وقال أبو الغيط، في تعليقه وتقييمه للتقرير الاستراتيجي العربي لعام 2022 الذي أصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إنه مهتم بهذا التقرير منذ نشره لأول مرة عام 1986″، مشيراً إلى أنه كان في وقتها مندوباً مناوباً لمصر في الأمم المتحدة، لافتا إلى أن مجلة السياسة الدولية التي يصدرها المركز أسهمت في تشكيل وعي الكثير من الدبلوماسيين، وأن مركز الأهرام يسير على خطى المراكز العالمية.
وأكد ضرورة فهم الثقافتين الروسية والصينية وعدم الاقتصار على النقل عن الأدبيات والمصادر الغربية، وقال: “إن العرب حذرون في التعامل مع الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها”.
وأشاد أبو الغيط بمحتوى التقرير والجهد الذي بذل فيه، وقال” إنه رصد الموقف العربي من الحرب الأوكرانية بدقة شديدة ووعي وفهم، كما رصد الوضع في العالم العربي بدقة شديدة”، مطالبا في الوقت ذاته معدي التقرير بالفصل بين الحرب الأوكرانية والخلاف الأمريكي – الصيني، فهما ليستا أزمة واحدة تواجه العام اليوم، بل هما أزمتان (روسيا مع أمريكا) و(الصين مع أمريكا).
ولفت إلى أن الحرب تدور في البحر الأسود وشرق أوروبا، وهي منطقة ترتبط بالقلب الآسيوي- الأوروبي، متابعا: “إننا أمام بزوغ كتلتين واحدة اسمها الكتلة الأوروآسيوية وهي عبارة عن تحالف صيني- روسي، والثانية العالم الغربي الذي يضم القوى البحرية للقارة الأمريكية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وحلف الأطلسي”، معتبراً أن المسألة بين الصين والولايات المتحدة تجاوزت التنافس.
وأشار إلى أن هناك نظرية في السياسة الغربية تشير إلى أن الدولة المهيمنة تحاول منع صعود الدولة الصاعدة، مضيفًا: “إن هذا كله لا يغيب عن الصين التي تبني قوة بحرية كبيرة قادرة على منافسة أمريكا في المحيط الهادئ وربما العالم”.
ولفت إلى أن الناس تتحدث عن صداقة حيوية بين روسيا والصين، والصين لا يغيب عليها أنها من المنظور الغربي – الأمريكي ينظر لها على أنها خصم طامح ويجب إجهاضه، وبالتالي المواجهة معها قادمة، والآن هناك مواجهة بين روسيا وأوكرانيا والأطلسي، وهذا يعني أن المنطقة الأوروآسيوية سوف تبقى كتلة، وأن الصين وروسيا لن تظلان تتعاملان كأصدقاء، متابعا: “كنت أنتمي أن أرى في التقرير البعد الصيني والبعد الروسي، في ظل تأثر الأكاديميين العرب بالغرب”.
وقال أبو الغيط إن التقييم لمفاهيم الحرب الحديثة كان غائباً، مشيرا إلى أن هناك تساؤلات تدور في المجال العسكري مثل دور الدبابات والطائرات المسيرة والقوات الجوية، خاصة مع قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بالدبابات.
ورأى أبو الغيط أن الحرب الروسية – الأوكرانية هي بقايا الحرب الأهلية السوفيتية نتيجة انفجار الاتحاد السوفيتي، وهو ما نراه بين روسيا وأوكرانيا، وبين وأرمينيا وأذربيجان، وبين طاجيسكتان وقرغيزستان، مثلما شهدنا الحروب اليوغسلافية خلال تفكك يوغسلافيا.
ولفت إلى البعد الإقليمي في الأزمة الأوكرانية، موضحا أن دولتين إسلاميتين من الشرق الأوسط حققتا تطوراً في مجال الطائرات المسيرة وتمنحان الدول المتقدمة هذا السلاح، الأمر الذي يؤشر على أن الدول العربية والإسلامية قادرة على التطوير والابتكار.
وأشاد أبو الغيط بالشق الخاص بالقوى الإقليمية وبمصر في التقرير ووصفه بأنه “جيد للغاية”، مشيداً بأهمية استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27 ) في مصر وكذلك استضافة الإمارات ل(كوب 28)، باعتبار أن ذلك حدث مهم ويمثل نجاحاً كبيراً للدولتين.
وأكد ضرورة إعطاء مزيد من الاهتمام بأزمات المياه في الدول العربية، منبها إلى أن الأمر وصل لأن أحد أنهار العراق قد جف تماماً.
وقال إن التقرير يصف الوضع بالعالمي بدقة، وما ينطوي عليه من خطورة شديدة، مشيرا إلى إسقاط طائرة مسيرة أمريكية عبر مقاتلة روسية، وتساءل: ماذا لو كانت “السوخوي” قد وقعت كان يمكن حدوث مواجهة؟، مشيرا إلى أن الاتحاد الروسي لديه (5000) رأس نووية، منها (3000) رأس نووية تكتيكية، والصين ترقع قدراتها لـ (1500) رأس نووية.
وأضاف أن التقرير شرح حالة السيولة على الصعيد الدولي سواء بالنسبة لقضية تايوان والملف النووي الإيراني.
وقال إن هناك اقتناعاً صينياً بأن الولايات المتحدة في انعزال وانحسار، وبالتالي فكما تقول بعض النظريات التاريخية إن القوى العظمى المهيمنة قبل أن تنزوي تحاول عرقلة القوة الصاعدة.
وأشار إلى أن هناك تطورات كبيرة مرتقبة سوف تحدث في آسيا أيضاً، وتساءل :هل حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيمد عضويته لدول آسيا بضم كوريا الجنوبية واليابان، أم تكون هناك تفاهمات ثنائية وسوف تصبح بديلاً؟، وأن هناك تساؤلات حول دور الهند في هذا الأمر في ظل عدم تفاهمها مع الصين الأمر الذي دفعها للانضمام للمجموعة الرباعية الدولية في آسيا والمحيط الهادئ “الكواد” التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا، واليابان والهند.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-03-19 21:03:45
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي