عمران خان.. وأسباب العداء الأمريكي؟
(نجم الدين نجيب)
شفقنا- يبدو ان امريكا قررت اخراج رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، من المشهد السياسي الباكستاني، مهما كلف الامر، قبل حلول موعد الانتخابات التي من المقرر ان تجري في شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم، لاسيما بعد ن اظهرت استطلاعات الراي ان خان سيفوز فيها.
استخدمت امريكا في بادىء الامر سياسة التضييق الاقتصادي ضد باكستان خلال فترة رئاسة خان للبلاد، ثم اعقبت ذلك ان هددته بالقتل ، كما كشف خان نفسه، ومن ثم تنفيذ مخطط إقالته في البرلمان عبر شراء ذمم النواب، ولكن كل ذلك لم يمنع خان من التفكير بالعودة الى الحكم عبر صناديق الاقتراع، وهو ما دفع الحكومة الحالية رئاسة شهباز شريف، الى تلفيق تهم شتى ضد خان من اجل محاكمته واعتقاله، بعد ان نجا من حاولة اغتيال تعرض لها.
من المؤكد ان اعتقال او اغتيال خان، سيدخل باكستان في نفق مظلم من غير الواضح كيف ستخرج منه، فالرجل يتمتع بشعبية طاغية بين الشعب الباكستاني، بسبب سياسته لمكافحة الفساد والفاسدين، ومحاولاته لتحييد الجيش، وحياة الزهد التي يعيشها، ورفضه العيش في القصر الرئاسي، تسريحه لمئات من العاملين فيه، ومشاريعه لصالح الفقراء والنهوض بباكستان اقتصاديا.
اما لماذا لا تطيق امريكا عمران خان وتحاول التخلص منه بأي طريقة ومنعه من العودة للحكم، يبدو ان الاسباب عديدة، منها السياسة المستقلة التي اعتمدها خان، بعيدا عن الاملاءات الامريكية، فالرجل اعلن وبشكل صريح رفضه تطبيع علاقات باكستان مع اسرائيل، واعتبر التطبيع خيانة، كما رفض الانصياع للسياسة الامريكية الرامية لمحاصرة ايران، ولم يقف مع امريكا ضد روسيا على خلفية الحرب في اوكرانيا.
العديد من المراقبين قدموا سببا آخر، واعتبروه الابرز من بين الاسباب التي تقف وراء عداء امريكا لعمران خان، وهذا السبب هو انفتاح الاخير على الصين، بعد ان تبوأت باكستان مكانة مميزة في الاستراتيجية الصينية المعروفة بمبادرة ” الحزام والطريق”، وهو ما سيساهم في توسيع النفوذ الاقتصادي ومن ثم السياسي الصيني في باكستان، على حساب النفوذ الامريكي التقليدي في باكستان.
امريكا وفي اطار سياسة احتواء الصين، والحيلولة دون تحولها الى منافس لها على قيادة العالم، ومنعها من التمدد في المنطقة التي تعتبرها امريكا خالصة لها، دبرت مخطط الاطاحة بعمران خان، لضرب مبادرة “الحزام والطريق”، وبالتالي وأد سياسة خان، في تحرير باكستان من الهيمنة الامريكية.
من الواضح ان توجه عمران خان نحو الصين وروسيا، واعتبارهما حليفين لبلاده، لم يكن توجها خاصا بخان، بل الرجل جسد من خلال هذا التوجه ارادة الشعب الباكستاني، الذي اكتوى كثيرا بنيران السياسة الامريكية، التي تتدخل في كل شاردة و واردة في شؤون باكستان، وحالت دون نجاح اي مشاريع تنموية يمكن ان تنهض بالبلاد، وهو ما تبين من خلال المسيرات المليونية التي قادها خان مؤخرا، رغم كل محاولات شيطنته، فالشعب الذي افشل مخططات الجيش لاعتقال خان، اثبت انه على استعداد لحمايته، والوقوف في وجه محاولات اعتقاله او تصفيته.
- ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-03-20 10:22:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي