كل معارك غزة السابقة وفي هذه المعركة الأخيرة نحن كنا بجانب إخواننا الفلسطينيين وتحديداً إلى جانب الجهاد الإسلامي الذين كانوا هم في رأس المواجهين وعلى مقدمة المواجهين للعدو الإسرائيلي في المواجهات الأخيرة. بالنسبة للأسرى الشهداء بالنسبة إلى كل اعتداء إسرائيلي يحصل على المقاومين، نحن إلى جانب الفلسطينيين لكن هم الذين سيأخذون القرار المناسب، أي قرار سيأخذونه نحن دائماً معهم خلفهم إلى جانبهم ندعمهم نساعدهم، فأي شيء هم يحتاجونه ويمكن أن نقوم به نحن نقوم به وهذا أمر طبيعي، هذا واجبنا وليس يعني أمراً مرتبطاً بظرف سياسي أو مصلحة آنية.
هذا مبدأ من مبادئ عملنا المقاوم. نحن كنا دائماً إلى جانب المقاومة الفلسطينية إلى جانب الشعب الفلسطيني سواء كان الأسرى المظلومين أو كان المجاهدون في موقع الجهاد والمقاومة أو كان الشعب الفلسطيني أو المقدسيين أو في أي مكان آخر، لذا نحن في ما حصل خلال الفترة الماضية أبدينا استعدادنا وقدرنا خدمات ليس من الضروري أن نتحدث عن كل ما فعلناه عن كل ما قدمناه ونحن دائماً جاهزون ضمن الظروف وضمن الامكانات المتاحة وضمن الحاجة الفعلية والعملية.
في الأيام التي ينشغل فيها الكيان الصهيوني بالاحتجاجات الداخلية والصراعات والأزمات الداخلية الخطيرة، نشهد في الوقت نفسه أن دائرة الخناق تضيق على الكيان في الأراضي التي يحتلها، خاصة في منطقة الضفة الغربية، وباتت الظروف صعبة على العدو الصهيوني، لقد أصبحت أكثر من الماضي. بشكل عام كيف ترون وضع واستعداد فصائل المقاومة في المنطقة وحول الأراضي المحتلة؟
الأمور ستزداد اختناقاً على الإسرائيلي / الإسرائيليون يشعرون بالضعف والوهن
كما قلت لكم في البداية نحن نتجه باتجاه أن الإسرائيلي يزداد ضعفاً ونحن نزداد قوة. أشكال الضعف تتبدل وأشكال القوة تتبدل. لاحظ اليوم مثلاً نحن أصبحنا محوراً. في السابق لم نكن بهذا المحور لا على مستوى العدد ولا على مستوى الامكانات الصاروخية ولا على مستوى الجغرافيا. تبدلت قواتنا. أيضاً نقاط الضعف عند العدو تتبدل. العدو كان يقاتل أو كان متواجداً في كل هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل ونحن نقول هو كيان مؤقت ويزول إن شاء الله.
بدأت تضيق مساحة السيطرة. غزة خرجت من يده وجزء من الضفة خرج من يده. الجدار ليحمي نفسه ثم يتحدث الآن الإسرائيلي حتى الإسرائيلي كان يقول أنه يريد أن يبني الدولة الإسرائيلية الكبرى أو الدولة العظمى أو من “الفرات إلى النيل” هو الآن يقبل بدولة داخل هذا الجدار وفي منطقة الـ 48 وهو يقول دولة يهودية، هذا الذي يتحدث عنه الصهاينة اليوم. هذا وجه من أوجه الضعف. هذا كل ما حصل وما كان ليحصل لولا وجود المقاومة والإرادة سواء كانت في فلسطين أو خارج فلسطين أو في كل ساحاتنا.
قادة الكيان الصهيوني حائرون وضائعون وتائهون
الأمور ستزداد اختناقاً على الإسرائيلي. بمشاكله الداخلية بأسهم بينهم هذا البأس بينهم بدأ يظهر الآن. طبعاً نحن نعلم أن الخلافات الداخلية والبينية دائماً على المستوى الاجتماعي الثقافي السياسي لها اسباب كثيرة لكن أحد أهم أسباب الاختلافات الداخلية هو أن هؤلاء يشعرون بالضعف والوهن. ولذا هم يتقاتلون.
ستحدث عمليات في مناطق الـ 48
انظر الى تقاتلهم على مستوى الجهات اليمين أو اليسار طبعاً لم يبقى عندهم يسار لأن اليمين هم يمين اليمين أو اليمين الفعلي، كلهم متطرفون وكلهم سيئون، هؤلاء السيئون المتطرفون يتقاتلون عن كيفية المواجهة المقاومة، هم حائرون هم ضائعون هم تائهون، نتنياهو حينما هجم على غزة وقتل القادة الشهداء -رحمهم الله- في غزة قال يريد أن يثبت معادلة، خصومه في الداخل قالوا أنت فشلت لم تثبت معادلة، إذن أنت جعلت إسرائيل ضعيفة. كل هذه العناصر التي تحصل اليوم داخل الكيان تؤكد أنه سينتقل من ضعف إلى ضعف، وأنا أقول لك أكثر من ذلك في الضفة ستزداد المقاومة تأثيراً، وأكثر من ذلك سيأتي يوم في الـ48 ستكون هناك عمليات ستكون هناك مقاومة، هذا ربما لم يكن يتخيله الإسرائيلي أبداً حتى الآن.
الإسرائيلي مطوق بصواريخ الحاج قاسم سليماني
من كان يتصور أن يشهد في نابلس في جنين في كل هذه المناطق هذا الكم من السلاح المسلحين الأبطال الشباب الفتيان، كل هذا حصل خلال هذه السنوات. هذا شيء ليس سهلاً هذا سيفجر الكيان من الداخل. فكيف إذا امتدت هذه الحركة الى الـ 48؟ ويضاف على هذا كله محور المقاومة الذي يطوق الإسرائيلي كما يقول هو بصواريخ الحاج قاسم سليماني. هو يقول ذلك. نعم ما خطط له الحاج قاسم، ما خطط له الحاج عماد، ما خطط له محور المقاومة يتحقق الآن.
ليعلم الإسرائيلي أن لا جدوى من بقائه في فلسطين
وأنا اطمئن كل من يحب المقاومة كل من يحب أن يدخل إلى فلسطين والقدس أن على المستوى العملي على المستوى العسكري على المستوى الميداني كما المستوى السياسي وهناك حديث كبير جداً على المستوى السياسي مرتبط بأمريكا ووضعيتها في المنطقة، كل العوامل أن تتضافر وتتكاتف وتتكامل لـ، – إن شاء الله- للوصول الى مرحلة النهاية. الاسرائيلي يزداد اختناقاً. وأنا قلت في مكان في المناورة في خطاب المناورة قلت شيء أحب أن أوضحه، أول ما بدأ العمل المقاوم كان الاسرائيلي يريد أن يقول لنا في الـ 82 على مستوى تجربتنا نحن وفي السبعينات على مستوى تجربة غيرنا وقبل ذلك في فلسطين في الستينات والخمسينات. هناك شيء مهم جداً أن كل عمل مقاوم كما ينطلق سواء مقاومتنا نحن أو مقاومة الآخرين كان الاسرائيلي بالقتل بالمجازر بالضغط بمعسكرات الاعتقال بكل شيء كان يريد أن يوصل رسالة واحدة لكل هؤلاء أنه لا جدوى من المقاومة حتى تيأس المقاومات.
الآن نحن نقلب المشهد ونقوم به الآن وهذا يجب أن يكون واضحاً للصديق وللعدو الإسرائيلي، نحن نريد أن نوصله إلى مرحلة يصل فيها الاسرائيلي إلى قناعة لا جدوى في بقائه في فلسطين. هذا الهدف مهم جداً، تتالي الضربات، تتالي العمليات والضغط عليه والاختناق والخلافات الداخلية والسياسية، كل ما يحصل اليوم من حول الإسرائيلي سيوصله في يوم من الايام إلى مرحلة يفهم الإسرائيلي أنه لا جدوى من بقائه في فلسطين.
منذ وقت قصير، لاحظنا أن السيد حسن نصر الله وصف الخلافات داخل الكيان الصهيوني بأنها اقتتال بين الإخوة. وصف لم يعجب نتنياهو كثيرا. نظرا إلى وصول تيارات متطرفة من بين هؤلاء المحتلين، اشتدت التوترات أكثر من ذي قبل. في ضوء هذه القضية وكذلك بعض الأحداث الأخرى مثل الانقلاب القضائي الذي يضعه نتنياهو على جدول أعماله، هل تعتقد أن هذا المسار سيؤدي بالنهاية إلى نشوب حرب أو توتر داخلي شديد في الأراضي المحتلة؟
انكشاف الانقسامات الداخلية في إسرائيل دليل على ضعفها
أولاً الذي يعرف المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع ليس ملتئماً وليس ملتحماً. هم كانوا يصورون أنفسهم للناس أنهم مجتمع متكاتف. هم مجتمع قائم على الخلافات الداخلية وقائم على التناحر وهم أهل تآمر لا يمكنهم أن يعيشوا دون تآمر، يتأمرون على بعضهم البعض، من يدخل داخل المجتمع الاسرائيلي يعرف تماماً أن عوامل الاختلاف هي موجودة عندهم. هم يقولون أن اليهودي حينما يقتل يهودي يعني انتهت الدنيا بالنسبة إليهم نتيجة الخلاف اليهودي لليهودي، الآن هم ذاهبون بهذا الاتجاه هم يعلمون معنى أن يختلف اليهود بمثل هذا المستوى كما كان أحبارهم وكما كان زعماؤهم وكما كان سياسيوهم في التاريخ يتقاتلون على المال ويتقاتلون على المناصب ويتقاتلون على كل شيء.
انتهى زمن القيادات الإسرائيل التاريخية/ القيادات الحالية بسيطة وفاسدة
فإذن المجتمع الاسرائيلي الآن مجتمع مفكك من الداخل مجتمع فيه عصبيات فيه عصبيات ليست سهلة وهم يتحدثون بين الفترة والأخرى عن هذه العصبيات لكن القوة التي كانت ظاهرة كانت تغطي هذه العصبيات، لأنهم الآن ضعفاء على المستوى السياسي على المستوى الأمني انكشف أمرهم و بدأت خلافاتهم تظهر. نعم أيضاً ليس عندهم قيادات تاريخية القيادات تاريخياً، انتهت عندهم القيادات الآن الموجودة هي قيادات بسيطة قيادات معروفة بالفساد والسرقة، بعضهم دخل السجن وبعضهم سيدخل السجن وبعضهم عنده أحكام قضائية، هذه كلها المألات السيئة لطبيعة هذه الثقافة ولطبيعة هذا التكون الاجتماعي الهش والضعيف.
قوة الإسرائيلي في ضعف العرب المسلمين
نحن دائماً كنا نقول القوة الاسرائيلية ليست في قوته قوة الاسرائيلي في ضعف العرب المسلمين. حين بدأ العرب والمسلمون بإظهار هذه القوة بوحدتهم إلى حد ما في إظهار هذه القوة من خلال المقاومة انكشف الاسرائيلي وبدأت تظهر عوامل الضعف عنده.
حينما أصبحت المقاومة قوية انكشف هذا الاسرائيلي وبان كل هذا الضعف الموجود والمتراكم في مجتمعه وفي حياته في المستقبل، نحن نعتقد أن هذه الخلافات ستزداد وليس لها حلول خاصة أن الأميركي دخل على الخط، والأميركي يناصر طرفاً بوجه طرف، والطرف الذي يقف في وجه الأميركي وهو نتنياهو وبن غفير وهذه المجموعة المجنونة هؤلاء ليس عندهم خيار آخر، الآن نتنياهو ليس لديه خيار أن يبقى رئيس حكومة أو ألا يبقى رئيس حكومة هو إما أن يبقى رئيس حكومة أو أن يدخل السجن. لذا هو يعمل بكل قوته حتى يبقى رئيس حكومة. يجب أن يلتزم بمطالب بن غفير والمتطرفين. إذن عنده طريق واحد ونحن نعلم العمل السياسي حينما يكون أمام السياسي طريق واحد سيخطئ كثيراً، لذا نتنياهو يخطئ الان، و أي قرار سيكون في المستقبل سيكون خطأ ولن يتمكن من ترميم هذا الضعف من هذا المشهد الضعيف للكيان الصهيوني لذا نحن نعتقد في البنية الداخلية الاسرائيلية سيزدادون ضعفاً وفي مواجهة محور المقاومة سيزدادون ضعفاً.
يمكن رؤية العديد من مؤشرات تراجع قوة أمريكا في العالم، وهناك تطورات جديدة تحدث في العالم. تطورات كما وصفها قائد الثورة بالمنعطف التاريخي العظيم. نشهد أن النظام أحادي القطب الأمريكي، الذي كانت الولايات المتحدة فيه القوة المهيمنة، يتحول إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. لم تعد أمريكا قادرة بشكل أحادي على توجيه المعادلات العالمية بناءً على مصالحها الخاصة كما في السابق. ما هي الآثار المحددة لتراجع القوة الأمريكية على مصير الكيان الصهيوني والوضع في غرب آسيا؟ كيف ترى التطورات المستقبلية؟ ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه محور المقاومة في هذا المجال؟
الأمريكي حينما يريد أن يخرج من المنطقة يريد أن يفجر المنطقة
جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، ما معنى زهوق إن الباطل بذاته إلى زوال و إلى ضعف وإلى تلاشي لكن حتى يتلاشى يحتاج الى حق، الحق يحتاج إلى قوة، هذا فهمنا في القرآن. أميركا الآن تعيش حالة الضعف في العالم ليس في منطقتنا فقط أنا أعيدكم إلى كتابات كتبها كثير من الباحثين الاميركيين قبل 15 عام قبل 20 عام وقالوا ان اميركا وصلت إلى ذروة القوة وهي الآن سوف تبدأ بالهبوط وبالنزول وكانوا يتحدثون عن أحادية القطب أنه يستحيل أن تبقى أميركا متحكمة بالعالم لوحدها. حينما تحدث “فوكوياما” عن أمركة العالم حينما تحدث الآخرون عن صراع الحضارات وأنهم سوف يخضعون العالم لثقافتهم لحضارتهم لدولارهم لإمكاناتهم لبنكهم لكل ما يسيطرون به على العالم. هذا كان الحلم الأخير بالنسبة إليهم.
أكبر متضرر لأحداث أوروبا هي أوروبا نفسها
ثم طبيعة الأمور أن العالم لا يتحمل هذا التحكم الاحادي. “ريتشارد هاس” كتب كتاب الفرصة في سنة 2007 و2008 وقال العالم حتما سيتجه إلى التعدد القطبي، “ريتشارد هاس” هو جمهوري واميركي متطرف، قال العالم سيتجه إلى تعدد اقطاب. فتحدث بشكل كبير عن ما يحصل الآن أن العالم سيتجه تجاه تعدد الأقطاب طبعاً تعدد الاقطاب لا يمكن ان يحصل في العالم ما لم يكن هناك دول وقوى تقف بوجه اميركا. ما يحصل اليوم في الصين، ما يحصل اليوم في روسيا، ما يحصل في كل العالم، وما سيحصل في أوروبا، وهذا أتمنى أن تسجله عندك ما سيحصل في أوروبا والمتضرر الأكبر ستكون أوروبا من كل ما يحصل سواء في أوكرانيا أو التبدلات الجديدة لأن أوروبا ربطت مصيرها بمصير أمريكا.
ضعف إسرائيل هو ضعف أمريكا
على أي حال، نحن نعتقد أن اميركا ضعفت في العالم وفي منطقتنا غرب أسيا هي أيضاً ضعفت وضعفت كثيرا. ما معنى أن تضعف اميركا؟ بعض الناس قد يقول أن أنتم تقولون أن اميركا ضعفت لكنها مازالت موجودة نحن لم نقل اميركا غير موجودة في لبنان في فلسطين في سوريا في العراق نحن لم نقل ذلك قلنا أنها ضعفت.
أميركا كانت تعمل وتفعل بلبنان كل ما تشاء. كانت تخطط لفلسطين من أجل أن تجعل القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية منتهية ومتلاشية في أوسلو وما بعد اوسلو لم يتحقق. كانت تحلم أن لا يكون هناك الرئيس بشار الاسد، الرئيس بشار الاسد موجود، كانت تحلم أن العراق سيغرق بالفتنة السنية الشيعية، العراق تجاوز الفتنة السنية الشيعية ، كانت تحلم أن داعش سوف تكون هي الحل بوجه إيران الجمهورية الاسلامية بوجه محور المقاومة، داعش انتهت والجمهورية الإسلامية أقوى ومحور المقاومة أقوى، كانت تحلم أن اليمن سيخضع، اليمن لم يخضع وأدوات اميركا هي التي خضعت، هذا دليل ان اميركا ليست كالسابق.
لم تتمكن أمريكا ولن تتمكن بعد الان ان تقول أريد أن أفعل شيئاً فافعله، أمريكا أول فشل كبير حصل لها هو في لبنان، وهذا من أجل التاريخ أنا أريد أن أقول ان أهم انكسار للإرادة الأمريكية في حرب الـ 33 يوم حينما قررت اميركا الحزب الجمهوري المتطرف الذي يسيطر على العراق، الذي حصل ما حصل في كوسوفو وفي افغانستان وسيطر على كل هذه المناطق جاء لتغيير منطقة الشرق الاوسط بقولهم هم يعني غرب أسيا وتحدثت “كوندليزا رايس” عن ذلك.
اصطدمت بالمقاومة في لبنان وفشل هذا المشروع في لبنان. أمريكا بدأت تفشل بدأت تضعف. أنا أقول لكم على المستوى الاستراتيجي ولا أبالغ بقول ذلك المعركة بشكل واقعي وفعلي بالمعادلة القائمة انتهت لمصلحة محور المقاومة لكن يحتاج إلى زمن سنة سنتين ثلاثة أكثر ؟ لا أعرف من أجل التموضع الجديد، لان قوة الاساسية عند أمريكا بدأت تتوجه اليها ضربت كبيرة في ابعاد مختلفة. ضعفت. حتى لو لم تكن مواجهات عسكرية مباشرة مع أمريكا. صعف إسرائيل هو ضعف لأمريكا. التبدلات السياسية التي تحصل في منطقة الخليج (الفارسي) وفي العالم العربي هي تبدلات تدل على ضعف أمريكا. كل هذا ما كان ليحصل لولا قوة محور المقاومة والجمهورية الإسلامية، وكل هذه الشعوب المضطهدة والمظلومة من اليمن إلى فلسطين.
نعم نحن معتقدون ان المعركة بمعناها العريض انتهت لمصلحة محور المقاومة، لكن يبقى علينا أن نواكب وان نتابع وأن نصمد لأن المارد الامريكي والجبروت الامريكي حينما يريد ان يخرج من المنطقة يريد ان يفجر المنطقة. نحن الآن نحتاج إلى حذر شديد وإلى انتباه شديد حتى لا تستقبل المنطقة فتن الأمريكي وجنون الأمريكي لأن المارد حينما يريد أن يخرج يلقي بفتنه وجنونه وبكل ما يملك من أسلحة في المنطقة لتخريبها لأنه أصبح يائساً من امكانية أن يبقى فيها كما كان. نحن نحتاج إلى هذه المرحلة من الحذر والاحتياط والانتباه وبالتالي الاستقرار في المنطقة في مصلحتنا والتلاقي في المنطقة في مصلحتنا، تلاقي الشعوب والحكومات وأن تجتمع كل هذه الأمة بشكل هاديء ومستقر وأن تتبادل المصالح السياسية والاقتصادية والعلمية وغير ذلك كلها لمصلحتنا حتى نتجاوز هذه المرحلة الآتية وإن شاء الله بعد ذلك سيقضي الله أمراً كان مفعولاً.
فشل مشروع إبراهيم وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني
في السنوات الماضية، حاول الكيان الصهيوني، بدعم من الإدارة الأمريكية، إلى تنفيذ مشروع آبراهام وتطبيع العلاقات مع الدول العربية في المنطقة، والتي رافقها معارضة كبيرة من قبل شعوب المنطقة واحتجاجها على قادتهم. بعد ذلك، تصدرت قضية تحسن العلاقات أو استئناف العلاقات بين إيران والسعودية عناوين الأخبار في المنطقة ورافقها ترحيب كبير من دول المنطقة. فسر الكثيرون ذلك على أنه فشل للسياسات الأمريكية في المنطقة واعتبروه علامة على ضعف الولايات المتحدة. كيف ترون هذه الأحداث؟
أول نتيجة لا شك فيها أن آبراهام وكل ما لحقه من تطبيع فشل، هذا واضح، النتيجة الثانية والقطعية أيضا أن الذي حصل بين الجمهورية الاسلامية والسعودية هو دليل عافية لأمتنا وفيه مصلحة لأمتنا حتما بغض النظر عن أي شيء آخر، نحن لا نحاكم الخلفيات والنوايا ولا نحاكم المشاريع التي يمكن أن يتحدث عنها البعض في السياسة وغير السياسة ، المتيقن أن هذا المشهد الذي حصل في بكين أعطى ايجابيات كبيرة للأمة وكان عكس المصلحة الاسرائيلية وعكس المصلحة الامريكية. الأمر الثالث، يجب أن نراقب للمستقبل لا نستعجل النتائج أن هذا الاستقرار وهذا التلاقي وهذا الانهدام أو هذا التلاشي أو هذا الضعف لمشروع آبراهام والتطبيع. هل هذا سيستقر ويثبت؟ بلا شك أن هناك أعداء في منطقتنا سيعملون على تخريب الاثنين معاً. أي سيعملون.
مصالح الأمة والعالم العربي الإسلامي هي استئناف العلاقات بين إيران والسعودية
الآن إسرائيل في احد أهداف صراخها تريد أن تقول للأمريكي “أعد لنا التطبيع” وتريد أن تقول أن “الأمريكي لم يضعف في المنطقة واسرائيل لم تضعف في المنطقة”. ربما يحاول الأمريكي أن يقوم ببعض الأعمال السياسية الفلكلورية من زيارات وسفر من هنا وهناك من أجل ان يقول “لا أن الذي حصل بين إيران والسعودية لا يعني أن التطبيع قد انتهى” قد يقوموا بهذه الأفعال أو أفعال أخرى ربما على المستوى الامني والاقتصادي من أجل أن يهز هذا الاستقرار أو هذا النفس الإيجابي الذي بدأ في المرحلة الماضية لذا يجب أن نكون متنبهين وحذرين. إذن لا نستعجل النتائج ولأننا أقوياء لا نستعجل النتائج، وأنا حسب فهمي القوي، القوي عادة في أي لقاء وتفاوض أو أي تبدل يتعاطى بهدوء وروية، الذي يخاف وستعجل ويحاول ان يستدرك الامور هو الذي يشعر بالضعف.
إيران كانت قوية قبل اتفاق بكين، وما زالت قوية بعده
إيران قبل لقاء بكين كانت قوية، وبعد لقاء بكين هي قوية. قبل التغيرات في المنطقة كانت قوية. ربما الآن هي أقوى، لكنها كانت قوية، محور المقاومة كان قوياً. لذا نحن لا نخاف من كل هذه التبدلات ولا نشعر بأي ضيق من خلال هذه التبدلات لأننا نعرف على ماذا نعتمد. نحن نعتمد على شعبنا ومقاومتنا ومعادلاتنا التي صنعناها بأيدينا وبالنتيجة مهما كانت المتغيرات إن كانت لمصلحتنا فنزاد قوة وإن لم تكن لمصلحتنا – و هي ستكون إن شاء الله لمصلحتنا – لا نخاف من شيء.
نهاية الجزء الثاني
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-14 14:14:31
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي