تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؛ من المُذنب، ترامب أم بايدن؟

شفقنا – قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن التقرير الاستقصائي الذي أعدته وزارته حول كيفية جهوزية وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قد اكتمل.

وأضاف أوستن أنه تم وضع النسخة السرية لهذا القرير بتصرف اللجان الدفاعية بالكونغرس الأمريكي.

وبناء على خلاصة من 12 صفحة وغير سرية لهذا التقرير والتي نشرت على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، فان إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، حمّلت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، المسؤولية الكاملة في التقصير في عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وقالت إن إدارة ترامب وقّعت اتفاقا متسرعا مع طالبان.

وجاء في التقرير أن إدارة ترامب لم تقدم أي خطة للانسحاب النهائي من أفغانستان أو إجلاء الأمريكيين والأفغان المتعاونين مع أمريكا خلال انتقال السلطة من إدارة ترامب إلى إدارة بايدن. وبالتالي فعندما تسلم جو بايدن زمام الأمور في البيت الأبيض، لم يكن يتبقى سوى ثلاثة أشهر على بدء عمليات الانسحاب من أفغانستان.

وتابع التقرير أن الاتفاق الذي وقعه ترامب في قطر مع طالبان كان قد “قد وضع قيودا شديدة أمام جو بايدن.”

اللعبة الاستخباراتية

وتم إعداد التقرير الاستقصائي للبيت الأبيض بشأن كيفية انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي وبالتعاون مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأُرسل إلى الكونغرس.

أما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي حمّله هذا التقرر مسؤولية معظم الإهمال فيما يخص انهيار الحكومة الأفغانية وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وسم هذا التقرير بـ “اللعبة الاستخباراتية المضادة”.

وقال إن “اللعبة الاستخباراتية المضادة للبيت الأبيض تتمثل في تحميله مسؤولية القصور والإهمال فيما يخص الاستسلام في أفغانستان.”

وكانت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب قد بدأت محادثات السلام مع مجموعة طالبان وأفضت هذه المحادثات إلى توقيع الطرفين اتفاقا للسلام في 29 شباط/فبراير 2020 في العاصمة القطرية الدوحة، إذ يذهب الكثيرون إلى الاعتقاد أن هذا الاتفاق مهّد لانهيار الحكومة الأفغانية السابقة وسقوط البلاد بيد مجموعة طالبان.

وتعتبر إدارة بايدن التوقيع على هذا الاتفاق “متسرعا” وتقول إنها قامت بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وفقا لهذا الاتفاق.

لكن تقرير البيت الأبيض أذعن بان عملية الانسحاب من أفغانستان كان يمكن أن تتم بشكل أبكر، لذلك اخذوا الدرس وغيروا سياساتهم في الحالات المماثلة.

 

تسليم أفغانستان لطالبان

وأبلغ جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي الصحفيين في مؤتمر صحفي قوله “لم نقيّم بشكل صحيح وبوضوح سرعة تحرك طالبان في أرجاء أفغانستان.”

كما ورد في تقرير البيت الابيض أنه كان يُتصور في ذلك الحين أن الوضع النسبي في كابل سيبقى على حاله بعد الانسحاب الكامل [للقوات الأجنبية] لكن الانهيار حصل بشكل سريع خلافا للتوقعات.

لكن الكثير من المواطنين الأفغان ومن دون الأخذ بنظر الاعتبار أي رئيس أمريكي يُعد المذنب الرئيسي في عملية الانسحاب من أفغانستان يقولون إن أمريكا هي التي “سلمت” أفغانستان إلى مجموعة طالبان في مطلق الأحوال.

ويُحمّل العديد من السياسيين الأفغان بمن فيهم أشرف غني الرئيس الأفغاني الذي فرّ من البلاد، الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية بانهيار الجمهورية في أفغانستان ويقولون أن اتفاقية الدوحة مع مجموعة طالبان هي التي مهتد ووفرت الأرضية لهذا الانهيار.

ويضيفون أن هذا الاتفاق والقرار الأمريكي بالخروج المتسرع من أفغانستان، أديا إلى زوال أرضية حوار السلام الجاد بين الحكومة الأفغانية ومجموعة طالبان، ما دفع الأخيرة إلى التسريع في هجماتها العسكرية بعد ما اطمأنت للدعم الأمريكي لها.

وحتى أن عددا من مسؤولي الحكومة السابقة قالوا في مقابلات أجريت بعد انهيار نظام الجمهورية أن زلماي خليل زاد الممثل الأمريكي السابق لشؤون السلام بأفغانستان اتصل بعدد من كبار القادة العسكريين الأفغان في جبهات القتال وطالبهم بعدم مقاتلة طالبان وتسليم معداتهم وتجهيزاتهم العسكرية لهذه المجموعة.

وفضلا عن ذلك، يرى الكثير من المواطنين الأفغان أن ترك التجهيزات العسكرية التي تبلغ قيمتها أكثر من 7 مليارات دولار، لمجموعة طالبان مؤشر على “الصفقة” التي أبرمتها واشنطن مع هذه المجموعة وبالتالي تسليمها أفغانستان.

*شفقنا أفغانستان

انتهى

 

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-08 12:12:03
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version