ٍَالرئيسية

“خطر بيولوجي” يُعقّد مشهد الأزمة في السودان – شفقنا العربي

4
(نجم الدين نجيب )

شفقنا- في مقال سابق على موقع “شفقنا”، حذرنا من خطورة خروج الاوضاع في السودان، عن سيطرة المتحاربين، وتحول هذا البلد الى بؤرة لتصدير الفوضى والارهاب، الى المنطقة برمتها، في حال لم تتحرك الدول العربية، على وجه السرعة، وتضغط عى طرفي النزاع، من أجل وقف القتال، اليوم خرجت علينا منظمة الصحة العالمية بتحذير في غاية الخطورة، مفاده ان هناك خطرا كبيرا يتهدد السودان، وهو “الخطر البيولوجي”، بعد توارد انباء عن سيطرة مقاتلين على مختبر الصحة العامة الوطني في الخرطوم تخزن فيه عينات مسببة لأمراض شديدة العدوى.

الامر الذي زاد من خطورة الموقف، ، هو ان المقاتلين الذين سيطروا على المختبر واتخذوه  قاعدة عسكرية، وقاموا بإخراج الخبراء الفنيين منه، ومنعوهم من العودة اليه، الامر الذي سيجعل المواد البيولوجية غير آمنة، لعدم قدرة المقاتلين على احتوائها، وهو ما قد يؤدي الى انتشار مسببات امراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال وغيرها من المواد الخطيرة.

المعروف ان الكوليرا مرض يسبب إسهالا حادا قد يكون قاتلا في غضون ساعات في حال عدم تلقي العلاج. والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، تماما مثل شلل الأطفال الذي يصيب بشكل خاص الأطفال دون سن الخامسة من العمر.

الشيء المريب هو ان هناك استهداف قد يكون متعمدا للقطاع الصحي في السودان، فقد  تم توثيق 14 اعتداء على قطاع الصحة منذ بدء المعارك في 15 أبريل/نيسان، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة شخصين بجروح، وان مخزون أكياس الدم في البلاد ينفد، وغياب المولدات يشكل مخاطر بيولوجية كبيرة إضافة إلى مخاطر كيماوية.

الاشتباكات اصابت المستشفيات وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى بالشلل، وتسببت في تقطع السبل بالكثيرين الذين علقوا في منازلهم في ظل تناقص إمدادات الغذاء والماء. كما أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ان المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في مناطق من السودان بسبب القتال العنيف. ولقي ما لا يقل عن 5 من العاملين في مجال الإغاثة في السودان حتفهم منذ اندلاع القتال، كما علقت المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة أنشطتهما بعد سقوط قتلى من بين موظفيهما، بينما حصلية القتلى والجرحى في تزايد، فقد ادت المعارك لحد الان الى مقتل 459 شخصا وإصابة 4072 بجروح.

من الواضح ان الجهة التي طردت الفنيين والخبراء من مختبر الصحة العامة الوطني في الخرطوم، تعلم جيدا انها لا تستطيع تولي مهمة تأمين المواد الخطيرة، واحتواء المواد البيولوجية، لذلك فهي تجازف وبشكل خطير بارواح الالاف من البشر بهذا العمل، خاصة  في حال تعرض المختبر للقصف او النهب.

هناك رأيان يتعارضان حول اهداف المتحاربين من وراء اللجوء الى هذه الممارسات غير الانسانية، كالهجوم على المستشفيات والمختبرات والمنظمات الانسانية، الرأي الاول يرى ان الهدف من ورائه هو محاولة من اجل دفع المجتمع الدولي من اجل التدخل بشكل مباشر والعمل على وقف القتال، من جانب طرفي النزاع او أحد الاطراف، بسبب عدم وجود القدرة على امكانية الحسم.

الرأي الثاني يذهب الى عكس الرأي الاول، وهو ان طرفي النزاع او احد الاطراف، يعملان او يعمل على هدم جمع الجسور، لمنع العودة الى ما قبل اندلاع الازمة، ومنع الاطراف الدولية من التدخل، للاعتقاد بامكانية حسم المعركة لصالحه.

اخيرا، نكرر ما قلناه دائما، من ان الخاسر الوحيد في كل ما يجري في السودان هو الشعب السوداني المغلوب على امره اولا، والشعوب العربية ثانيا، في حال لم يتم اجبار طرفي النزاع على وقف القتال، من خلال الضغط السياسي والاقتصدي والاعلامي، لاسيما بعد ان تبين ان هناك من يحاول استخدام اساليب في غاية الخطورة لتحقيق مآربه ، كما يحصل الان عندما تمت السيطرة على مختبرات في غاية الخطورة، وهي خطورة ستتضاعف، في حال تدخل العامل الاجنبي، ممثلا بدول و بمجموعات ارهابية.

  • ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-26 10:05:56
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى