خلال الايام القليلة الماضية شهدنا كيف فضح عالم الاقتصاد الأمريكي جيفري ساكس، الإدارة الأمريكية، وكشف عن مخططها الذي اعدته لأوكرانيا منذ سنة 1992، مؤكدا على ان جنون العظمة الذي يسيطر على العقلية الامريكية، هو الذي جعل امريكا تعتقد أنها تحكم العالم.
وقال جيفري ساكس في مقطع فيديو: “سأكشف لكم سرا، لقد كذبت الولايات المتحدة لأنه منذ عام 1992 كانت هناك خطط لتوسيع الناتو، بما في ذلك، أوكرانيا”.
واتهم ساكس امريكا بالغطرسة، قائلا: “تعتقد الولايات المتحدة أنها تحكم العالم، وأنها القوة العظمى الوحيدة ويمكنها فعل ما تريد”.
وأضاف أنه بسبب هذه القيم والسلوك الأمريكي “تسمح لنفسها بفعل كل ما تريد، سواء كانت عمليات تخريبية، أو إسقاط الحكومات، أو شن الحروب تحت ذرائع كاذبة، أو قصف بلغراد، وليبيا … لا تنتظروا الحصول على الحقيقة. لأنكم لن تحصلوا عليها”.
وفي ذات السياق ، اي سياق توجيه النقد للسياسة الامريكية من قبل النخب الامريكية، خلص تقرير كتبه ستيفن سيملر، المؤسس المشارك لمعهد إصلاح السياسة الأمنية، على موقع “ذي اينترسيت” الى ان الرئيس الامريكي جو بايدن يتشدق بأحاديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما باعت الولايات المتحدة عام 2022 أسلحة لـ84 دولة تحكمها “أنظمة استبدادية”.
واضاف سيملر أنه “منذ نهاية الحرب الباردة (1949-1991) كانت الولايات المتحدة أكبر تاجر أسلحة في العالم، حيث شكلت حوالي 40% من جميع صادرات الأسلحة”.
وأردف أنه وفقا للبيانات، اشترت 142 دولة أسلحة من الولايات المتحدة في 2022 بإجمالي 85 مليار دولار، من بينها 84 دولة تم تصنيفها على أنها أنظمة استبدادية، اي بنسبة 57٪ منها.
يقول سيلمر: و”تتناقض هذه النتائج مع تأطير بايدن المفضل للسياسة الدولية باعتبارها صراعا أساسيا تكون فيه ديمقراطيات العالم، بقيادة الولايات المتحدة، في جانب السلام والأمن، كما تحدث في خطاب حالة الاتحاد العام الماضي”.
وتابع: “في خطاب ألقاه في وارسو العام الماضي، قال بايدن إن المعركة بين الديمقراطية والاستبداد هي معركة بين الحرية والقمع وبين نظام دولي قائم على القواعد ونظام تحكمه القوة الغاشمة”.
اللافت ان بايدن رافع شعار الديمقراطية ومناهضة الاستبداد، والذي يزعم ان سياسة مبيعات الأسلحة الخاصة به تستند في المقام الأول إلى الاعتبارات الاستراتيجية وحقوق الإنسان وليس فقط المصالح الاقتصادية، باع في أول سنة مالية كاملة له 206 مليارات دولار من الاسلحة ، وفقا للإحصاء السنوي لوزارة الخارجية الامريكية، وهو مبلغ يتجاوز أعلى مستوى في عهد سلفه ترامب، الذي بلغ 192 مليار دولار، وهو ما يكشف عن الاستمرارية بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية، ولا فرق بين بايدن وترامب في هذا الشأن، لذلك يمكن القول بالضرس القاطع، ان امريكا تكذب عندما تتحدث عن دفاعها عن الديمقراطية وحقوق الانسان، ويكفي دعمها الاعمى للكيان الاسرائيلي الارهابي العنصري، دليلا على هذه الكذبة الكبرى.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-05-15 14:05:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي