حرب أوكرانيا تُشعل نزاعاً بين سياسيين ألمانيين في برلين وبروكسل! :: نورنیوز

نورنيوز– المعادلات المتخفّية خلف الكواليس في ألمانيا كانت دائما معقدة، من ناحية هذا التعقيد هو نتيجة رغبة لا حدود لها من السياسيين الألمان لقيادة أوروبا، ومن ناحية أخرى، صراع مصالح الأحزاب التقليدية وخاصة الحزب الديمقراطي المسيحي والأحزاب الديمقراطية الاجتماعية.



في هذه الأيام وفي خضم الحرب في أوكرانيا، يُسمع اسم سياسية ألمانية كثيرا في وسائل الإعلام، وهي ليست سوى أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي تم انتخابها لهذا المنصب في يوليو. 16 2019 ، وتحلم بأن تصبح “تاتشر” أو “ميركل” على مستوى القارة العجوز.



تعتبر فون دير لاين من نقاط دعم حكومة زيلينسكي في الحرب في أوكرانيا، وعندما كانت طاولة مفاوضات السلام بين كييف وموسكو على وشك أن تتبلور في الأشهر الأخيرة، لعبت دورا مهما في تحطيمها!


منذ عام 2005 شغلت هذه السياسية الألمانية منصب وزارة الأسرة ثم وزارة العمل في حكومة ميركل منذ عام 2005، ثم في عام 2013، تولت هذه الوزارة كأول وزيرة للدفاع في ألمانيا.


فيما بعد إعتبرت فون دير لاين نفسها “ديمقراطية مسيحية” ذي شقين، وعلى الرغم من أنها لا تتمتع على ما يبدو بأرضية وسط جيدة مع النازية الجديدة والقومية المتطرفة، فقد تم أكبر تجنيد للنازيين الجدد في الجيش الألماني خلال فترة حكمها، لاسيما خلال توليها منصب وزارة الدفاع.


في عام 2018 زعمت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أنه بعد اكتشاف آثار وعلامات نزعات نازية في الجيش والثكنات الألمانية، قامت وزيرة الدفاع آنذاك فون دير لاين بتقييم مصداقية جيش البلاد في خطر.


حتى ذلك الحين، وجد مفتشو الجيش الألماني قاعة محاضرات في ثكنة فورستنبرج في مدينة دونوشينغن جنوب ألمانيا مزينة بخوذات ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ورموز أخرى من تلك الحقبة.


كان قلق فون دير لاين الواضح بشأن هذا الحادث بمثابة توجيه خاطئ تم إثباته لاحقا، حيث ظل بعض كبار قادة القوات الخاصة الألمانية (KSK) خلال فترة وجودهم في مواقعهم على الرغم من الميول النازية المثبتة، بحجة عدم إثبات هذه الاتهامات بشكل كامل!


التعطش للميركيلية بدون العقلانية


الهدف غير المكتوب ولكن الملموس لوزيرة الدفاع الألمانية السابقة واضح. فهي تعتزم العودة إلى برلين بعد انتهاء فترة عملها في المفوضية الأوروبية والاحتفال بمنصب المستشارية في ظل انهيار حكومة أولاف شولتز الديمقراطية الاشتراكية غير الفعالة.


وفي هذا الصدد، فتحت فون دير لاين حسابا خاصا عن أصوات بعض أنصار حزب “البديل من أجل ألمانيا” المتطرف (AFD) وما بعده، بين بعض أعضاء حزب “بيجيدا”، وخاصة في ولاية ساكسونيا، حيث سارعت لإكتساب المعجبين والمؤديدين عبر بوابة الحرب في أوكرانيا.


في عام 2014 ، ارتكبت فون دير لاين أسوأ خيانة محتملة لبلادها، عندما أذنت سرًا بعمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار من قاعدة رامشتاين الجوية في جنوب غرب ألمانيا للطيران بانتظام في مواقع مختلفة في إفريقيا لاستهداف اليمن وباكستان والعراق والصومال وأفغانستان.


الآن الحرب في أوكرانيا!


الآن، تحت ستار رئيسة المفوضية الأوروبية، أصبحت فون دير لاين أحد المحركات الرئيسية للأزمة في حرب أوكرانيا، ويبدو أنها تشعر بارتياح كبير لأن النازيين الجدد والقوميين المتطرفين يمتدحون مواقفها الداعية للحرب و إصرارها على استمرار الحرب في اوكرانيا.


حكومة أولاف شولتز الضعيفة، المكونة من ثلاثة أحزاب ديمقراطية اجتماعية، حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار، أصبحت عن غير قصد عملاء للطموحة فون دير لاين في برلين، إذا كان الخطأ الاستراتيجي الكبير لحكومة شولتز في الموافقة على إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، قد قرّب فون دير لاين خطوة إلى الأمام من الوصول الى برلين، لكنها جعلت برلين على بعد أميال من “الأمن الداخلي”.


لكن؛ أعلن شولتز مؤخرًا أنه يريد بذل كل جهوده لمنع وصول الحرب في أوكرانيا إلى أجزاء أخرى من أوروبا، هذا النهج التصريحي هو رسالة غير مباشرة لكنها معبرة من مستشار ألمانيا الاشتراكي الديمقراطي إلى الطموحة فون دير لاين.


وأعلن شولتز: “سنتجنب أي تصعيد للتوتر من شأنه أن يؤدي إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”، الحرب بين الناتو وروسيا ستكون رهيبة. لدينا التزام بفعل كل ما في وسعنا لتجنب التصعيد.

نورنيوز

المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-05 19:12:36
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version