-دانيال هاشم-وكالة نيوز
-تصوير محمد برو
في قرأة سياسية واقتصادية للمشهد اللبناني، والتداعيات الأمنية التي تعصف بلبنان، كان لنا لقاء مع الكاتب والإعلامي عادل حاموش، للوقوف عند آخر التطورات.
-بداية، نرحب بكم في مكاتب الوكالة نيوز، ونبدء سؤالنا، هل هناك رابط مشترك بين استدعاء اللواء ابراهيم واللواء صليبا، والتحركات في الشارع؟
طبعاً هناك رابط، والدافع الأساسي بحركة المحقق العدلي المكفوفة يده في الملف القضائي للتحقيق في انفجار المرفأ، هو وجود المحققين الدوليين الطارئ ولا سيما ان بعض المحققين الأوروبيين الذين وصلوا الى بيروت للتحقيق في قضية المرفأ وقضايا الفساد، ما اعطى ايعاذ للبيطار بحركته لتستغل في الشارع بإيعاز من السفارات الغربية والأميركية.
ومن الظاهر والجلي ان تحقيقات المرفأ هي الواجهة للضغط السياسي والإقتصادي في لبنان، ولا سيما انه منذ وقت قصير أعلن احد أهم المسؤولين الأميركيين، انه يجب مضاعفة الحصار وتطويق الساحة اللبنانية للضغط على فريق المقاومة، وحتى الساعة الحكمة هي في ما يعتمد من قبل فريق المقاومة لاستيعاب الفتنة وعدم الإنجرار في حركة الشارع.
-الوضع الاقتصادي اللبناني الى اين؟
الوضع الإقتصادي في لبنان الى التدهور الشديد، وحذاري من ثورة العسكريين اذا ما استمر الوضع على هذا النحو، وخصوصاً إجراءات المصارف التي تطال الموظفين والعسكريين وتفرض القيود عليهم كونهم الوحيدين الذين بقيت معاشاتهم موطنة في هذه المصارف، فالقطاع الخاص لم يعد يتعامل مع القطاع المصرفي، وفي حال أستمرت هذه السسياسات النقدية فسنكون امام فوضى كبيرة، فدعامة الوطن اليوم المؤسسات العسكرية ولكن حين يجوع أولاد العسكري فلن يقف مكتفو الأيدي، ولا حل بلبنان الا بإسترداد الأموال المنهوبة او بحرب على العدو الاسرائيلي.
-أين اصبحت المفاوضات حول ملف رئيس الجمهورية؟
الملف الرئاسي في لبنان مجمد حالياً وخارج إطار الطاولة الإقليمية والدولية، ولكن هناك مساعي حوارية في هذا الملف أطلقت بمبادرة حوارية من حزب الله لاقاه فيها في بداية الطريق كل من الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط، وهي الحركة الوحيدة التي يعول عليها داخلياً في محاولة للبننة الاستحقاق الرئاسي، وما يسعى إليه حزب الله هو تعزيز فرص الوزير السابق سليمان فرنجية وتأمين الغطاء المسيحي له لإنتخابه رئيساً للجمهورية لأنه حتى الساعة في السيناريو المرسوم، فرنجية يحصد ذات الاصوات التي حصدها الرئيس بري حين انتخابه رئيساً للمجلس النيابي في دورة الـ 2022، ومن هنا المساعي الجدية من قبل حزب الله في تعزيز الحوار والزيارات الرئاسية التي بدأها من بكركي مروراً بكليمنصو وصولاً لميرنا الشالوحي، وما تلقفه البطريرك الراعي في دعوة كل من باسيل وفرنجية على حدا، لأن الجميع في لبنان مقتنع ان لا رئيس في لبنان الا من يطمئن له حزب الله.
-هل حظوظ العماد جوزاف عون قوية للوصول الى بعبدا؟
العماد جوزاف عون جل همه اليوم هو تعزيز صمود الجيش وتقويته وتأمين الدعم المادي واللوجيستي والطبابة لضباط وعناصر الجيش اللبناني، والعماد عون اليوم هو قائد صمود الوطن وقائد الحرب على الإرهاب والتكفير وتجار المخدرات لحماية الوطن، وبشخصه والمعرفة القريبة منه أجزم أنه غير معني بهذا الموضوع ولا يسعى له، بل كل ما يهمه حماية الوطن من العدوان الخارجي والداخلي، وهذا ما نلاحظه انه لا يراعي فريق على حساب فريق آخر، وحتى الساعة يمنع التجاذبات والتدخلات السياسية في الجيش.
-يتوجس المواطنون من حرب أهلية لا سمح الله، بماذا تطمئن اللبنانيون؟
الحرب الأهلية ما عاد مسموح لأحد أن يفكر بها، قد تحدث بعض المناوشات هنا وهناك، ولكن المفهوم العام سقط فلا خطوط تماس جديدة، وكلها سقطت وكانت الضربة القاضية لمشروع الحرب الأهلية هي بحكمة حزب الله في تعزيز الوجود التنظيمي والشعبي في جبيل ساحلاً وجرداً، وهو ما يقطع في اي حرب أهلية خطوط الامداد لبعض من يفكر في عودة الماضي.
ان عبارة الحرب الأهلية عبارة فضفاضة على الساحة اللبنانية، والحرب الأهلية صفحة طويت الى غير رجعة، وظروف اليوم معاكسة لظروف ال 197، فالفريق العسكري الأقوى في لبنان لا يريد الحرب الأهلية وبحكمته يمنع حصولها ولو على حساب صبره وعضه على الجراح، اما الفريق الذي يسعى للحرب ويسوق لها وهو القوات اللبنانية، فينطق عليه المثل العامي ”بدي بس ما فيي”، وهذا لا يعني انه لا يسعى لها بل ويسعى لتسعير الفتنة، وآخرها احداث الطيونة والذي جوبه بحكمة من قبل حزب الله وحركة أمل، ولم يسمحوا بتدهور الأوضاع.
-ختاماً هل يؤثر الاستدعاء الأخير للواء ابراهيم على مسيرته المهنية؟
ان التمديد اللواء عباس ابراهيم، قاب قوسين او أدنى، وفي الربع الساعة الاخيرة.