شفقنا- فيما باتت أوكرانيا على أعتاب عامها الأول دون حل لأزمتها، ومع حشد الدول الغربية دعمها للبلد الأوراسي، انطلقت أصوات تنادي بضرورة استنباط دروس من التاريخ لتكون نبراسًا للمستقبل.
تلك الدروس اتخذت من دولة العراق نموذجًا، ومن “تورط” الولايات المتحدة فيها “حقيقة”، للإشارة إلى واقع بدأت الدول الغربية تضع نفسها فيه، بزيادة الحشد لأوكرانيا، ومن وضعها “هزيمة” روسيا هدفًا لها.
ففي مقال للرأي بوكالة أنباء “بلومبيرغ” الأمريكية، قال الكاتب بانكاج ميشرا، إن تورط الدول الغربية في صراع أوكرانيا ينذر بعواقب وخيمة، مشيرًا إلى أن الرغبة وراء هزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تكتسب “زخماً خطيراً وغير مكترث” بين قادة الدول الغربية.
درس عراقي
وفيما قال الكاتب الأمريكي إن الناتو لم يتعلم من أخطاء الولايات المتحدة في العراق، أشار إلى أن الحقبة الجديدة التي شهدتها السياسة العالمية بدأت بالتعهد بالتزامات عسكرية جديدة من أوروبا والولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، في خطوة وصفها بـ”المحفوفة بالمخاطر”، ويجب أن يتم إدراك عواقبها سريعا دون “خداع الذات أو التلطيف”.
وأوضح أنه بعد مرور عام من فرض عقوبات اقتصادية “قاسية” على روسيا، والانتكاسات التي مُنيت بها قواتها في ساحات القتال، لا يبدو أن روسيا مستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، بل إنها ردت بحشد المزيد من القوات وضرب البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
ومن المرجح أن يصعد الرئيس الروسي الصراع بصورة أكبر وأكثر شراسة، ردًّا على قرار الغرب إرسال دبابات قتال رئيسية إلى أوكرانيا، بحسب الكاتب الأمريكي، الذي قال إنه لا توجد في الوقت نفسه، مؤشرات على أن عددا كبيرا من الروس “غاضبون أو يشعرون بخيبة الأمل تجاه زعيمهم”.
الكاتب الأمريكي أضاف أنه “لا يوجد دليل أيضاً على تحول شعوب وحكومات جنوب الكرة الأرضية، الذين عانوا أكثر من غيرهم من وطأة الحرب، ضد بوتين، أو أن غالبية سكان العالم يرون أن هجوم روسيا على أوكرانيا يختلف نوعياً عن الغزو الأمريكي للعراق”.
مشاكل عسكرية
فاستطلاع حديث للرأي أجري في الهند، كشف أن عددًا كبيرا ممن شاركوا ألقى باللوم على الناتو أو الولايات المتحدة أكثر من روسيا في الحرب في أوكرانيا، بحسب المقال الذي أشار إلى أن جميع الدول الكبرى في التحالف الغربي التي “تورطت في مشاكل عسكرية دمرت مناطق بأكملها من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا”.
وأكد الكاتب الأمريكي، أن “الإعلام الغربي غض الطرف عن الكوارث التي تسبب فيها القيادات السياسية على مر العصور، والتي تجاهلت الأصوات المعارضة أو نزعت عنها الشرعية عن عمد”.
وأضاف: “هناك سبب وجيه للقلق؛ إذ لا يزال الكثيرون في هذا الحلف الفكري والصناعي الغربي، والذين لم يحاسبوا على أخطائهم الكارثية، يشجعون مرة أخرى على التدخل العسكري، ضد زعيم دولة تمتلك أكبر عدد من الأسلحة النووية في العالم.”
فساد أوكراني
وانتقد الكاتب “الدول التي تغدق على أوكرانيا بملايين الدولارات، رغم كونها إحدى أكثر دول العالم فسادًا”، -على حد قوله-، مشيرًا إلى أن “أوكرانيا أبعد ما تكون عن احتمال وجود نخبة نزيهة وخاضعة للمساءلة”.
وفيما قال إن محاسبة المسؤولين الأوكرانيين المقربين من الرئيس فولوديمير زيلينسكي في المخالفات المالية والأخلاقية خلال الحرب، ستكون طفيفة، اتهم المؤسسات السياسية الغربية بعدم المسؤولية، كونها تحاول توسيع جهودها العسكرية في الخارج في الوقت الذي تئن فيه شعوبهم تحت وطأة الأزمات الاقتصادية الطاحنة”.
صالح حسن
النهاية
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-01 03:20:07
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي