انتقدت كييف بشدة التصريحات الأخيرة للرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش بأن القرم لن تكون أبدا تحت سيطرة أوكرانيا مرة أخرى!
ورد “أوليغ نيكولينكو” المتحدث باسم وزارة خارجية أوكرانيا على هذه التصريحات بنشر مقال على صفحته على فيسبوك وأوضح: “نحن نعتبر كلام رئيس كرواتيا الذي شكك عملياً في سلامة أراضي أوكرانيا، غير مقبول”.
رغم ذلك، وفي ذات الرسالة، شكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية حكومة وشعب كرواتيا على دعمهم لبلدهم بعد اندلاع الحرب في فبراير الماضي.
بالتوازي مع ذلك، أبدت قناة “يورونيوز” باعتبارها الداعم الإعلامي الرئيسي للحرب في أوكرانيا على الأراضي الأوروبية، عن موقف ينم على الرضا بشأن الخلاف بين السلطات الأوكرانية والكرواتية.
هذا على الرغم من حقيقة أن التوجهات المحددة ليورونيوز تجاه القضايا الحالية الأخرى في مجال العلاقات الدولية عادة ما تكون تدخلية ومحافظة!
لكن ما وراء كواليس هذه القصة؟
منذ وقت ليس ببعيد ، أكد “هنري كيسنجر” المحلل الإستراتيجي الأمريكي الشهير، أنه من أجل تحقيق حل دائم وسلام في الحرب، يجب أن تتخلى أوكرانيا عن “شبه جزيرة القرم” وأن تنسى عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
قوبلت كلمات كيسنجر هذه برد فعل قوي من زيلينسكي ووزير خارجيته “ديمتري كولبا”، لكن مسؤولي إدارة بايدن لم يرغبوا حتى في التعليق على مواقف كيسنجر!
الآن بعد حوالي شهر، تم التأكيد مرة أخرى على قضية الضم الرسمي لشبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية في اتفاقية سلام نهائية محتملة مع روسيا، وهذه المرة من قبل رئيس دولة أوروبية!
لذلك؛ تخشى السلطات الأوكرانية أن تكون كلمات ميلانوفيتش نتاج قرارات خلف الكواليس لرؤساء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشأن طريقة إنهاء الحرب!
نقطة أخرى هي أن يورونيوز و DW ووكالة الأنباء الفرنسية ووسائل إعلام أوروبية بارزة أخرى نقلت فقط مواقف رئيس كرواتيا فيما يتعلق باستحالة عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا ولم تثير انتقادات في هذا الصدد.
بتعبير أدقّ؛ استراتيجية “الحرب والسلام” أو “لا حرب ولا سلام” فيما يتعلق بقضية أوكرانيا، يتم تحضيرها نظريا في مراكز الفكر في أوروبا وأمريكا، كما تلعب وسائل الإعلام الأوروبية دورا في خلق أرضيات لها من ثم تلقين الرأي العام بها!
لكن النقطة الأخيرة تعود إلى شعور زيلينسكي بالخوف من سر صفقة الغرب والقسوة مع روسيا بشأن أوكرانيا!
خلال زيارته إلى أمريكا، بذل زيلينسكي جهدًا كبيرا لفهم طبيعة المواقف التي اقترحها كيسنجر فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وفي نفس الوقت اقترح قضايا مثل عضوية بلاده في الناتو، ولكنه تلقّى إجابات غامضة وغير واضحة من بايدن!
الآن أصبح الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لزيلينسكي، يجب ألا ننسى أن كرواتيا عضو في الاتحاد الأوروبي وعضو في حلف شمال الأطلسي في الوقت نفسه، ولا يمكن بالتأكيد أن يتم تكرار مواقف كيسنجر من قبل الكروات دون التنسيق مع القادة السياسيين في أوروبا.
في ظلّ هذه التطورات، كل ما سيحدث سيكون بالتأكيد على حساب زيلينسكي، الممثل الذي اعتقد في الماضي غير البعيد أن اللعب المطلق على أرض الغرب سيضمن عضوية بلاده في الناتو، والاتحاد الأوروبي وكذلك وحدة أراضي أوكرانيا، ولكن يبدو أنه بات يدرك يوما بعد يوم الاختلافات الشاسعة بين شاشة السينما وميدان السياسة!
نورنيوز
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-05 19:23:28
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي