ولفت سماحته إلى أنه يعرف “الحاج صالح شخصيًا منذ سنوات طويلة، عرفناه المؤمن المتدين الورع التقي الحريص على الحكم الشرعي العابد.. الحاج صالح كان زاهدا في هذه الدنيا ولم يبحث عن شيء من زخارفها”.
وتابع السيد نصر الله في وصف الحاج صالح، أنه “الأخ المتواضع الخلوق المؤدب والكتوم وهو على درجة عالية من الذكاء، لم يكن لديه أي شيء آخر غير حزب الله، فكان متمحضًا في سبيل خدمة مسيرة حزب الله”.
وأشار إلى أنه “نتيجة عدة مواصفات في شخصية الحاج صالح كانت المهمة الأنسب له منذ البداية العمل الأمني”، مشيرًا إلى أنه “خضع لدورات ثقافية وأمنية عالية المستوى وتدرج من مجاهد إلى أن اصبح أحد القادة الأساسيين في مسيرتنا وبعيدا عن الإعلام، ونتيجة الكفاءة والخبرة والذكاء كان الحاج صالح أساسيًا إلى جانب الحاج عماد الى شهادته”.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن هناك من يتصور أن لبنان هو جزيرة في قلب محيط وليس له علاقة بكل ما له علاقة بالمنطقة”، مضيفًا “للأسف هناك بديهيات تحتاج إلى نقاش أي عن أن لبنان يتأثر بدول المنطقة وبشكل أساسي بدول الجوار سوريا وفلسطين، وبالتالي الحديث عن سوريا وفلسطين وحاضرهما ومستقبلهما هو حديث عن حاضر ومستقبل لبنان”.
ولفت سماحته إلى أن “هناك من لديه رؤية مختلفة يتصور أنه ليس معنيًا بما يجري بسوريا وفلسطين، لكن بما يتعلق بدول الخليج (الفارسي) يكون معنيًا بذلك”، مشددًأ على أن “سوريا آمنة مستقرة وغير محاصرة وتنمو اقتصاديًا له تأثيرات عظيمة على لبنان وفلسطين كذلك، ومن يناقش بهذه الحقيقة هو خارج الواقع”.
وتساءل “تصوروا أن بجوارنا فلسطين من دون “اسرائيل” فكيف يكون وضع لبنان؟”.
السيد نصر الله أكد “أن مشروع الحرب الكونية على سوريا فشل، لكن أنا لا أتحدث عن نصر كامل، لأنه هناك مجموعة من الملفات العالقة وما زال التحدي قائمًا”، مضيفًا ” كلنا يعرف موقع سوريا منذ بدء الصراع العربي “الاسرائيلي” وخصوصًا في الخمسين السنة الماضية”، مشددًا على أن “سوريا كانت دائما أساسًا في جبهة الصراع مع العدو الصهيوني، وأساس في محور المقاومة ورغم الحرب الكونية ستبقى هكذا”.
سماحته لفت إلى أن هناك عدد كبير من المحللين يتحدثون أن سوريا سيتم استعادتها إلى الحضن العربي، وبالتالي ستخرج من محور المقاومة وهذا غير صحيح، مؤكدًا أن سوريا هي في قلب محور المقاومة”، لافتًا إلى أنه “في السنة الثانية من الحرب الكونية عليها عُرض عليها أن تتخلى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدو والقيادة السورية رفضت ذلك، وبعد ذلك أعيد هذا العرض بمغريات ورفضت أيضا”.
كما أكد سماحته أن “الانفتاح على سوريا هو اعتراف بنصر سوريا وهو إعلان عن اليأس، ونحن في حزب الله وبقية القوى من أحبائنا وأصدقائنا في محور المقاومة عندما نرى وفودا عربية وغربية في دمشق نشعر بالسعادة”.
وشدد السيد نصر الله أن “علاقة الثقة تعمدت بالدم حين قاتلنا في سوريا، وهذه المعركة عززت أواصر الثقة، ولذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف أو أي أحد آخر بأن يصدع هذه العلاقة”، منوهًا إلى أن “الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا، فسوريا لم تغادر الجامعة العربية فهم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم”، مضيفًا “إذا أكمل العرب باتجاه سوريا فأهلًا وسهلًا”.
الأمين العام لحزب الله أضاف “في آخر سنة من حكم ترامب هناك بعض الدول العربية أقبلت على سوريا لفتح سفارات، فاضطر وقتها وزير الخارجية الأميركية لمنع العلاقة”، مشيرًا إلى أنه “حتى الآن هناك لدى الكثير من الدول العربية رغبة بتطبيع العلاقات مع سوريا، لكن المانع هو المستكبر الأميركي”.
وأكمل السيد نصر الله حديثه عن سوريا، قائلًا “إذا يمكن معالجة ما يجري في شمال سوريا من خلال التفاوض، فهذا أمر جيد وهذه ليست نقطة قلق عند أحد”، مضيفًا “عندما رأت واشنطن العودة العربية إلى سوريا وضعت أساسًا بأن المسموح هو فقط التقارب فيما يتعلق بالزلزال”.
كما نوّه سماحته إلى أن “هناك محاولة خصوصًا في السنوات الأخيرة للقول بأن إيران ساعدت سوريا وهي الآن تسيطر عليها، وهم يتحدثون عن ذلك بجدية ويعرفون أنهم يكذبون”، مضيفًا “القول بأن إيران ساعدت سوريا وهي الآن تسيطر عليها كذب وتضليل”.
وتابع السيد نصر الله “بكل صدق أقول لكم إن سوريا تمارس كامل سيادتها وحريتها وهي التي تأخذ كل القرارات التي تريد.. وسوريا تستشير أصدقاءها لكنها هي التي تأخذ القرار”، ولفت إلى أن “إيران عندما رأت الحرب الكونية على سوريا وأخذت الموقف التاريخي إلى جانب سوريا، من أجل الحفاظ عليها ومن أجل أن تبقى سوريا لشعبها وللمقدسات في فلسطين وللأمة العربية ولكل محور المقاومة”.
وأضاف “واحدة من الحجج العربية أنه فلنذهب إلى سوريا لنستنقذها من إيران.. فليكن ذلك”، مشيرًا إلى أن “سوريا ليست خاضعة لأميركا وتعمل وفق مصلحتها، و لولا صمود سوريا لكانت التسوية انتهت منذ زمن، لكن دعم سوريا لحركات المقاومة هو الذي غيّر المعادلات”.
وشدد سماحته على أنه “لو هُزمت المقاومة في لبنان عام 2006 كانت الخطوة التالية هي احتلال سوريا عسكريا من قبل أميركا و”اسرائيل”، لكن هذا سقط، وكل الاعترافات والسفير الأميركي آنذاك يقول بأن أميركا كانت تقود المعركة في سوريا والصناديق العربية هي التي موّلت، وبايدن يعترف عن حجم مليارات الدولارات التي أنفقتها الدول العربية في الحرب على سوريا”.
كما لفت سماحته إلى أن “القواعد الأميركية في شرق الفرات تمنع تحرير شرق الفرات، وأميركا التي تصنّف العالم منظمات إرهابية هي التي تحمي “الدواعش” الذين يرتكبون المجازر في شمال سوريا”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-03-10 16:34:27
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي