شاهد ما فعله الاتفاق الايراني السعودي بلبنان وبالمشروع الامريكي بالمنطقة؟
فما هي مقاربة هذه المتغيرات؟ وهل فعلا سيبنى عليها تغييرات جذرية على مستوى المشهد العام في المنطقة في القادم من الايام والسنوات؟
اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث لقناة العالم خلال برنامج “ضيف وحوار” تحت عنوان: ” لبنان.. معركة انتخاب الرئيس” انه لاشك ان الاتفاق الايراني السعودي نقل المنطقة من مرحلة الى مرحلة وجعلها امام استراتيجية جديدة لدول المنطقة مبنية على التفاهم والتعاون والاستقرار السياسي خلافاً للوضع السابق الذي كان مبنياً على التنافر والتناحر واعطاء الاولوية للمشروع الاسرائيلي.
واوضح، ان المنطقة بعد الاتفاق الايراني وضعها امام ترتيبات بين دولها وامام تسليط الضوء على الازمة الفلسطينية كأزمة حقيقية وامام الكيان الاسرائيلي ككيان خطر ويجب ان يتم التعامل معه بطريقة فيها مواجهة لوضع حد لاستمرار الاحتلال.
أي مشروع انتكس بعد الاتفاق الايراني السعودي؟
واضاف، ان الامريكي اوضح انه غير راض عن هذا الاتفاق والتطورات التي حصلت، ما يعني ان مشروعه انتكس في هذه المنطقة في الوقت الذي ينشغل فيه في قضية الحرب بين روسيا واواكرانيا وقضية الصين، داعياً الى الاستفادة من الفرصة كدول في المنطقة وكحركات التحرر للمصلحة الايجابية لبلدان المنطقة.
هل تحالف السعودية مع ايران جرى بضوء اخضر امريكي؟ أم انه تراجع كبير للنفوذ الامريكي في المنطقة؟
وشدد الشيخ نعيم قاسم، ان الامريكي غير راض عن الاتفاق السعودي الايراني وهو عبّر عن ذلك بانه لا يرغب لكنه لا يمانع، معتبراً ان السبب الاساسي هو ان السعودية ادركت بان امريكا لا تشكل حماية حقيقية لمشاريع السعودية في المنطقة، وانها لا تستطيع ان توفر الامن السعودي في حال قيام توتر في المنطقة.
كما اضاف، ان السعودي يرى ان استمرار ازمة اليمن بشكل خاص ستؤدي الى الاخلال برؤيته لعام 2030، كذلك استمرار الازمة في سوريا ستؤدي الى خلخلة وضع البلدان بالسعودية، اضافة الى ذلك موضوع الصلف الاسرائيلي الذي يتمادى بالاعتداء على الفلسطينيين ولا يقدم اي خطوة تطمينية الى الامام، بل يريد ان يأخذ التطبيع من السعودية ومن الدول العربية من دون ان يعطي شيئاً للفلسطينيين، مؤكداً ان هذا كله يدل على ان السعودية ادركت بان استمرار الخيار السابق غير ملائم لها ولا يتوافق مع رؤية 2030.
واشار الى ان السعودي، ورغم عدم موافقة الامريكي على ذلك، خطى خطوات اخرى غير الاتفاق الايراني السعودي، مثل توسيع العلاقات مع الصين ومع روسيا وهي خلاف رغبة الامريكان الذين باتوا لا يستطيعون فعل شيئاً.
هل سيتفرج الامريكي على هذه المتغيرات؟ ألا يضع حداً للانقلاب في المنطقة؟
اوضح الشيخ نعيم قاسم، ان الامريكي لن يتقبل ان تسير المنطقة خلاف قناعاته الاستراتيجية والتكتيتية، وسيبحث عن اساليب وطرق لعرقلة بعض المشاريع ومحاولة الدخول على الخط، ولكن السؤال الذي يطرح هل يستطيع ذلك، وهل يمتلك قدرات كافية من اجل ان يغير داخل المنطقة، فيما هو يعاني من ترهل، اضافة الى ان خلافه مع الكيان الاسرائيلي خلاف حاد جداً بحيث لا يستطيع ان يقدم شيئاً من خلال الموضوع الاسرائيلي، فضلاً عن انشغاله بالموضوع الاوكراني والموضوع الدولي.
واستبعد ان يتمكن الامريكي من ان يغير الاتجاه التوافقي الموجود في المنطقة، لكن بالتأكيد سيحاول ان يعرقل ان استطاع.
كيف ينسحب الاتفاق الايراني السعودي على علاقة حزب الله بالسعودية وعلى الملف اللبناني؟
اكد الشيخ نعيم قاسم، انه لا يوجد شيء بين حزب الله والسعودية، ولكن في الوقت نفسه، لا يوجد توتر وبالتالي ان ينعكس الاتفاق لاحقاً على الوضع اللبناني وعلى العلاقة مع السعودية، هذا محتمل، غير انه يحتاج بعض الوقت حتى تتقدم الخطوات الثنائية بين السعودية وايران.
وتابع يقول: ان الموضوع اللبناني يتأثر الآن بهذا الاتفاق من الناحية المعنوية فقط، حيث ان المنطقة ذاهبة باتجاه الاستقرار، فالاولى ان ينعكس هذا الاستقرار على لبنان، اما عملياً لايوجد.
واضاف، ان المنطقة عندما تذهب برأسيها الاساسيين ايران والسعودية الى اتفاق جدي يطبق بفعالية وبسرعة، فانه بالتاكيد سيكون له انعكاسات على كل دول المنطقة وشعوبها، لان هاتين الدولتين مؤثرتان بشكل كبير على وضع المنطقة.
بأي روحية يذهب حزب الله الى الجلسة النيابية لانتخاب رئيس لبنان؟
رأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء القادم، سوف لن تكون حاسمة. وقال انه لا يتصور انه سيحصل فيها انجاز للاستحقاق الرئاسي، مشيراً الى ان هناك من الفرقاء يريد من هذه الجلسة ان يسجلوا رقماً من اجل مواجهة المرشح الوزير سليمان فرنجية، فيما ليس هناك مرشح مقابل فرنجية من يحمل رؤية اقتصادية، سياسية، اجتماعية.
كما اعتبر ان الافرقاء لم يجتمعوا من اجل برنامج او مواصفات وانما هدفهم هو الاجتماع من اجل مواجهة المرشح الوزير فرنجية، وبالتالي مواجهة اطراف اساسية موجودة في البلد، واصفاً هذا النمط من العمل لانتخاب الرئيس لا يحقق انجاز الاستحقاق، بل المطلوب ان يكون هناك توافقاً وتمهيداٌ ومحاولة البحث عن قواسم مشتركة وعدم التباري الاعلامي، وعدم اللجوء الى تجميع النقاط من اجل المناكفة والمواجهة، باعتبار ان هذه الطريقة لا تثمر انتخاب الرئيس.
لماذا سارع حزب الله باعتبار المرشح فرنجية بمرشح تحدي؟
قال الشيخ نعيم: ان الطرف الاخر عندما يقول بانه بحث عن مرشح يرضى عنه حزب الله وحركة امل وآخرين، كان يفترض ان ينتظروا ويعطوا وقتاً كافياً من اجل تسويق هذا المرشح عند الطرف الممانع، لكن ان يتفقوا مع انفسهم وان يجمعوا بعضهم وان يقتنعوا هم بان هذا المرشح مناسب، ثم يقولون باننا اخترنا مرشحاً مناسباً، فانه يعتبر مناسب لهم وليس لحزب الله وحركة امل وآخرين.
واكد ان حزب الله يعترض على الطريقة هذه، وبالتالي فان حزب الله قدم مرشحاً فيما لم يقدم الافرقاء في مقابله من يمتلك المواصفات نفسها التي يعتقدون انها مناسبة لرئاسة الجمهورية.
هل نجح الافرقاء بان تكون الفوارق حادة جداً بين طبقات المجتمع اللبناني؟
اوضح الشيخ نعيم قاسم، ان الافرقاء الاخرين الذين اجتمعوا على اختيار المرشح جهاد ازعور فشلوا في تقديم صورة وطنية جامعة، وبالتالي هم يأخذون البلد الى مأزق.
وتوقع الشيخ نعيم قاسم بان تطول مسألة الرئاسة وعدم انجاز الاستحقاق سريعاً نتيجة هذه العقلية وهذه الصورة لادارة المعركة الانتخابية.
واضاف، ان حزب الله يعتبر ان الافرقاء الاخرين اخطأوا في كيفية مقاربة الملف الرئاسي، ولازالوا على نفس العقلية التي بدأوا فيها مع المرشح ميشال معوض.
وقال: هم يريدون مرشح مواجهة، لكن اختلف الامر الان باعتبار انهم لا يسمونه مرشح مواجهة في حين هو مرشحهم هم الذين يطالبونه بقضايا بالتأكيد كان يريدونها ايضاً من المرشح ميشال معوض، لكن الفرق ان المرشح ميشال معوض كان يقول “انا مثلهم”، فيما المرشح جهاد ازعور يقول “أنا محايد، مشدداً على ان المهم للافرقاء هو قولهم بان الرئيس يمثلهم.
ما سبب الاصرار على مرشح مواجهة؟
اكد الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله كان دائما يقول: “مرشحنا الوزير فرنجية وتعالوا لنناقش ونتحاور لنصل الى نتيجة، لم نكن نرسم طريقة من اجل المنافسة، كنا نرسم طريقة من اجل التوافق وهم لم يقبلوا بالطريقة التي تحدثنا عنها، وقد ذهبوا الى طريقة اخرى فيها تنافس صعب وتنافس لا ينسجم مع تركيبة النظام في البلد وتوزيع القوى السياسية والطائفية الموجودة فيه اضافة الى المهمات الكبرى التي تقع على عاتق رئاسة الجمهورية القادمة، سواء فيما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية او بالنازحين السوريين او الانقاذ الاقتصادي الاجتماعي الذي يتطلب شغلا كبيرا جدا وتعاونا كبيرا”.
ما خيارات حزب الله في حال عدم توصل البرلمان لنتيجة في انتخاب رئيس الجهورية؟
أشار قاسم الى وجوب الانتظار ما سيحدث في تلك الجلسة البرلمانية حيث أن الموقف له علاقة بطبيعة الجلسة وتفاصيلها وعندها سيقول حزب الله والآخرون كلمتهم. واضاف قائلاً: لدى حزب الله رؤيته ويعرف الخطوات التي سيسلكها ولكن هذا الامل مرتبط بالتطورات التي ستحصل عند انعقاد الجلسة.
هل إجراء ترشيح التيار الوطني الحر لجهاد أزعور يعتبره حزب الله قصما لظهر الاتفاق الاستراتيجي بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟
اكد الشيخ قاسم نعيم، لا احد يتحدث الآن عن الاتفاق بين التيار الوطني الحر وحزب الله، فهو معلّق منذ فترة بسبب التطورات الحاصلة مع انتهاء ولاية الرئيس ميشيل عون، وأما ما الذي يمكن أن يؤثر في هذا المسار في اختيار مرشح مقابل مرشح حزب الله، او الاتفاق مع اطراف اخرى لا جامع بينها، معتبراً ان هذا أمر من المبكّر ان يترصد حزب الله نتائجه، وبالتالي لا احد يناقش الان عن مصير التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر فهو أمام قضية، عندما تنتهي الى شكل معين تتكشف امور كثيرة ونرى كيف يكون المستقبل.
ما أهميه هذا الاتفاق والتوافق على المستوى السياسي وعلى مستوى القاعدة الشعبية الوطنية بين اللبنانيين؟
أوضح الشيخ قاسم: ان القاعدة الشعبية مرتبطة بالموقف السياسي فاذا كان الموقف السياسي لأي طرف باتجاه التفاهم ستكون القواعد الشعبية متفاهمة، واذا كان المسار باتجاه الاختلاف ستكون القاعدة الشعبية مختلفة ويجب ان ينظر حزب الله الى الموقف السياسي لانه توجد ضبابية حقيقية، وبالتالي ليس واضحا كيف سيكون عليه المستقبل، وبالنسبة لحزب الله فهو لديه رؤية سياسية حول القضايا المختلفة وكل من يتفاهم معه في هذه الرؤية وينسجم معه بنسبة ما، يتفق معه بهذه النسبة وكل من يزيد بهذه النسبة، يزيد من هذه النسبة، ولا يبدأ بالمناكفة، وانما يبدأ بمد اليد والباقي مرهون بتجاوب الطرف الاخر.
ما الاعتبارات اللازمة للحوار التي يقدمها حزب الله اليوم للفريق الاخر؟
تابع الشيخ نعيم قاسم يقول: حزب الله يقول تعالوا نقدم نحن المواصفات الموجودة عند الوزير الفرنجية وقدموا لنا المواصفات الموجودة عند المرشحين الاخرين ونجري المقارنة بين المواصفات، لنرى اين تتقاطع، فاذا تبين ان اغلب المواصفات تتقاطع ويتميز احد الاطراف عن غيره بمواصفات اضافية، فيجب ان نسلّم بالمواصفات، فبدلا من ان يكون الموقف لا نريد هذا، على الرغم من ان قسم كبير منهم يقولون على المستوى الشخصي ليس لدينا مشكلة مع الوزير الفرنجية فنحن نعتبره شخصية جيدة ولكن المشكلة بمواقفه والمشكلة بتأييد حزب الله وحركة امل لهم او ما شابه ذلك.
وتساءل: فهل هذه المشكلة خاصة او لها علاقة بالسياسات، اذا كانت لها علاقة بالبرنامج فان حزب الله يقول لهم تعالوا لمناقشة البرنامج وتطبيقه، فاذا اقتنع يسير معهم واذا اقنعهم يسيروا معه، واذا بقي الاختلاف فيقول انه جلس وتحاور معكم، ولم يصل الى نتيجة والسبب هو هذا. واكد ان الافرقاء يخافون من الحوار والموقف عند حزب الله اقوى وواضح للعيان من خلال المواصفات التي يعرفها الجميع عن المرشحين.
هل تؤثر قرارات الدول المؤثرة في الساحة اللبنانية على القوى الداخلية؟
اوضح قاسم بانه حتى الآن من الواضح بان المشكلة داخلية بشكل اساسي بسبب تعنت بعض الاطراف ومحاولة تسجيل مكاسب سياسية من بوابة رئاسة الجمهورية بعد ان عجزوا عن تسجيل المكاسب السياسية من خلال الانتخابات النيابية وبالتالي هناك محاولة لتعديل كفة بعض الافرقاء على المستوى السياسي من بوابة رئاسة الجمهورية.
واشار الى ان التدخلات الخارجية فيظهر حتى الان انها غير جذرية وغير قادرة على قلب المعادلة لان منهم في الداخل موزعين ومشتتين بشكل كبير، حتى من لديه رؤية تنسجم في فريق من دون فريق اخر، ليس لديه القدرة على الاخرين حتى يجتمعوا على رؤية واحدة، مضيفاً ان المشكلة حتى الآن داخلية رغم انه يوجد تاثير خارجي ولا يعلم كم سيسرّع هذا التأثير الخارجي في توليفة تقرب جهات النظر، ويظهر لحزب الله انه أمام وقت قد يطول اذا بقيت الاطراف الداخلية متمسكة بخياراتها ولا تحاور الآخرين.
ما تفسير بث اجواء الخوف من التوترات الامنية او الاغتيالات؟
نفى الشيخ قاسم وجود اي معلومات عن توترات امنية او احتمال حصول سوء توترات أمنية، مؤكداً انه لا يوجد مبررا لوجود توترات امنية، لكن عادة بعضهم يثير مثل هذه الامور ليضع نفسه في موقع المظلومية حتى يستدرج عطف الناس ويستدرج عطف الدول، لكن في الحقيقة لم يتوفر اي معطيات تدل على ان هناك توترا امنيا في البلاد ولا يعلم اذا كان بعض الذي كانوا يثيرونه لديهم افكار معينة حول هذا الامر.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-13 22:06:56
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي