لاحتواء الاسلام الثائر في ايران، الذي حرك منظومة التعالي ونهض بمختلف القطاعات ومنها الوقوف بوجه الطاغوت، دفع منظروا الفكر الغربي للتصدي لدراسة ظاهرة الثورة هذه، ليستخلصوا نتائج ان ثورة تناغم فيها القادة والشعب على هدف واحد، لا تستطيع اذكى الاجندات ان تصمد امامها.
وهذا ما شاهدناه في اقتحام السفارة الامريكية، وطرد سفراء الاعداء لايران. والاهم هو استبدال منظومة حكم مغايرة بالكامل عن ما كان موجود فيها.
تحريك الامام الخميني الموروث التاريخي لنبي الاسلام محمد (ص)، وما رافق هذا التغيير ثورة فكرية استوعبت مدرسة ال البيت (ع) في مساجد وجامعات ايران خلق اجيالا تتناغم وتتناسق مع حركة التاريخ تنجذب نحو ربط التاريخ بالتعالي، وتجذب الشعوب الحرة لتسطر معها صفحات التاريخ.
اثبتت ايران الاسلامية اليوم بعد مرور اكثر من 43 عاما ان الركائز التي وضعها الامام الخميني من:
– نصرة المستضعفين .
– محاربة الطاغوت .
– جعل القضية الفلسطينية قضية اسلامية من ناحية، وقضية انسانية من ناحية ثانية، لانه دمج مفهوم الاستضعاف باطاره الاوسع ليشمل كل الانسانية الرافضة لحكم الطاغوت، ليشير ضمنا الى دور الاستكبار في استخدام العامل الاقتصادي في تركيع واذلال الامم.
فكانت ولادة الجمهورية الاسلامية منذ الايام الاولى ميزان للعدالة، به يوزن العلاقات الدولية ويمايز المنحرف منها. وصولا الى العام 2003 واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة، وظهور المجاميع الارهابية من القاعدة وما عرف فيما بعد بداعش والنصرة،كان لايران الدور الابرز في التصدي لهذه العصابات في العراق وفي احداث الخلل في الاحادية القطبية والاقتصادية.
ثمار الثورة الايرانية التي فجرها الامام الخميني، جعل من ساحة ايران ساحة قادرة على ابراز مكامن قوتها امام اي عدو، لانها ثابتة وفق قاعدة الاسلام (قطب الهي ) يعلو ولا يعلو عليه، قادر على الاستيعاب والتصويب، ومنهج مهيمن ومنفتح على كل مناهج، ودول العالم.
رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية العربية الأوربية في باريس
دكتور عامر الربيعي
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-10 11:41:48
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
