طاولة مستطيلة تلفتك بمجرد الدخول إلى مقر اتحاد المرأة الفلسطينية، يسرق انتباهك مجسمات قبة الصخرة المشرفة عليها، وسلسلة قصص فلسطينية للأطفال، عدا عن كتاب “باب العمود” للكاتبة الفلسطينية نردين أبو نبعة، الذي يتحدث عن الأسير المحكوم بالمؤبد ماهر الهشلمون وزوجته بهية النتشة، وأيضًا بطاقات التجميع لصور فلسطينية كقبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المباركة.
تمشي قليلًا فتبدأ أبواب القدس تتراءى أمامك، “باب حطة، باب فلسطين، باب السلسلة” وغيرها من الأسماء التي تجذب نظرك وأنت تتنقل بين الغرف التي أقيم بها نادي “العودة” الشتوي للفتيات.
“نادي العودة” الشتوي لمدة 8 أيام كان من الفعاليات التي حرصت “آلاء خضر” المدير التنفيذي لاتحاد المرأة الفلسطينية في إسطنبول تنفيذه، لما رأت آثارًا إيجابية له لا سيما تعزيز حب فلسطين وفهم الصراع على الأرض الفلسطينية في قلوب الأطفال خارج فلسطين، إضافة إلى الأطفال العرب من الجنسيات المختلفة.
“للعلا نرنو” هو اسم النادي الذي جمع ستين طفلة من جنسيات مختلفة، لمدة ثمانية أيام، والذي ضم فعاليات كثيرة منها قصص وعبر من القران الكريم، والحديث عن قيم وأخلاق توصل الجيل إلى التحرير، وفقرات تعريفية بفلسطين والقدس، والتنمية الاجتماعية والنفسية، والصحة والجمال، والمهارات الفنية والتجارب العلمية، والطبخ والألعاب الرياضية، والمسابقات والألغاز، ورسم الحناء.
فكرة تسمية الأبواب بأسماء أبواب القدس داخل الاتحاد، هي فكرة لتعزيز المسميات المقدسية في أذهان كل من يرتاد المكان، تقول “خضر”: “حين نسأل الأطفال عن الأماكن ويرددون على ألسنتهم أبواب القدس، يعطي الأطفال حافزًا أنهم سيعودون إلى بلادهم، وتزرع الأسماء في عقولهم وقلوبهم، رغم الغربة والبعد عن وطنهم”.
تجد “آلاء خضر” أن النوادي والمخيمات التي يقيمونها لا تنحصر بالأطفال من الجاليات الفلسطينية في تركيا، بل تتعدى إلى الجاليات العربية جميعها، فهي ترى أن هذا الاستقطاب يؤكد على رسالة أن فلسطين ليست فقط للفلسطينيين وأن قضية القدس ليست هم الفلسطينيين فحسب، بل هي قضية إسلامية عقدية، تضيف: “
أكثر ما يميز النادي كما تقول “آلاء” أنهم يوصلون قضية فلسطين عن طريق الأنشطة الحركية وورشات العمل والتجارب العلمية والعملية، بمعنى ترسيخ الأفكار عن طريق الحركة وليس الطريقة المنهجية المملة التي تقرب المعلومات للأطفال.
إحدى المشرفات على النادي والتي تحدثنا معها في ختامه، لفت نظرها اعتزاز الفلسطينيات بلباسهم للثوب الفلسطيني، وافتخارهم بتراثهم الفلسطيني، وأيضًا عبرت عن سعادة الأطفال وقت تلوينهم للخريطة الفلسطينية والتعرف على بلداتهم الأصلية الذين هجروا من وطنهم وتشتتوا عبر بلاد كثيرة، وأجمل ما في الأمر كما تقول “خيال الأطفال” الذي كبر مع هذه الفعاليات فأصبحوا يتخيلون كيف سيعودون إلى بلادهم ويستضيفون الأطفال من الجنسيات الأخرى، وتقديم أجمل الأكلات الشعبية الفلسطينية المشهورة خاصة المقدسية منها.
ختمنا الحديث مع إحدى الأمهات، تلك الأم التي تود لو أن أطفالها يعودون إلى بلادهم، يرون جمالها المسلوب، وتقول: “كل يوم في الصباح تنتظر ابنتي أن تتجهز لتأتي إلى النادي، وذلك لأن الأنشطة فيه حركية وفنية وإنشادية وهادفة”، ما يجعل طاقتها له كبيرة، وأيضًا كان إضافة غنية لشخصيتها وتعاملها في تكوين الصداقات الجديدة كما تحكي
حيث لفت انتباهها أن نشاطات نادي العودة ترسخ وتذكر أطفالهم بالقضية الفلسطينية من خلال الأفلام القصيرة التي عرضت لا سيما “فيلم الزيتون”، الذي أثر كثيرًا في قلوب الأطفال، فهو يتحدث عن الأرض الفلسطينية وغرس وحصاد الزيتون، كما ترى أن ذكر فلسطين وقضيتها الدائم يثمر في أطفالها الهمة الولادة باستمرار.
المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-05 00:01:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي