وجرى اللقاء بين آية الله رئيسي وشهباز شريف اليوم الخميس في نقطة بيش مند الحدودية المشتركة.
وحضر اللقاء وفد من كبار المسؤولين الباكستانيين بمن فيهم وزراء الخارجية والطاقة والاعلام وحاكم ولاية بلوشستان ونائب الخارجية الباكستانية.
وبحث رئيسي و شهباز شريف خلال اللقاء السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي خاصة في مجال التجارة و الاقتصاد و القضايا الحدودية واكد الجانبان على ضرورة الاستمرار في تبادل كبار الوفود السياسة والاقتصادية في اطار تعزيز التبادل التجاري المشترك.
ويعتبر لقاء اليوم الثالث من نوعه بين رئيسي وشريف خلال العام الاخير كما انهما اجتمعا قبل ذلك في سمرقند وكذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وتم افتتاح السوق الحدودي المشترك بين ايران و باكستان اليوم بحضور رئيسي و شريف في بيشين في محافظة سيستان وبلوشستان.
كما افتتح الجانبان اليوم الخميس مركز بريد وخط للتبادل الكهرباء بين إيران وباكستان بحضور رئيس وزراء باكستان، حيث اعرب رئيسي خلال الافتتاح عن سعادته لحصول هذا الحدث والذي يعد مظهرا من مظاهر التعاون الثنائي بين ايران ودولة باكستان الصديقة.
وأشار الى ان العلاقات بين إيران وباكستان اليوم نموذجية وان الارادة الايرانية-الباكستانية تسعى لرفع هذه العلاقات الى مستوى أعلى، لفت رئيسي الى ان الشعب الباكستاني هو شعب متفهم ويقظ ومهتم بإنجازات الثورة الإسلامية المجيدة بحيث علاقاتنا مع باكستان قائمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ البداية وتتحسن يوما بعد يوم.
وأشار رئيسي الى انه كان من المفترض أن يتم افتتاح هذا المشروع المشترك بين ايران وباكستان منذ سنوات ولكن لبعض الأسباب تم تأجيله ، ولكن تم الان بنجاح وعلى مستوى عال من التعاون الثنائي.
وذكّر رئيسي انه و بمباركة الثورة الإسلامية وتوجيهات قائدها الحكيم وعلى الرغم من تهديدات العدو فقد قطعت إيران أشواطاً كبيرة في مختلف مجالات الطاقة مستفيدة من العلم والتكنولوجيا والمعرفة المتقدمة لديها في كافة المجالات والقطاعات وبالاخص قطاع الطاقة.
وتابع رئيسي مشيراً الى انه قد تم اتخاذ خطوات جيدة في مجال الكهرباء والنفط والغاز، معلناً عن استعداد ايران لاتخاذ المزيد من الخطوات مع باكستان الجارة والصديقة، ولافتاً الى انه تم تنفيذ العمل المشترك لخط تبادل الكهرباء مع باكستان خلال 9 أشهر من الجهود المبذولة على مدار الساعة.
وأشار رئيسي الى انه بالاضافة الى تبادل الطاقة بين ايران وباكستان الا انه تم تنشيط وتفعيل الاسواق الحدودية ايضاً وهذا دليل على ان العلاقات الايرانية-الباكستانية تشهد تطورا في كل الاتجاهات.
وأعلن رئيس الجمهورية عن انه يتم إعداد اسواق حدودية اخرى لتقريب التبادل الحدودي بين إيران وباكستان والمقيمين على الحدود في البلدين معاً و لتعزيز فرص العمل والتجارة بين البلدين على مستوى أعلى.
ولفت رئيسي الى ان هذا الحدث يشير الى فصل جديد في العلاقات بين البلدين الجارين، ويوصل رسالة أمنية مفادها أن الحدود الايرانية-الباكستانية ليست مصدر تهديد انما فرصة للتبادلات الحدودية وتحسين الأمن بين البلدين والدول الإسلامية.
وأشار الى أن أمن باكستان من أمن إيران والعكس صحيح ، واعتبر أن الأمن مهم للغاية بالنسبة لإيران في المنطقة وتدخل الأجانب لن يحل المشكلة بأي شكل من الأشكال ويعد وجودهم تهديداً لأمن المنطقة.
وأكد ان قضايا المنطقة تحل من خلال الحوار بين المسؤولين الإقليميين، مشيراً الى أن وجود أمريكا في أفغانستان والمنطقة لا يخلق الأمن لكنه يعطله وقد أدّى إلى قتل وسفك دماء وإصابة الآلاف من الأشخاص.
وأشار الى أن التعاون بين إيران وباكستان يسعى للأمن وهذا التعاون سيضع الأساس لتقدم المنطقتين، واعرب عن امله بأن يكون هذا تعبيرا عن التعاون بين البلدين وأن يزداد المستوى يوما بعد يوم.
من جهته اعتبر شهباز شريف أن هذا الحدث يعتبر حدثاً جديداً ومهماً في تاريخ إيران وباكستان، واكد ان إيران وباكستان دولتان شقيقتان وصديقتان.
وفي سياق افتتاح السوق الحدودي السابق وافتتاح 6 اسواق حدودية أخرى للبيع بالتجزئة، اعتبر “شهباز شريف” ان هذه الإجراءات هي أساس ازدهار وتقدم البلدين وتعتبر ثورة في العلاقات التجارية والتبادلات الايرانية-الباكستانية.
ونوّه شريف الى الجهود الايرانية المبذولة في هذا المشروع الي سيستفيد منه سكان واهالي جوادر عبر افتتاح خط تبادل الكهرباء.
وأشار الى أن هذا المشروع تأجل لعدة سنوات من قبل دولة باكستان ولم يكن من دولة إيران ، وقال، ان هذا الافتتاح اليوم يظهر انه بإمكان الجانبين تطوير فوائد مشاريع الطاقة والبتروكيماويات وبأنه عبر التعاون مع ايران سيتم ازالة التحديات الراهنة من أجل الاستفادة من قدرة الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء.
ولفت “شهباز شريف ” الى ان الشعب الباكستاني طواق لزيارة الرئيس الايراني وفريقه الى باكستان، وجه رئيس الوزراء الباكستاني دعوة للرئيس الايراني وفريقه لزيارة باكستان ومتابعة المباحثات الفعالة في مسار تعزيز وارتقاء التعاون الثنائي لأن إيران وباكستان جديرتان في مسيرة الأخوة الإسلامية ، وينبغي بذل المزيد من الجهود في مجال التجارة والاستثمار والتعاون في مختلف المجالات من أجل التقدم والرقي.
واضاف: يجب أن نقرر في مثل هذا اليوم التاريخي بأنه ينبغي على الشعبين والقادة والوزراء في إيران وباكستان تنظيم نوع من التحالف معاً من أجل تقدم وسعادة البلدين.
وأشار شريف الى ان الحدود الإيرانية الباكستانية هي دلالة على الأمن والأخوة والتقدم ورمز للسعادة بين البلدين على الرغم من كل المشاكل والتحديات التي تواجهها اليوم.
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني على ضرورة استخدام ايران وباكستان كل إمكانياتهما وصلاحياتهما من أجل أمن حدودهما وإغلاق الباب امام المساعي الاجنبية الهادفة لخلق فجوة بين محبتنا وأخوتنا .
وأضاف، بمجرد عودة الوفد الباكستاني إلى بلادهم سيتم عقد اجتماعاً لمناقشة جميع التوصيات والقضايا التي طرحها الرئيس الإيراني .
كما بدأ اليوم الخميس، تنفيذ الخطة الوطنية لتحلية ونقل المياه من بحر عمان الى وسط وشمال محافظة سيستان وبلوشستان بحضور رئيس الجمهورية اية الله ابراهيم رئيسي.
وخلال زيارته اليوم الخميس الى مدينة جابهار، صرّح آية الله السيد إبراهيم رئيسي بأن الحكومة تسعى بكل جهودها لجلب المياه من بحر عمان إلى المناطق الشرقية من ايران، لكن هذا المشروع يستغرق وقتاً.
ولفت انه وفي المقابل فإن حق أهالي سيستان وبلوشستان في المياه من نهر هيرمند لا يمكن أن يخضع للزمن لأن نقل المياه عبر البحر مشروع طويل والجهات ذات الصلة ستعمل بدوافع وهمة اكبر لتقليل هذا الوقت.
وأكد أن حق المياه من نهر هيرمند هو حق لأبناء منطقة سيستان وبلوشستان وهو ما نصت عليه المعاهدات والاتفاقيات، موجها حديثه للحكام في افغانستان بالقول:” يجب ان لا يعتبر حكام افغانستان ان هذا الامر طبيعياً وأن يتعاطوا مع هذه المسألة على محمل الجد واننا نحذرهم من ضرورة إعطاء حقوق الناس في سيستان الباكستانية وفي سيستان وبلوشستان الايرانية من مياه نهر هيرمند في اسرع وقت.
وأشار الى الشائعات التي تتحدث في بعض الأحيان عن قلة المياه الموجودة في السد أو أن جزءا منه مغطى بالطين، اشار رئيسي الى انه يجب على حكام أفغانستان السماح للخبراء الايرانيين بزيارة السد والتحقق من الوضع وإذا تم تأكيد قلة المياه فلن يكون لدى ايران اي تعليق بعدها، وإلا لن تسمح ايران بانتهاك حقوق الناس بأي شكل من الأشكال وان الحكومة عازمة على استعادة حقوق الشعب الإيراني أينما كان.
وأشار رئيسي الى أن قضية المياه هي مشكلة العالم كله وأكد على عدم السماح بضياع حقوق الناس، لافتاً الى ان مرور الوقت لن يحل قضية نهرهيرمند لذا نصح حكام أفغانستان بأخذ هذا الأمر على محمل الجد وبأن يتخذوا اجراءات فورية ليحصل الناس على حقوقهم المشروعة من هذا النهر.
/انتهى/
نورنيوز-وكالات
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-05-19 00:30:26
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي