القرار الأوروبي ضد الحرس الثوري ومصير الإتفاق النووي

(نجم الدين نجيب)

شفقنا- اختلف المراقبون حول تداعيات القرار الذي اتخذه البرلمان الاوروبي، بإدراج الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب الاوروبية، على مصير الاتفاق النووي، فهناك من يرى ان اوروبا اطلقت رصاصة الرحمة على الاتفاق، ومن المقرر ان يعلن رسميا عن موته والى الابد.

ولكن في المقابل هناك مراقبون يرون عكس ذلك تماما، فهؤلاء يعتقدون ان البرلمان الاوروبي ما اتخذ هذا القرار، الا للضغط على ايران، من اجل العودة الى الاتفاق النووي، وفقا للصيغة التي تتبناها اوروبا وامريكا، وليس كما تريد طهران.

يبدو من خلال المؤشرت الموجودة، والتي سنمر عليها لاحقا، ان كفة الفريق الثاني من المراقبين هي الارجح، خاصة ان الجميع يعلم ان ربما البديل للاتفاق النووي هو الحرب، وهو بديل لا يرغب به اي طرف من اطراف الاتفاق النووي، فهذا البديل له تداعيات كارثية على المنطقة برمتها، وهو بديل مفضل لدى اسرائيل.

اهم المؤشرات التي تؤكد على احتمال استئناف المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، هي التصريحات التي ادلى بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم امس الثلاثاء، والتي اعلن فيها انه سيزور ايران في شهر شباط/ فبراير، وتأكيده على انه ليس هناك من احد اعلن عن موت الاتفاق النووي.

كما ان هناك مؤشرا في غاية الاهمية، وهو تصريحات المسؤولين الايرانيين، مثل وزير الخارجية حسين اميرعبداللهيان، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، حول تلقي ايران رسائل من اطرف المفاوضات النووية، عبر قنوات دبلوماسية متعددة، بشأن مواصلة المفاوضات النووية.

اما الاسباب التي كانت وراء ارسال الامريكيين رسائل الى ايران بشان استئناف مواصلة المفاوضات النووية، كما كشف وزير الخارجية الايراني، هي ان الامريكيين لم يعودوا  يبنون آمالا على التظاهرات التي شهدتها ايران مؤخرا، والتي كان الامريكيون يستغلونها بهدف الضغط على ايران ودفعها الى التراجع عن مواقفها السابقة في المفاوضات النووية.

تصريحات الامريكيين والاوروبيين، بشان الاتفاق النووي والمفاوضات النووية، اصبحت اكثر ايجابية بعد ان كانت تميل الى السلبية، ومن اهم تلك  التصريحات، تصريحات غروسي التي ذكرناها سابقا، وكذلك تصريحات منسق السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، الذي انتقد فيها قرار البرلمان الاوروبي ضد الحرس ، بقوله انه “لا يمكنك أن تقول أنا أعتبرك إرهابيا لأنك لا تعجبني”.

هناك خبر في غاية الاهمية، تناقلته وسائل اعلام غربية، مفاده ان المبعوث الامريكي الخاص بإيران روبرت مالي، التقي بالسفير الإيراني في الأمم المتحدة  امیرسعید ایروانی، وبحث معه قضايا الاتفاق النووي، فهذا الخبر وفي حال صحته، سيؤكد على ان الامريكيين يفعلون في الخفاء، ما ينفونه في العلن.

من الواضح ان جميع اطرف الاتفاق النووي، ترى ان من الضروري استئناف المفاوضات النووية باسرع وقت ممكن، فالوقت لا يعمل في مصلحة اي طرف، لاسيما ان السنوات القليلة الماضية، اثبتت ان من الصعب على اي طرف ان يفرض شروطه على الطرف المقابل، لذلك يبدو ان الجمع بات مقتنعا بنتيجة “رابح رابح”، من اجل ابعاد شبح الحرب عن المنطقة، وهي حرب من الصعب جدا التكهن، في حال وقوعها،  انها ستكون محصورة في بقعة جغرافية محددة.

*ماجاء في المقال يعبر عن رأي كاتبه ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-25 09:58:23
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version