ٍَالرئيسية

«حسن أبو عرمانة».. من الرعيل الأول للسرايا وقائد عسكري فذ | وكالة شمس نيوز الإخبارية

شمس نيوز – الاعلام الحربي

رجال الظّل…هم الصادقون المخلصون لا يدّخرون جهداً أينما سمحت لهم الظروف للعطاء، فلا تحيّدهم الصعوبات عن تلبية نداء الواجب المقدس، ولا يثنيهم يُسر الحال من دفع ثمن الانتماء لطريق المقاومة والشهداء، فهكذا كان الشيخ المجاهد حسن أبو عرمانة، حيث امتاز هذا الرجل الصلب بالسرّية التامة، والكتمان فلم يستطع الاحتلال بمخابراته استخلاص ولو معلومة من جوفه أثناء فترة سجنه، وهو المحرك لمقاتلي الجناحين السياسي والعسكري لحركة الجهاد وذراعها سرايا القدس.

 

نشأة قائد فذ

قائدنا الشيخ “حسن أبوعرمانة” لم يكن يختلف عن أي فلسطيني عاش حياة اللجوء وذاق حلاوة الانتماء لفلسطين فهو ابن عائلة مشهود لها بالالتزام الديني والوطني والبذل والعطاء، حيث بزغ فجر ميلادنا شهيدنا في 15/11/1956 م ليكون يوم ميلاده فيما بعد يوافق ذكرى وطنية يحتفل بها كل شعبنا، فتستشعر بذلك ارتباط هذا الإنسان بوطنه، ومن ثم تزوج بالمرأة الصابرة المحتسبة “أم علي” لتكون رفيقته في مشواره الجهادي ولتكون نعم الزوجة الصالحة.

ورُزق الشيخ حسن بولد وحيد أسماه (علي) فكان سعيداً به، ورباه على قيم التضحية والفداء، وزرع في نفسه حب الدين والوطن، وأعطاه من صفاته الصبر والمثابرة، ورسخ في وجدانه العناد في الحق والإصرار على الجهاد، فرحم الله أبا علي.

كان الشهيد القائد حسن أبو عرمانة يتصف بالشهامة والرجولة وحبه لمساعدة الآخرين خاصة الضعفاء والمحتاجين والوقوف بجانب إخوانه سمةً ملاصقة له.

درس القائد حسن أبو عرمانة مع الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي في الزقازيق بمصر حيث تعرّف عليه هناك، ولكن ساعة انتمائه لفكر الدكتور لم تكن قد حانت بعد، لارتباطه مبكراً بحركة فتح، التي كان يشغل فيها موقعاً قيادياً داخل تلك الحركة العملاقة بعطاء أبنائها، حتى كان اعتقاله والحُكم عليه بالسجن لمدة ثمانِ سنوات، فكانت تلك السنوات نقطة تحول في حياته، إلا أن السجن كان بداية تعرف الشيخ حسن على المعلم الشقاقي، لتكن تلك الفترة نقطة تحول في حياة القائد حسن أبو عرمانة وبدابة انتمائه لفكر حركة الجهاد الإسلامي “الإيمان، الوعي، الثورة” ليكون جندياً في صفوفها.

 

رحلة  مجاهد

قضى الشيخ القائد حسن أبو عرمانة سنوات حكمه الثمانية بالكامل، وعندما خرج كانت الانتفاضة الأولى في أوجها، فلم يتوقف كثيراً عند حسابات الربح والخسارة، فشارك في فعاليات الانتفاضة من خلال حركة الجهاد الإسلامي متنقلاً في مختلف المواقع الجهادية للحركة.

وشغل القائد أبو علي خلال مسيرة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي عدة مواقع تنظيمية كان منها: مسؤولية منطقة رفح السياسية، وأمير الجماعة الإسلامية (الرابطة الإسلامية)، ومسؤول في العمل النقابي الحركي، لا سيما تجمع المحاسبين.

لم تترك السلطة الحركة وغيرها من حركات المقاومة تُمارس نشاطها المقاوم دون عرقلة فاعتقلت المجاهدين، وكان في مقدمتهم الشيخ “أبو علي” الذي اعتُقل لعدة مرات في سجون أجهزة أمن السلطة لفترات مختلفة تعرض خلالهما لتحقيق قاسٍ، ولكن كان صلباً عنيداً متمسكاً بالحق، وكانت فترة الانتفاضة الثانية عام 2000م، نقطة تحول في حياة المجاهدين وتراجع دور أجهزة أمن السلطة التي انخرط الكثير من أبنائها في صفوف المقاومة وضعف شوكة السلطة، فكان لذلك انعكاس على حياة المجاهدين وعطائهم وتضحياتهم التي كللت بدحر الاحتلال عن قطاع غزة.

وكان للشيخ المجاهد حسن أبو عرمانة في تلك الفترة المهمة في تاريخ شعبنا ومقاومته شرف المشاركة بشكل فاعل ومركزي في تأسيس سرايا القدس بتكليف من قيادة الحركة في الخارج، فشكل العديد من المجموعات المسلحة، وبناء اللبنة الأولى لجهاز عسكري مقاوم بالتعاون مع إخوة آخرين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

 

رجل الظل

لا يمكن أن تنسى رفح المحاولة البائسة للاحتلال بثني عزيمة الصنديد الشيخ القائد حسن “أبو علي” عندما داهموا بيته في حي تل السلطان غرب رفح, حيث تعرض للاعتقال من بيته في تل السلطان بعد أن قامت وحدة خاصة من الجيش الصهيوني باختطافه من منزله قبل تدميره ليتعرّض لتحقيق قاسٍ دون أن يُدلي بأي اعتراف يدينه لتوجيه تهمة له، فمكث في سجون العدو الصهيوني أقل من عام على تهمة هامشية، ليخرج بعدها أصلب عوداً وأشد وطأة على الكيان الصهيوني الذي فرَّ مهزوماً أمام ضربات المقاومة الموجعة له ولكيانه الهش.

واصل الشيخ القائد حسن أبو عرمانة كدحه وجهاده عبر حركته المجاهدة وسراياها المظفرة مشاركاً في النضال السياسي والعسكري حتى توفاه الله تعالى واختاره إلى جانبه بشكل مفاجئ ففجع بموته كل من عرفه.

 

ارتقاء القائد

هي سُنةُ الحياة أن يغادر الجميع عن هذه الحياة, لكن هناك من يترك بصمّة له وسراجاً ينير درب الأحرار، وهكذا كان الشيخ المجاهد حسن أبو عرمانة “أبو علي” الذي ستظل ذكراه نبراس يضيء الطريق أمام العاشقين للوطن والطامحين للانعتاق من نير الاحتلال، ففي مثل هذا اليوم الموافق 26/ 04/ 2017م، كان شيخنا المجاهد “أبوعلي” مع موعد  ارتقاء الروح إلى بارئها، فكان رحيل الرجل الطيب الخلوق البار العابد الزاهد المعمر لبيوت الله أجمل ما يكون الرحيل والارتقاء، والله نسأل ان يتقبله في علياء المجد مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.

واحتسبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس، عند الله تبارك وتعالى القائد المجاهد/ حسن محمد أبو عرمانة “أبو علي”، الذي توفي إثر جلطة دماغية حادة عن عمر يناهز الـ ( 61 عاماً ) قضاها صابراً مجاهداً محتسباً داعياً إلى الله تعالى.

وقالت في بيانها:” كان الأستاذ المجاهد أبو علي من الرعيل الأول الذي التحق بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجاهد في صفوفها وشارك في تأسيس العديد من أجهزتها وأطرها ومؤسساتها، وأدى رسالته بأمانة وإخلاص شديدين داعياً ومربياً وقدوةً في التضحية والعطاء”.

وأضافت: كان قائداً ومجاهداً صلباً في سرايا القدس، وتعرض للأسر في سجون الاحتلال مرات عديدة ولفترات طويلة، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة مشواره الجهادي في صفوف الحركة، فعمل بصمت وتفانٍ وإخلاص مع إخوانه ولم يبخل بالعطاء حتى آخر لحظة في حياته.

المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-26 13:32:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى