لماذا يخشى يتسحاق هرتسوغ على إسرائيل من الزوال؟

(نجم الدين نجيب)

شفقنا- “كلنا قلقون على دولة إسرائيل. نحن جميعا ملتزمون تجاهها. غياب الحوار يمزقنا من الداخل، وأقول لكم بوضوح: إن برميل المتفجرات هذا على وشك الانفجار. هذا وقت طارئ والمسؤولية تقع على عاتقنا.. أرى أمام عيني الانقسامات في داخلنا، والتي تزداد عمقا، ولا يسعني إلا أن أتذكر أنه مرتين في التاريخ، خلال عهدي مملكة بيت داود والحشمونيين، نشأت دولة يهودية في أرض إسرائيل، وانهارت مرتين قبل أن تبلغ الثمانين من عمرها”.

هذا الكلام الخطير هو تحذير اطلقه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، قبل ايام،  وتوقع انهيار اسرائيل خلال سنوات، بسبب ما وصفه بالازمة السياسية التي تعصف بإسرائيل، على خلفية اصرار الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو على تمرير “الإصلاحات القضائية”، والتي تُسميها المعارضة بالانقلاب على الجهاز القضائي، وتحويله لأداة بيد السياسيين بهدف إلغاء محكمة رئيس الوزراء المتهم بتلقي الرشاوى وخيانة الأمانة والنصب والاحتيال ومحاكمته مستمرة في المحكمة المركزية بالقدس المحتلة.

وتشمل خطة نتنياهو المطارد من القضاء، سيطرة الحكومة على تعيين القضاة والحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية في إسرائيل)، التي لن يكون بإمكانها الاعتراض على قوانين تم تمريرها بأغلبية 61 صوتا في الكنيست، علما أن تحالف نتنياهو يملك 64 مقعدا من أصل 120 بالكنيست، وبمقدوره تمرير أي قانون يقدمه للبرلمان الاسرائيلي.

صحيح ان اسرائيل تعيش ازمة وجودية، ولكن ليس بسبب “غياب الحوار الذي يمزق مجتمع اسرائيل من الداخل، والذي بات يشبه برميل متفجرات على وشك الانفجار” كما يقول هرتسوغ، بل بسبب شذوذ دولة اسرائيل نفسها، فهذه الدولة، لم تظهر للوجود بشكل طبيعي، بل هو جسد غريب زرعه الاستعمار البريطاني في قلب العالم الاسلامي بالحديد والنار والارهاب، تحت كذبة كبرى وهي كذبة ” ارض بلا شعب لشعب بلا أرض” وهي كذبة روج لها زعماء الحركة الصهيونية مثل إسرائيل زانجويل وثيودور هيرتزل ونتج عنها إحدى أعظم الكوارث الإنسانية التي حدثت في التاريخ، ومثل هذه الكارثة لم ولن يمكن ان يطويها النسيان، مع وجود شعب اصيل وعريق كان ومازال يعيش في فلسطين، والمصمم على تحرير ارضه حتى آخر فلسطيني.

يرى المراقبون ان التطورات المتسارعة إقليميا ودوليا، و عدم تجانس و هشاشة اسرائيل ديموغرافيا،  إضافة إلى الاعتلالات و الاخفاقات في إستقرار الحياة السياسية في اسرائيل، و من ناحية أخرى تقهقر الدور الأمريكي في العالم و ظهور قوى جديدة مؤثرة في السياسة العالمية، بالإضافة إلى استقلالية و تعاظم قوة محور المقاومة، و قبل هذا وذاك، إرادة الشعب الفلسطيني، و التي لا يفلها الفولاذ و الحديد، تمهد لدحر الاحتلال الاسرائيلي الغاشم و تحرير أراضي الفلسطينيين.

  • ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

 

 

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-31 11:34:07
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version