الى أورسولا فون دير لاين .. مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

العالم الخبر وإعرابه

“بعد أكبر مأساة في تاريخ البشرية، تمكن الشعب اليهودي أخيرا من بناء منزل في أرض الميعاد.. لقد جعلتم الصحراء تتفتح حرفيا”، هذا الكلام هو لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالته في رسالة نشرتها على تويتر بمناسبة مرور 75 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني.

-الكثيرون انتقدوا هذه التصريحات ووضعوها في خانة الجهل، او تأثير الاعلام واللوبيات الصهيونية، ولكن هذ الكلام ليس دقيقا، فشخصية مثل أورسولا فون دير لاين، على دراية كاملة بما قالته، وهذا ليس غريبا او مستهجنا من الاوروبيين والغربيين بشكل عام، فكلنا يتذكر كيف اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا “حديقة”، وبقية العالم “أدغال”، وحذر من أن تغزو “الأدغال” تلك “الحديقة، ان كلام فون دير لاين وجوزيف بوريل، ينطلق من موروثهم الثقافي الاستعماري العنصري الاستعلائي، وليس وليد اللحظة.

-الكثيرون ايضا انبروا لتفنيد كلام فون دير لاين، حول ان الصهاينة حولوا “الصحراء الى جنة”، وتعني بذلك فلسطين، حيث بينوا بالارقام ان فلسطين كانت مزدهرة اقتصاديا وثقافيا وتجاريا وزراعيا ونقطة جذب للعرب، وان فلسطين ليست صحراء بل هي جنة الله على الأرض ومسقط رأس معظم رسله عليهم السلام، وان مدنها هي أقدم بكثير من مدن دول الاتحاد الأوروبي، ولكن رغم صحة هذا الرد، الا ان الاهم منه، من الذي اعطى الحق لاوروبا، ان توزع “الصحارى” على الصهاينة لتحويلها الى “جنة”؟!، ولماذا لم تحول اوروبا ، “صحارى” اخرى، وهي كثيرة، وتحولها الى “جنان”؟!، والجواب على هذه الاسئلة سهلة جدا، وهي انه لا توجد “صحراء” دون شعب على الكرة الارضية، فكل دول العالم فيها ارض خصبة وفي صحراء، وان فون دير لاين ، تكذب عندما تتحدث عن صحراء، لانها لاتريد ذكر فلسطين ، فهي واسلافها، شاركوا في جريمة اضطهاد اليهود، وهم من اراد التكفير عن ذنبهم، بارتكاب ذنب ابشع واشنع، عندما شردوا وقتلوا شعبا باكمله واحتلوا ارضه، وهو ما يؤكد ان الوحشية والعنصرية والدموية والمادية هي سمة تتميز بها “الحضارة الغربية”!، حتى وان تم تغطيتها بمساحيق “ديمقراطية وحقوق انسان باهتة”؟

– فون دير لاين، تعلم كما يعلم اسلافها، انهم حولوا جنة فلسطين، الى بؤرة تجمع اخس خلق الله من المجرمين والقتلة والعنصريين والارهابيين والافاقين، الذين مازلوا يقترفون جرا ئم تضاهي جرايم هولاكو وجنكيز خان، وانه لولا فون دير لاين واسلافها، لما استمرت مأساة الشعب الفلسطيني الى اليوم. ان الكيان الاسرائيلي، لفون دير لاين وغيرها من المسؤولين الغربيين، قاعدة عسكرية غربية متقدمة، مملوءة بالمطارات العسكرية ومخازن الاسلحة والدبابات، والمصانع الحربية، لتكون مصدر تهديد دائم للعرب والمسلمين، وبابا لنهب ثرواتهم وتشتيتهم وشرذمتهم.

-اخيرا، ستوقفني وصف أحدهم، لفون دير لاين ، ومن على شاكلتها من المسؤولين الاوروبيين والغربيين، مستعينا بشطر من بيت لامير الشعراء احمد شوقي، وهو يصف خبثهم بخبث الثعلب، وانا انقله لكم في نهاية هذه السطور: “مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا”.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-29 20:04:02
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version