هل تبحث طالبان عن آليات للتعامل مع الأسرة الدولية؟

شفقنا- نقلت وكالة أنباء “رويترز” عما أسمته “مصدرا مطلعا” قوله أن رئيس وزراء قطر وزعيم طالبان ناقشا خلال “حوار سري” سبل معالجة التوترات بين مجموعة طالبان والأسرة الدولية. وأضافت أن ذلك يُظهر أن هذه المجموعة “ترغب بالبحث عن سبل للخروج من عزلتها الدولية”.

وكانت وكالة أنباء باختر الأفغانية قد أفادت أن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى خلال زيارته الأخيرة لقندهار، الملا هبة الله أخوند زادة زعيم مجموعة طالبان.

وأضافت هذه الوكالة أن رئيس الوزراء القطري وزعيم طالبان بحثا أيضا “الحاجة لوضع نهاية لمنع النساء من التعليم والعمل” ومعالجة الأزمة الانسانية في أفغانستان ومواصلة طالبان الجهود لمكافحة المجموعات الإرهابية بما فيها داعش.

ولم تعقّب سلطات طالبان وقطر لحد الان على هذا الخبر لكن إن كان قد حصل بالفعل، فان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يكون  أول مسؤول أجنبي يلتقي زعيم مجموعة طالبان الملا هبة الله أخوند زادة منذ استيلاء المجموعة على السلطة في أفغانستان.

 

ماذا ستكون حصيلة هذا اللقاء؟

وحسب “رويترز” فان الملا هبة الله كان “حريصا جدا” على مواصلة الحوار مع الأسرة الدولية. موضحة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وُضعت في صورة اللقاء، وهي تنسق بشأن جميع الموضوعات التي نوقشت بما فيها مواصلة المحادثات مع طالبان.

وفي ضوء هذا التقرير، يبدو أن قطر تعمل على تعبيد الطريق من  أجل المزيد من التعاطي بين أمريكا وطالبان.

وقبل رئيس وزراء قطر، كان مسؤولو الدول المختلفة والمنظمات الدولية قد سافروا إلى قندهار للقاء زعيم طالبان لكنهم لم يفلحوا في ذلك. ومن هؤلاء آمنة محمد مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة التي سافرت إلى أفغانستان وزارت قندهار في أعقاب منع طالبان النساء من العمل في المؤسسات الداخلية والدولية، لكنها لم تنجح في لقاء الملا هبة الله.

لكنه يبدو أن رئيس وزراء وزير الخارجية القطري وفي ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده بطالبان وجهود قطر على المستوى الدولي لعودة طالبان إلى السلطة والتمهيد لاتفاق هذه المجموعة مع أمريكا، يكون قد تجاوز الان جميع الحواجز واستطاع الوصول إلى زعيم طالبان وناقش معه بصورة مباشرة مطالب العالم واستمع إلى أجوبته بشكل مباشر أيضا.

وهذا الأمر يمكن أن يسهم من جهة في تسوية عدد من مشاكل أفغانستان بما فيها الأزمة الانسانية الشديدة ، لكنه ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى ديمومة نظام حكم طالبان وبالتالي التسبب باندلاع صراع داخلي عنيف في أفغانستان.

 

ما العقبات التي تعترض تعامل طالبان مع العالم؟

ومنذ أن سيطرت مجموعة طالبان على الحكم في أفغانستان ولحد الان، تقدم العالم بثلاثة أو أربعة مطالب محددة من هذه المجموعة حتى يعترف بنظام حكمها. وهذه المطالب تمثلت بشكل رئيسي في توفير حق التعليم والعمل للنساء وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة والالتزام بحقوق الانسان ومكافحة الإرهاب

غير أن طالبان، ليس رفضت تلبية هذه المطالب لحد الان فحسب، بل زادت من قيودها على النساء ووسعت من رقعة انتهاك حقوق الانسان وتعتبر نظام حكمها بانه شامل وذات قاعدة عريضة.

إن عدم الاتفاق على هذه المطالب المتعلق معظمها بالحقوق الأساسية والأولية للمواطنين الأفغان، أدى إلى عدم اعتراف الدول لحد الان بنظام حكم طالبان.

لكنه لا يبدو أن الصراع والتصعيد طويل الأمد في افغانستان، سيُعالج من خلال تلبية هذه المطالب الأربعة فقط، وأن تشهد أفغانستان الاستقرار والهدوء. لان طالبان تحكم بشكل عام على أساس التوجه الإثني والهيمنة العرقية، وهذا يمثل أحد أهم القضايا التي تزيد من حدة النزاع والتصعيد في أفغانستان حتى وإن تمت تلبية المطالب الأربعة آنفة الذكر.

ويقول المواطنون الأفغان أن لديهم مشكلة مع نوع نظام الحكم وإيديولوجية طالبان ولا يرون أن استتاجات طالبان عن الدين والمسائل الدينية، تتطابق مع تعاليم الاسلام، ولهذا السبب فانه ليس بمقدورهم مجاراة هذه المجموعة والتماشي معها.

ومن جهة أخرى، يبدو أن المجتمع الدولي يسعى من خلال آليات غير مبدئية أساسا للتوصل إلى اتفاق مع طالبان والاعتراف بنظام حكمها في أفغانستان.

ويرى الكثير من المواطنين الأفغان أن استقرار البلاد لن يستتب من دون الإطاحة بنظام حكم طالبان بالكامل، وأن أي سياسة وتوجه أخرين يعتمدهما العالم لن يساهمان إلا في تشديد الصراع السياسي وإطالة أمده.

*شفقنا أفغانستان

انتهى