التفاعل الإقتصادي مؤّشر على جدية العلاقات بين طهران والرياض :: نورنیوز

نورنيوز- أجرى السيد سيد إحسان خاندوزي وزير الشؤون الاقتصادية والمالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية مؤخراً لبحث الأسس اللازمة لتوسيع العلاقات الاقتصادية بعد الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه بين البلدين.

ورغم أن هذه الزيارة تمت تحت عنوان حضور الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية (IsDB) ولكن الأهم من ذلك هو اجتماع المسؤولين الاقتصاديين في إيران و السعودية واتفاقيات الطرفين. مطلع العام الجاري وقع وزيرا المجلس الأعلى للأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظيره السعودي، بوساطة صينية، اتفاقية توسيع العلاقات لتفتح بوابة لما يدور في خلد الأطراف من منظور العلاقات الثنائية. في منتصف أبريل، وقع وزيرا خارجية البلدين اتفاقية أخرى في بكين، يمكن رؤية نتائجها في الجهود والإجراءات المكثفة والمتسارعة بين البلدين في إعادة فتح سفاراتهما وممثلياتهما الدبلوماسية.

بالتزامن مع إجراءات وتأكيد سلطات البلدين فيما يتعلق بالتنمية الشاملة والشاملة للعلاقات، حاولت وسائل الإعلام المعادية للسلام في المنطقة، من خلال إثارة الشكوك حول هذه العلاقات، طرحها كقضية مؤقتة والتقليل من شأنها. بالطبع أظهر قلق الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من هذه الاتفاقية أن الموضوع خطير من وجهة نظرهم، كما أن زيارة الوزير الإيراني إلى الرياض كانت أيضا علامة على عدم صحّة تلك التخمينات، بسبب توسع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أن رسم منظور شامل لإزالة العقبات في هذا المجال عادة ما يكون تعبيرا عن الإرادة الجادة لتعزيز العلاقات الشاملة.

تعد مجالات مثل الطاقة والنقل والاستثمار والبنوك النقدية والبتروكيماويات من أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، والتي تمت الإشارة إليها أيضا في لقاء خاندوزي و “محمد الجدعان” وزير المالية السعودي.

تُشير جملة الخطوات التي إتخذتها السلطات الاقتصادية في البلدين إلى أن طهران والرياض لا تسعيان فقط إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وتعويض عثرات الماضي، بل تحاولان أيضا توسيع نطاق هذا التقارب على المستوى الإقليمي والمتعدد الأطراف.

وقد تجلت هذه الأهمية في مواقف المسؤولين الاقتصاديين في البلدين في الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية، حيث قال خاندوزي: إن إيران مستعدة لتقاسم ثمار جهودها وخبراتها ونتائجها في مختلف المجالات. مع الدول الأعضاء وبدعم من البنك الإسلامي للتنمية للمشاركة في إطار التفاعلات الاقتصادية. كما أكدت السلطات السعودية في هذا الاجتماع على ضرورة التقارب بين الدول الإسلامية والإقليمية من أجل التداخل الاقتصادي، وهو الأمر الذي يؤكد على ضرورة عدم تدخل العناصر الأجنبية وسيكون نموذجا ومكونا مهمًا في بلورة التعاون الاقتصادي للمنطقة. خاصة أن العديد من دول المنطقة الآن باتت تدرك أنه لم يعد لأمريكا وظيفة سوى خلق أزمات في المنطقة ولا يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا به. يمكن رؤية نتيجة هذه النظرة الواقعية في إحياء العلاقات الثنائية بين الدول العربية وسوريا، فضلاً عن رؤيتها الجماعية للتفاعل مع دمشق بعد عودتها الى جامعة الدول العربية. على أي حال ما نراه اليوم في العلاقات بين إيران والسعودية إرادة قوية وشاملة لتعويض عيوب الماضي والوصول إلى منظور مقبول وشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.

نورنيوز