ٍَالرئيسية

ما وراء نشر الشائعات حول الإتفاق بين ايران وامريكا؟ :: نورنیوز

نورنيوز- لم تنفك تحاول منذ بضعة أيام وسائل الإعلام الغربية تأليف رواية حول عملية المفاوضات بين إيران والغرب من خلال نشر أخبار متناقضة في بعض الأحيان.



ورغمأن نشر معلومات توجيهية وغير صحيحة في الغالب من قبل وسائل الإعلام الأجنبية للوهلة الأولى يشير إلى إحراز تقدم في المفاوضات لرفع العقوبات، فإن الاتجاه الرئيسي للأجواء المُثارة في هذا السياق الذي أوجدته هذه الوسائط هو محاولة متكررة لزعزعة إستقرار الأسواق المحلية الإيرانية.



في هذا السياق؛ ومنذ حوالي أسبوع أي قبل وبعد نشر شائعات من قبل صحيفة هآرتس الصهيونية حول المحادثات السرية بين إيران وأمريكا وأن التطورات قاب قوسين أو أدنى من التوصل الى إتفاق، وكذلك نشر أخبار غير رسمية حول تبادل سجناء إيرانيون وأمريكيون وإطلاق سراح أصول إيران المجمدة في كوريا الجنوبية والعراق و … ، شهدت أسواق العملة والذهب إلى حد ما تقلبات هبوطية.


في إشارة إلى بعض التفاصيل المزعومة، كتبت صحيفة “هآرتس” في تقريرها: إن الاتصالات بين أمريكا وإيران في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الاتفاق النووي حققت تقدما كبيرًا في الأيام القليلة الماضية، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن المحادثات تتحرك أسرع مما كان متوقعا، وهناك احتمال أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة.


في السياق أعلن موقع ميدل ايست آي الإخباري التحليلي، الخميس المنصرم، في تقرير عن التوصل إلى اتفاق مؤقت بين إيران وأمريكا، وانعكس هذا التقرير على نطاق واسع شأنه في ذلك شأن الأخبار والتقارير الأخرى التي تدور حول موضوع الاتفاقية الإيرانية الأمريكية من قبل وسائل الإعلام الغربية والإقليمية.


ولم يقتصر الأمر على نفي ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة نبأ الاتفاق المؤقت مع أمريكا، بل نفى المتحدث باسم البيت الأبيض أيضًا ما نقله “ميدل إيست آي”، وقال: “إن تقرير هذه الوسائط كاذب ومضلل”.


حيث يبدو للوهلة الأولى أن هذه الأخبار إيجابية، لكونها تزامنت مع إعادة فتح السفارة الإيرانية في السعودية، حيث خلقت أجواء إيجابية داخل البلاد وأثرت على الأسواق المختلفة.


ما نريد قوله هو؛ إن نشر أخبار كاذبة ومتكررة عن الاتفاقية المؤقتة بين إيران وأمريكا، والتي تجري متابعتها على شكل لعبة إعلامية بين الكيان الصهيوني وأمريكا، هي أشبه بالفخاخ المعتادة للغرب لزعزعة الأسواق المحلية في الأسابيع الأخيرة، وإذا كانت بالتأكيد سابقة، في الأيام المقبلة، من خلال نشر أخبار مختلفة فإنها ستحاول تعكير صفو السوق المحلي الذي بات يتكيف مع الوضع الماثل.


وبالطبع حدث هذا بالأمس، وأعلن “بيتر ستانو” المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي: “نحن لا نعلق على التكهنات” لم يكن هناك تطور جديد في خطة العمل الشاملة المشتركة.


وأكد: “نظل مستعدين للعب دورنا التنسيقي بقدر ما نستطيع، ولكن في النهاية أي نوع من التحرك، خاصة في هذه المرحلة من المفاوضات، يعتمد على قدرة الأطراف المشاركين ( في الإتفاق النووي) وأمريكا على الموافقة على المقترحات التي عرضت عليهم قبل شهور.


بالتزامن مع هذا البيان، نشرت اليوم رسالة 35 عضوا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي إلى ثلاث دول أوروبية بعنوان “تبديل آلية الزناد” من أجل استكمال السيناريو المذكور.


وفي رسالة إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، طلب 35 نائباً أمريكيا من الأعضاء الأوروبيين الثلاثة في خطة العمل الشاملة المشتركة تفعيل آلية الزناد بموجب الإتفاق النووي ضد إيران، لأن “انتهاكات إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة لا رجوع فيها. “حتى لو تم التفاوض على اتفاقية جديدة، فإن السماح لإيران بالاحتفاظ ببنود انقضاء الاتفاقية السابقة سيجعل أي اتفاق عديم الفائدة.”


على مايبدو تبلورت الصورة بشكل أفضل؛ ففي الأساس كانت إحدى المشكلات التي ظهرت كتحدٍ خطير في مجال الاقتصاد المحلي في ايران، خاصةً بعد بدء مفاوضات إحياء الإتفاق مع الغرب، قضية تكييف الأسواق المحلية من عملية التفاوض، وهي قضية تستخدمها الأطراف الغربية دائمًا كأداة للضغط السياسي على إيران، واستغلت وأثرت على المفاوضين الإيرانيين.


منذ بداية نشاط الحكومة الثالثة عشرة، كانت سياسة إنهاء تبعية اقتصاد البلاد فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية على جدول الأعمال، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في مفاوضات رفع العقوبات، مع الاستفادة القصوى من القدرات الداخلية وفتح الأبواب على مصراعيها في العلاقات الخارجية، بما في ذلك اتباع استراتيجية تعزيز التعاون والتآلف مع الجيران، خطوة كبيرة لتقليل تأثير مفاوضات رفع العقوبات على اقتصاد البلاد.


على الرغم من أن التنفيذ الكامل لهذه السياسة صعب للغاية ومعقد، مع التنفيذ التدريجي لسياسة التعاون مع الجيران، وخاصة سلسلة الاتفاقيات مع السعودية والعراق والإمارات في مارس من العام الماضي، إلا أن البيئة الاقتصادية للبلاد ابتعدت بشكل كبير عن المكائد النفسية والواهية التي حيكت لها من قبل الغرب في السابق.


على أي حال، ما هو واضح وجليّ أن رد إيران على محاولة ربط مصير السوق المحلي في ايران بمستقبل المفاوضات قد أثمر على  أحسن وجه، حيث فقد الغربيون هذه الأداة التي كانت فعالة للغاية في فرض أجندتهم على المفاوضين الإيرانيين، لهذا يحاولون اليوم إعادة الأجواء إلى المسار السابق من خلال استخدام جميع وسائل الإعلام الخاصة بهم.


في غضون ذلك من الضروري للجهات المسؤولة في الداخل تقديم معلومات مستمرة وشفافة حول مسار عملية مفاوضات رفع العقوبات، ليقوم الإعلام الداخلي بدوره في توضيح الوقائع للرأي العام بشكل كامل وإفشال أي محاولة مغرضة لخلق جو سيء من قبل وسائل الإعلام المعادية.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-10 13:01:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى