ألم تكن حشود الشباب الحاضرة في ذكرى انتصار الثورة هي جمهور الفضاء السيبراني؟! :: نورنیوز

نورنيوز– العديد من الأبحاث والدراسات الاستقصائية التي أجرتها مؤسسات محلية ودولية مرموقة تؤكد أن المجتمع الإيراني، وخاصة جيل الشباب، أعلى بكثير من المتوسط ​​العالمي من حيث الاهتمام والمتابعة للقضايا السياسية في الداخل والخارج.



يجب اعتبار هذه الميزة من آثار الثورة الإسلامية ومجالاتها السياسية والثقافية والاجتماعية، وكذلك الإجراءات الداخلية والخارجية المستمرة وردود فعل الأفراد والجماعات والأحزاب ومختلف الناس فيما يتعلق بالقضايا السياسية في إيران.



وبغض النظر عن الأسباب والقيمة الإيجابية والسلبية لهذه السمة، والتي يمكن دراستها من عدّة زوايا، فإن وجود هذه الحساسية هو بالتأكيد أساس نزعة المجتمع للحصول على الأخبار السياسية ومتابعة التيارات المتأثرة بمختلف الاتجاهات السياسية.


على سبيل المثال، في مجال الشخصيات الفنية والسينمائية والرياضية، وبغض النظر عن مكانة الناس في مهنتهم، فإن تلك المجموعات التي لها نشاط سياسي يتابعها الجمهور الداخلي، مما يظهر مرة أخرى اهتمام المجتمع بالقضايا السياسية.


من المؤكد أن صدى التفاعلات السياسية المتعلقة بإيران في الإعلام المحلي والأجنبي مؤثر للغاية في اهتمام المجتمع بالقضايا السياسية ومتابعته المستمرة عبر وسائل الإعلام الرسمية والفضاء الافتراضي.


اعتبارًا من سبتمبر المنصرم، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها بعض أجزاء البلاد عقب وفاة الراحلة مهسا أميني والتي أصبحت ذريعة لعدة أشهر من الاضطرابات في البلاد لا سيما من قبل المغرضين والمعادين للثورة الاسلامية، موضوع الفضاء الإلكتروني وأثره على تغيير أصبح إدراك الشباب ووجودهم في الاضطرابات أحد المحاور الرئيسية للحديث حول الدور المحدد والتوجيهي لشبكات التواصل الاجتماعي والأذرع الأجنبية في أحداث الاحتجاج.


على الرغم من أن المقارنة بين السكان الذين شاركوا في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية أمس مقارنة بالأشخاص الذين ظهروا في مسيرات احتجاجية أو حتى أعمال شغب ليست مقارنة صحيحة بسبب الاختلاف الكبير، إلا أنها اليوم وبعد حضور غير مسبوق لعشرات الملايين من المواطنين. ومن فئات مختلفة من الناس، وخاصة الشباب واليافعين في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، من المناسب الانتباه إلى تأثير الفضاء الافتراضي على المجتمع السياسي الإيراني من زاوية أخرى بناءً على الأدلة التالية:


أولاً؛ يهتم المجتمع الإيراني وخاصة الشباب، بالقضايا والتطورات السياسية أكثر من المجتمعات الأخرى.


ثانية؛ يعد الفضاء الإلكتروني هو المنصة الأنسب والأسهل للوصول إلى الأخبار والتقارير السياسية من مختلف المصادر المحلية والأجنبية.


ثالثا؛ الخصوم وأجهزة المخابرات الأجنبية، ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية المعادية لإيران، وما إلى ذلك، مع تخطيط مفصل وتدابير احترافية تماما للفضاء الإلكتروني للتواصل مع جهات الاتصال الداخلية ونقل الأخبار والتقارير المستهدفة والمسمومة في شكل حرب معرفية وبهدف تحريض الشباب على المشاركة في الاحتجاجات وإشاعة الفوضى في البلاد.


رابعاً؛ في هذه الحرب الإعلامية العالمية تحاول وسائل الإعلام المحلية، مع تعزيز صفوفها، بكل قوتها توضيح الحقائق وشرحها، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والدفاع عن استقلال البلاد، خصوصاً وسط محاولات العدود المستميتة لزعزعة الامن والاستقرار.


خامساً؛ جميع الأشخاص المشاركين في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية تقريبًا هم من الجمهور ومستخدمي الشبكات الاجتماعية والمراسلين الأجانب.


إذا افترضنا الحالات الخمس المذكورة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا يمكن أن يؤثر حجم وجودة وتسلسل ونطاق الأخبار والتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام على تصور غالبية المجتمع حول الدفاع عن استقلال وامن البلاد، ولماذا لا تظهر وسائل الاعلام الاجنبية هذا الجانب من المشاركة الفاعلة في الجمهورية الاسلامية الايرانية؟!


بالرغم من القلق من إمكانية التأثير الكبير للحرب الإدراكية للعدو والجهود المبذولة للحد من آثارها، وبالطبع وجود بعض الأفكار الخاصة في بعض جهات صنع القرار في البلاد، أدى إلى أسهل طريقة – بغض النظر عن النتيجة – فرض بعض القيود على إمكانية استخدام شبكات التواصل المغرضة، وذلك لقطع الطريق أمام العدو الذي يعمل على قمع حرية التعبير في تلك المنصات التي يمتلكها، فلا يسمح لأي فكرة أو وجهة نظر يتم طرحها من الطرف المقابل بالانتشار على شبكاته.


الوجود الكبير والهادف للشباب واليافعين الإيرانيين – الذين لديهم بالتأكيد العديد من المطالب التي لم تتم تلبيتها – في شوارع البلاد بعد أكثر من 5 أشهر من الجهود المتواصلة وغير المسبوقة للعدو لتغيير تصورهم للقيم الأساسية مثل الاستقلال، والوحدة الوطنية، لا سيما مشاركتهم الكبيرة في يوم ذكرى انتصار الثورة الاسلامية المباركة، هو مؤشر على وعيهم ومعرفتهم وقدرتهم على تمييز المؤامرات وكشفها.


22 بهمن (11 فبراير) يوم انتصار الثورة الاسلامية هو بلا شك نقطة تحول نادرة في تاريخ إيران وتحمل العديد من الدروس للجميع. تبلورت الثورة الإسلامية وازدهرت على أساس معرفة وبصيرة وإيمان الشعب الإيراني، ومن لا يرى ولا يفهم هذه الخاصية المميزة للشعب الايراني الواعي والمحنك، سواء في الداخل أو الخارج، سيتعرض لضربات موجعة تنهال على رأسه كالمطرقة بعد أن يواجه كل هذا الوعي والبصيرة.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-13 10:45:30
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version