ٍَالرئيسية

خبیر سوری یستعرض دلالات تبادل الزيارات بين مسؤولي الدول العربية وسوريا

شفقنا- اعتبر الخبير السوري الدكتور “احمد الدرزي” زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لسلطنة عمان بانها جاءت لتقدير الدور العماني ورفض العقوبات العربية وتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وفي حوار خا ص مع شفقنا العربي، تطرق الدكتور الدرزي الى زيارة الرئيس بشار الاسد لعمان وكذلك زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى سوريا الى جانب الزيارة المؤجلة لوزير الخارجية السعودي الى العاصمة السورية وقال:كان لخيارات الرئيس الأسد، بالتوجه إلى سلطنة عُمان كخيار أولي وبزيارة رسمية كاملة البروتوكولات، من منطلقات متعددة، أولها التقدير للدور العماني الذي حافظ على العلاقة الكاملة مع سوريا، رغم الحصار العربي لها، بما يحمل ذلك من تقدير واضح لرفض العقوبات التي فرضتها بعض الدول العربية على بقية الدول العربية، لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، فلم تغلق سفارتها في دمشق، والأمر الثاني يرتبط بالدور الحيوي المتوازن الذي تقوم به السلطنة، كوسيط نزيه ومُيسر للمفاوضات بين الأطراف العربية والإقليمية المتنازعة، مما أعطاها احتراماً لدى كل الأطراف، والأمر الثالث وهو الإشارة لإطلاق عملية العودة إلى الإطار العربي من البوابة العمانية، ودعم الدور العماني وتسهيله لعملية المصالحة السورية العربية.

أما زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق فإنها تأتي في سياق التحول الإماراتي الواضح للعودة إلى دمشق، وحرص الإمارات على تظهير موقفها الحقيقي تجاه سوريا، فهي على الرغم من إغلاق سفارتها في دمشق، إثر الضغوط الأمريكية والسعودية عام 2012، فإنها لم تذهب بعيداً بذلك، وحافظت على مستوى منخفض للعلاقة، ويكفي أنها منعت نشاط المعارضة السورية على أراضيها، وتحيَّنت أول فرصة لفتح سفارتها في دمشق عام 2018، فكان من الطبيعي أن يتوجه وزير الخارجية عبد الله بن زايد إلى دمشق لأكثر من مرَّة، بالإضافة لتحديها إعلان زيارة الرئيس الأسد العام الماضي بعد إنقضائها.

أما زيارة وزير الخارجية السعودي خالد بن فرحان المؤجلة، فهي لها اعتباراتها الخاصة، وتتعلق بجملة من المسائل المترابطة بملفات سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى لبنان وفلسطين، وكل هذه الملفات هي من ضمن اشتباكها غير المباشر مع إيران ، وزيارة وزير الخارجية مرتبطة بوصول الرياض إلى قناعة بأن تعاون دول الإقليم مع بعضها البعض خيرٌ لها من الصدام، وأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون ضامنة أمنية لها، وكذلك الدور الإسرائيلي المُتَوَهم، خاصةً بعد مجيء اليمين الصهيوني إلى الحكم، وما يمكن أن يشكله من اندلاع للحرب الكبرى في غرب آسيا، وزيارة دمشق قد تساهم بتشكيل هذا التصور.

واشار الى الزلزال المدمر الذي ضرب اخيرا الشمال السوري وحجم مساعدات الدول العربية لها واوضح: وصلت غالبية الدول العربية إلى قناعة، بأن الكارثة السورية قد امتدت أكثر مما ينبغي، وهي باستمرارها على هذا المِنوال تشكل تهديداً لأمن هذه الدول، بفعل ما أفرزته الحرب في سوريا وعليها من تداعيات، فضعف سوريا أدَّى لعمليات لجوء واسعة لدول الجوار، شكَّلت ضغوطاً اقتصادية وأمنية على الدول المستضيفة، بالإضافة لانتشار السلاح والمخدرات، وما يمكن أن يترك ذلك من آثار على الأمن الاجتماعي للدول، وخاصةً السعودية، وهذا ما دفعها لمقاربة الملف السوري من زاوية دمشق، بالإضافة إلى الدور الروسي والإيراني في التقارب السوري التركي، وقرب التوصل لتفاهمات بين أنقرة ودمشق، وهذا بطبيعته دفع الدول العربية للإقتراب من دمشق، للمشاركة في نظام إقليمي جديد قيد التَشَكُّل من البوابة السورية، رغم المعارضة الأمريكية، وهذا ما وفَّره الزلزال التركي السوري، الذي كسر عامل الزمن المديد، ويسَّر الفرصة المناسبة لهذه الدول لتسريع خطواتها تجاه دمشق.

وفيما يخص احتمال التقارب بين ايران والسعودية اوضح الخبير السوري، هنا المسألة تصح بالجانبين، إن كان من بوابة المصالحة الإيرانية السعودية، وما تتركه من آثار إيجابية على كامل منطقة غرب آسيا، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أم من بوابة المصالحة السورية السعودية، التي يمكنها أن تُبرِّد أجواء الصراع في المنطقة، وتساهم في توفير ساحة للقاء القوى الإقليمية، وخاصةً إيران وتركيا والسعودية ومصر، وهي ضرورية لكل الدول، شرط الوصول إلى يقين كارثية شرور بقاء “إسرائيل” على الجميع، ومنعها من إحياء المنطقة بحكم دورها الوظيفي المرتبط بذلك.

*الحوار من: ليلى.م.ف

– ما جاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهی

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-03-07 08:12:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى