لماذا يصرّ الإعلام المعادية على مصطلح “هجوم كيماوي” في قضية تسمم الطالبات؟! :: نورنیوز

نورنيوز– في الأسابيع القليلة الماضية وخاصة في الأيام القليلة الماضية، باتت قضية محنة بعض الطالبات في عدد من المدارس في ايران من أكثر المواضيع شيوعًا في وسائل الإعلام، وذلك بسبب حساسية وهو ما دفع رئيس الجمهورية الرئيس للتدخل في هذه القضية وتكليف وزارة الداخلية بمعالجتها بأسرع ما يمكن.



 



ورغم أن أبعاد هذه الحادثة محدودة للغاية من حيث الأعداد، إلا أنه نظرًا لارتباطها بصحة الفتيات المراهقات فقد تسبب في قلق العائلات والمسؤولين على حد سواء.


 


على الجانب الآخر؛ وعلى الرغم من التحقيقات الشاملة للمؤسسات المسؤولة، كما جاء في بيان وزير الداخلية أمس ورغم الحصول على بعض القرائن في هذا الصدد، لا يزال من غير الممكن الإدلاء ببيان نهائي حول السبب الجذري لهذا الحادث.


لكن؛ ينتج عن تحليل أبعاد الموضوع عدة نقاط أساسية:


أولاً: تظهر التحقيقات التي أجريت حتى الآن أنه من وجهة نظر سبب سوء الحالة المزاجية للطلاب ، كانت هناك أربعة أسباب على الأقل:


– في حالات قليلة جدًا تكون العلامات والأعراض السريرية شائعة وكما ورد في بيان معالي وزير الداخلية، ستكون نتائج تحقيقات وزارة الصحة فيما يتعلق بالتشخيص الدقيق لسبب هذه المشكلة نشرها على الملأ فور الانتهاء.


– في بعض الحالات، تكون الأعراض الملحوظة غير شائعة والتي يمكن أن تكون علامة على عدم هوية جذر الحادث في مناطق مختلفة.


– في بعض الحالات كان سبب الحادث الطلاب أنفسهم، الذين اتخذوا مثل هذه الإجراءات بدافع الفضول. تم تنفيذ هذا النوع من الإجراءات عدة مرات في الماضي من قبل الطلاب وفي مدارس مختلفة بهدف مغامرات وأذى المراهقين لكن لم يكن لها تأثير كبير.


– في معظم الحالات المبلغ عنها وبعد إجراء تحقيقات مفصلة، تم تحديد أنه لم يحدث أي شيء بشكل أساسي، كما أدى الجو النفسي الشديد إلى إثارة الخوف والذعر بين الطلاب وأولياء الأمور في المدرسة والأهالي.


ثانياً: في حين أن المؤسسات المسؤولة في البلاد، وخاصة المؤسسات ذات الصلة في مجال الصحة والسلامة العامة، تبحث بجدية عن السبب الجذري والتدابير الوقائية في هذا المجال، حيث أصبح الموضوع أعلاه الموضوع الأول لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية، وكالعادة في ظل أجواء غير واقعية لبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين.


في السياق، فإن الدعاية الواسعة لوسائل الإعلام المعارضة والتي يتم متابعتها من خلال التأكيد على استخدام الكلمة المفتاحية الهجوم الكيماوي على مدارس الفتيات، مثيرة جدا للاهتمام، خاصة وأن طبيعة أفعالهن وعملياتهن النفسية تشبه تماما الطبيعة وعملية الدعاية لهم في أعمال الشغب الخريفية هذا العام.


مثلما كان الأسلوب النفسي الأكثر أهمية الذي تم استخدامه خلال أعمال الشغب هو “الأغلبية” بهدف إحداث “وهم كون عددهم لا يحصى” وبالطبع هدير عدة عشرات الملايين من الناس في مسيرة 22 بهمن (ذكرى انتصار الثورة) حيد هذا السيناريو، في في حالة التسمم تحاول هذه الوسائط الاستدلال على أن عددًا كبيرًا من الطالبات في جميع أنحاء البلاد هدف لهجوم كيماوي! لقد تم وضعهم من أجل الإضرار بالسلام النفسي للمجتمع واتهام النظام بعدم الكفاءة وحتى الانخراط في هذا العمل.


بتعبير أدقّ، السيناريو الجديد للثورة المضادة هو استمرار لنفس سيناريو أحداث الشغب الخريفية، التي أرادت أن تضع مجتمع النساء والطلاب وعائلاتهم في مواجهة النظام، لكنها فشلت وهذه المرة تحاول تحقيق نفس الهدف.


ثالثاً: على الرغم من أنه لا يزال من غير الممكن الإدلاء ببيان نهائي حول أصل وعوامل هذه الحادثة، إلا أن الأجواء التي خلقتها وسائل الإعلام المعادية والشبكات المرتبطة بها في الداخل، وخاصة الإصرار على استخدام مصطلح “هجوم كيماوي” على المدارس في هذه المؤامرة الجديدة، يعزز الشكوك بأنه إما أنهم هم أنفسهم من يقومون بهذا الامر، وأو أنهم متورطون بأي شكل من الأشكال في القضية، أو على الأقل يعتبرون الوضع الحالي فرصة جيدة لتأجيج الأجواء وتحقيقب مآربهم.


المحاولات المستميتة والخبيثة لإلقاء فكرة المفهوم المرعب “للهجوم الكيميائي” في أذهان مواطني بلد يعد من أكبر ضحايا الأسلحة الكيماوية التي قدمتها الدول الغربية لصدام، مؤشر كبير على السعي وراء سيناريو معقد من قبل الأعداء لضرب الأمن النفسي للمجتمع الإيراني.


رابعاً: في أعقاب الانتشار الاجتماعي لهذه القضية وانعدام الأمن النفسي الذي أصاب العائلات، تم تنظيم تجمعات احتجاجية محدودة أمام بعض المدارس والإدارات التربوية، والمشاركين فيها من مجموعتين الغالبية تشمل الناس والأسر الحقيقية للطلاب ويطالبون الحكومة بمتابعة الأمر وهو حقهم الطبيعي ويجب أن يكون النظام مسؤولاً أمامهم.


كما أن هناك أقلية لعبت كما في أعمال الشغب الماضية، دورًا كذراع تنفيذي للمعارضة وهدفهم ليس صحة الطلاب والكشف عن ملابسات للقضية، إنما هو تكثيف انعدام الأمن النفسي و خلق الاضطرابات والصراعات.


سلوك هذه الفئة التي لا علاقة لها بالطلاب بشكل عام، لا تعرقل حل المشكلة فحسب، ولكن بالإضافة إلى توفير علف إعلامي للمنتقدين فإنها ستؤدي إلى تعطيل عملية التحقيق، وبطبيعة الحال، فإن النظام لن يسمح لهم بمواصلة مثل هذه الإجراءات.


وبناء على هذا، على ما يبدو أنه بات من الضروري التحلي بالصبر حتى الانتهاء من التحقيقات التفصيلية للمؤسسات المعنية، والتي تم حشدها جميعا لحل المشكلة بإصرار رئيس الجمهورية، ومن خلال منع انتشار الشائعات.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-03-07 12:52:43
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version