“ونريدُ ان نمُن على الذين استُضعفوا في الارضِ ونجعَلهُم ائمة ونجعَلهُمُ الوارثين” صدق الله العلي العظيم.
فأي مِنةً وأي نعمة انعم الله بها على هذه الامة, وتفضل بها, وارسل اليها من فيضه وكرمه عبدا من عباده المخلصين, انعم الله عليها بحفيد من احفاد نبيه المصطفى (ص), السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف, لينقذ به امةً ميتة, كانت عاجزة خاوية تتقاذفها الامم وتشتت اوصالها, وتكتم على انفاسها حتى كادت تضمحل وتذوب ذوبان الثلوج, امةٌ مستضعفةٌ بين الامم, لا حول لها ولا قوة, فإذا بهذا الامام الهمام يخرج بعمامة جده المصطفى صلى الله عليه واله, يشير بيده نحو السماء فاذا بها كعصا موسى عليه السلام, تفلق البحر لينجو كل من بايعه وشايعه, ويغرق فرعون العصر وجنده, ويهوى عرشُ كسرى من جديد, عرش الشاهنشاه الذي كان مسلطا على رقاب الشعب الايراني, ومهيمنا هيمنة عسكرية على الخليج الفارسي, وفاتحا ذراعيه للكيان الصهيوني, واذا بقبضة روح الله الخميني, وصوته العلوي, وثباته المحمدي, وجمهوره الحسيني يقتلعون شجرة الشر والارهاب الشاهنشاهية من جذورها, وتبزغ شمس الحرية والاستقلال في ارض ايران الاسلامية, لتصبح جمهورية اسلامية لا شرقية ولا غربية, ” كأنها كوكبٌ دُرِىٌ يُوقدُ من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكادُ زيتها يُضِىُ ولو لم تمسسهُ نارٌ, نورٌ على نورٍ يهدي اللهُ لنورهِ من يشاء, ويضربُ اللهُ الامثال للناسِ واللهُ بكلِ شيءٍ عليم “.
هذا الامام الذي ادخره الله واطال في عمره الشريف حتى اسس بنيان الدولة المحمدية, وثبت اركانها رغم هول الحرب العدوانية العالمية التي قادها عميل السي اي اي صدام المقبور ضد الجمهورية الاسلامية الفتية لمدة ثماني سنوات نيابة عن الاستكبار العالمي, ونيابة عن الكيان الصهيوني الذي ارتعب من اول يوم من ايام انتصار الثورة الاسلامية واسقاط سفارته الشريرة وإعادتها الى اهلها الاصليين الفلسطينيين ورفع العلم الفلسطيني فوقها.
هذا الامام العظيم رحل بعد عشرة سنوات من انتصار الثورة الاسلامية, وفي كل عام نحيي ذكرى رحيله الاليم, نحيي ذكراه لنحيي انفسنا, فرضوان الله تعالى عليه حيٌ فينا, وروحه المقدسة حية في قلوب كل المؤمنين والاحرار في العالم, في مثل هذا اليوم وهو على فراش الموت مسجى, صلى والسجدة على جبينه الشريف, وشهد الشهادتين, واغمض عينيه, واسبل يديه, وعرجت روحه المقدسة الى السماء, وضجت السموات والارض وعلت صيحات البكاء مع التكبير, وعندما سمعنا بالمصيبة لطمنا الصدوروالخدود, وكأننا في يوم عاشوراء, وهو القائل رضوان الله تعالى عليه “ان كل ما لدينا من عاشوراء وكربلاء” ونحن نقول لك يا امامي وسيدي ومولاي “بحق الشفع والوتر إن كل ما لدينا اليوم من عزة وكرامة واباء وايمان ونصر هو من عاشوراء وكربلاء ومنك يا ثمرة الانبياء والاوصياء “يا محقق حلم الانبياء. أحييت بنا الدين والاخلاق والانسانية والكرامة فذبنا بك عشقا وطاعة وولاء كما ذُبت في الاسلام. وهذا ما اوصى به المرجع الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف حين قال “ذوبوا بالامام الخميني كما ذاب بالاسلام”.
امامي وسيدي يا روح الله الموسوي الخميني, ونحن نحيي ذكراك, عزاؤنا برحيلك وسلوانا هو حضور ثمرة فؤادك التي منٌ الله بها علينا, والشجرة التي نستظل بها, والكهف الذي نلجأ اليه, إنه حبيبك وربيبك وولدك الامام السيد القائد الهمام علي الخامنئي دام ظله الوارف, نراك يا سيدي بتقاسيم وجهه المنير, نراك في صلابته امام الاعداء, نراك ببصيرته وقيادته وحكمته وايمانه ولطفه وكرمه وشجاعته, نراك بالولي الفقيه علي الخامنئي, نراك بوجه ابا هادي السيد حسن نصر الله, نراك بوجه ابا جبريل السيد عبد الملك الحوثي, نراك بجباه من اعاروا جماجمهم لله, فكانوا حماة الديار والاعراض والدين.
فنم قرير العين سيدي, فزرعك المقدس انبت واثمر, وها هي دولتك الاسلامية تمهد لظهور امامنا صاحب العصر والزمان ارواحنا لمقدمه الفداء, علما واقتدارا وعدة وعددا لليوم المعلوم, دولتك المباركة تهابها دول الاستكبار رغم الحصار والمؤامرات, وستبقى سندا للمستضعفين والمحرومين والمقاومين في العالم.
فسلام الله عليك يوم ولدت مستضعفا, ويوم انتصرت وعرجت الى السماء العلى, ويوم احييت امة كانت ميتة, ويوم تبعث حيا.
الكاتب : حسين الديراني
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-03 12:36:31
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي