رسالة الاجتماع المرتقب بين شي وبوتين لأمريكا :: نورنیوز

نورنيوز- خلال العام الأول من الحرب في أوكرانيا عقب المعركة التي أشعلها الغرب من خلال الإصرار على توسيع الناتو إلى الشرق، لا تلوح في الأفق بوادر ايجابية في سياق العلاقات الدولية أمام السلطات الأمريكية والأوروبية!



وفي الآونة الأخيرة، أعلن “فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي، عن زيارة نظيره الصيني لموسكو معتبراً أن العلاقات بين البلدين تصل إلى “آفاق جديدة”.



وجاءت كلمات بوتين هذه في حين قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن التآزر الشامل مع روسيا يعتبر “مبدأ استراتيجي” لبلاده، وأكد أن تداخل قوة بكين وموسكو في كبح الأزمات المحتملة والفعلية التي يخلقها الغرب لا سيما في تايوان والتبت وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي، تعتبر مُلحة جدا.


أدرك المسؤولون الغربيون الذين يحاولون تحليل ومراقبة ترجمة الرسائل الخفية للاجتماع بين بوتين وشي، بوضوح أن رسالة هذا الاجتماع هي أكثر من التأكيد على وحدة الأطراف أو رفع مستوى التجارة بين روسيا و الصين لنحو 200 مليار دولار سنويا.


كما أشار “وانغ يي” رئيس مكتب لجنة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى نقطة مهمة في هذا الصدد: “العلاقة بين الصين وروسيا ليست ضد أي دولة ثالثة، وهاتان الدولتان لن تستسلما ابدا لضغوط الاخرين في رسم حدود علاقاتهما “.


قبل أيام فقط من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وقع بوتين وشي اتفاقية شراكة “غير مقيدة” مما أثار قلق الغرب.


لقد أدى تآزر شي وروسيا في مواجهة الأزمات التي خلقها الغرب بهدف “احتواء الشرق” مرارًا وتكرارًا إلى إضمحلال قوة أعدائهما الى أبعد حدّ.


في غضون ذلك، بينما يحاول المسؤولون الأمريكيون إظهار بلادهم كلاعب مهيمن على المسرح الدولي، فإنهم غير قادرين على إخفاء خوفهم من تطور مستوى التعاون بين الصين وروسيا في الوقت الحالي.


حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بكين من عواقب دعم الصين المادي للهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال: واشنطن قلقة بشأن إرسال أسلحة صينية إلى روسيا.


تعتبر التهديدات الغربية المستمرة لروسيا والصين شرطا مسبقا وأساسا حقيقيا لتبلور تعاون بين الطرفين في نطاق يتجاوز ما تظنّه كل من أمريكا وأذيالها الأوروبيين.


في وثائق السياسة الخارجية الأمريكية، تعتبر بكين وموسكو دائما تهديدات مستمرة لأن هذه الدول رفضت دوماً التدخل الغربي المستمر وعارضت نفوذ أمريكا في مناطق جغرافية مختلفة في العالم.


بتعبير أدقّ تواجه الصين وروسيا حتمية استراتيجية، لأنه بالنسبة لكلا اللاعبين يمكن اعتبار عداوة أمريكا قواسم مشتركة استراتيجية، حتى يتمكنوا من بلورة التعاون على أساس وجود وجهة نظر تهديد ثابتة لهم من قبل الغرب.


إصرار الناتو على الحصار الاستراتيجي لروسيا والحفاظ على التوترات المزمنة بين كييف وموسكو، أو الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها إدارة بايدن في المياه الجنوبية للصين وخارجها دعماً لنشطاء استقلال تايوان، يعزز النهج المتقارب لبكين وموسكو، ويدفعهما بشدّة كلاهما في اكتشاف التكتيكات المشتركة.في إدارة اللعبة ، أصبح الأعداء أكثر حيوية.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-26 09:36:38
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version