ورغم التصعيد الذي شهدته وسائل الإعلام الإسرائيلية والتصريحات التي عجت بها من مسؤولين متطرفين تطالب بشن عمليات ضد الفلسطينيين تطوير كاسر الأمواج 2 في الضفة الغربية وتحريك الجيش بصورة أكبر لقمع كل المظاهر المسلحة والبحث فيما إذا كانت أوامر العمليات قد صدرت من قطاع غزة، يبدو أن الأمور تتجه إلى اتخاذ إجراءات وقرارات في الكابنيت الإسرائيلي لا تلبي في المرحلة الأولى غضب المتطرفين والمتشددين الذين يقودهم بن غفير وسموريتش إلا أنها قد تؤدي لاحقاً إلى تأجيج الصراع أكثر وأكثر كما في حال تسليح المستوطنين ومنحهم الحربة الكاملة في إطلاق النار تحت دافع حماية أنفسهم من الهجمات الفلسطينية، أما الذهاب إلى حرب شاملة على غزة والضفة الغربية فدونه الكثير من العقبات التي تمنع تنفيذه سواء داخلياً وما تعيشه حكومة نتنياهو من ضغط غير مسبوق بسبب سعي حلفائه إلى تغيير التشريعات ولاسيما المتعلقة بالسلطات القضائية لإضعاف قوتها وجعلها تحت سلطة المتطرفين ونتنياهو نفسه للفرار من العقاب الذي ينتظره على خلفية فساده، من جهة، والأمر الأخر يتعلق بالجيش الإسرائيلي نفسه الذي يعاني 60% منه من تهالك ووهن في وحداته حيث حالة الاستنفار الدائم في الصفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة أدت إلى مثلاً إلى ازدياد حالات الانتحار بين صفوف الجنود والتي وصلت العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات وفق الإعلام الإسرائيلي.
طبعاً دون أن نغفل التطور الكبير لدى فصائل المقاومة في الضفة الغربية والقدس والتي بدأنا نشهد خلالها عمليات إطلاق نار ومقاومة لكل عملية اقتحام لأي مدينة من مدن الضفة ولنا في كتيبة جنين وعرين الأسود مثال، أما في قطاع غزة فقد سجل إعلان حماس عن استخدام سلاح مضاد للطائرات خلال الاعتداء الأخير تأكيد جديد على تطور المقاومة في غزة وحصولها على صنوف من الأسلحة ستفاجئ جيش الاحتلال خلال أي عملية جديدة ضده.
في ضوء ذلك يبدو أن الكابنيت سيسعى من خلال اجتماعه الذي سيستمر لساعات طويلة إلى امتصاص غضب الشارع الصهيوني المتطرف ولكن لن يتمكن من وقف العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية على امتداد فلسطين إلا إذا كان من يجتمع لأول مرة في الاجتماع الأمني قد قرر الانتحار وجر المنطقة إلى حمام دم لن ينتهي إلا حرب شاملة، لننتظر ونر.
انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-28 19:06:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي