اختبار عمر الهدنة القصيرة.. هل تؤسس لمرحلة جديدة بالسودان؟

وقال: انه رغم الوساطة الامريكية والسعودية لتجميد القتال باعلان هدنة والالتزام بها الى حد ما، من اجل التأسيس لما بعدها، فانه لن يتغير شيئاً على ارض الواقع، باعتبار ان طرفي القتال بالسودان لم يتنازلا لحد الآن، وهذا ما ادى الى فشل جميع المبادرات السابقة.

واوضح، ان طرفي القتال في السودان (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) مازالت لديهما خطوط حمراء، وكلا الطرفين يحاول الايحاء امام الرأي العام السوداني والعالمي بان الاشكالية في موضوع وقف اطلاق النار تقع على الطرف الآخر، ورأى انه لو كان هناك تأثير للمبادرة الامريكية السعودية لما وصلت الامور في السودان بفرض عقوبات على كلا الطرفين، بل ان مجرد ذهاب الولايات المتحدة بفرض عقوبات يعني انها تحاول ان تضغط لا ان تحل الامور.

من جانبه، اكد وزير الاعلام والاتصالات السوداني الاسبق حسن اسماعيل، ان الهدنة الامريكية السعودية لن تحقق اي نتائج. وسبب فشل المبادرات السابقة هو ان الجيش السوداني يقاتل قوى عشوائية بمعنى انها غير نظامية وهي اشبه الى ما تكون قوى عصابات، واصفاً القتال في السودان بحرب العصابات، ونبه بان الهدن التي كانت تعلن قد استفادت منها قوات الدعم السريع المتمردة حسب وصفه، بمضاعفة جهودها بالتغلغل في صفوف المدنيين وتجنيد المزيد منهم وسيطرتها على المستشفيات.

على خط آخر، اعتبر الامين السياسي لحركة المستقبل للاصلاح والتنمية هشام عثمان الشواني، ان هناك مشكلة فنية اجرائية في سريان الهدنة الامريكية السعودية، والمتعلقة بآلية المراقبة وكذلك المتعلقة بطبيعة ميليشيات قوات الدعم السريع المتمردة، حيث ان اي هدنة تعلن تعتبر منتهكة من قبل قوات الدعم السريع حتى ولو لم تطلق رصاصة واحدة، وذلك لانها تحتل البيوت وتقمع المواطنين وتقتحم المستشفيات والمؤسسات الاخرى.

ورأى، ان الغرض من قصر عمر الهدنة الـ24 ساعة فقط، والتي قامت بها منصة جدة على خلاف المبادرات السابقة التي كانت تمتد الى سبعة ايام يتم انتهاكها بمعاودة الاشتباكات من قبل كلا طرفي القتال بالسودان، بمعنى ان اجل الهدنة القصيرة الحالية مقصودة كي ترى ما يجري بعدها، ليتم المباشرة بعدها اما الاستمرار في مشاورات جدة، او يتم تعليقها في حال لم يلتزم طرفي القتال بها.

وتوقع ان تكون منصة جدة قد اقتسبت بعض الحيوية بعد الهدنة الحالية، خاصة بعد موقف الجيش السوداني الداعم لها، منوهاً بان موقف السعودية تجاه السودان اكثر موضوعية وعقلانية من الطرفين الخارجيين الاخريين، اللذين يقتحمان العملية السياسية والاكثر شراً للشعب السوداني، الاول يتمثل باللوبي الصهيوني الذي يدعم التمرد في السودان، واللوبي الاخر الموجود في نيروبي ويدفع الرشوى ويحاول ان يتغلغل عبر الآلية الثلاثية وعبر النفوذ الاوروبي داخل الاتحاد الافريقي، معتبراً ان هذين اللوبيين اكثر خطورة من منصة جدة، لذا يحاول الجيش السوداني ان تكسب منصة جدة بعض الحيوية بالعودة الى المباحثات عبر هدنة قصيرة.

ما رأيكم..

هل تنجح هذه الهدنة الحالية في السودان فيما فشلت سابقاتها؟

هل تؤسس للعودة الى مباحثات جدة، أم تتوقف عند غاياتها الانسانية فقط؟

كيف ستؤول الامور في ظل الكارثة التي حلّت بالبلاد؟

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-11 14:06:03
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version