ٍَالرئيسية

تصريحات السوداني عن الوجود الأمريكي تثير ردود فعل متباينة في العراق

 

شفقنا  ــ أثارت تصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأخيرة عن الوجود الأمريكي في العراق ردود فعل متباينة بين المحللين، حيث رأى بعضهم أنها مؤشر جديد على ازدياد الهوة بين الإطار التنسيقي والشخصية التي رشحها لمنصب رئيس الحكومة بعد جمود سياسي طويل، في حين رأى آخرون أن السوداني لا يستطيع الإدلاء بتلك التصريحات بعيدا عن “الإطار” الذي جاء به.

 

وذهب مراقبون إلى انه ربما تكون تصريحات السوداني حول الوجود الأمريكي “مرتبة” نظرا لأن التواجد الأمريكي الحالي جاء بناء على اتفاق بين الإدارة الأمريكية وحكومة مصطفى الكاظمي، كما أن لقاءات عدة جمعت بين السفيرة الأمريكية في بغداد والسوداني، علاوة على الزيارة المرتقبة إلى البيت الأبيض، والحديث عن الخلافات داخل الإطار لن تصل لأبعد من وجهات النظر.

 

بداية يقول المحلل السياسي العراقي، أياد العناز، تأتي تصريحات السوداني حول الوجود الأمريكي في خضم التطورات السياسية التي تجتاح المنطقة، والأبعاد الاستراتيجية لدعوة الولايات المتحدة الأمريكية العراق لبناء علاقات دولية متوازنة خاصة مع الغرب، والتي بدأت بزيارة ألمانيا وطبيعة الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت بين الطرفين.

 

دعم ومساندة أمريكية

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن سياسة واشنطن هي العمل على استقرار الأوضاع العامة في العراق للحفاظ على أسعار الطاقة في السوق العالمية، وانسيابية عملية التصدير بما يخدم المصالح الأمريكية ويساهم في تخفيف الأعباء على الدول الأوربية، وهذا ما أدركه رئيس الحكومة الذي حظي بستة لقاءات مع السفيرة الأمريكية في بغداد (ألينا رومانوسكي) والتي أعطت انطباعا واضحا عن دعم الإدارة الأمريكية ومساندتها لهذه الحكومة.

 

وتابع العناز، ان لقاءات السوداني والسفيرة الأمريكية في بغداد حملت العديد من الرسائل، منها مدى قدرة حكومة السوداني على الالتزام بالعلاقة مع واشنطن والحفاظ على استمرارها وديمومتها، ومحاولة ميدانية لاختبار مستوى فعالية رئيس الحكومة في التعامل مع القضايا التي تهم السياسة الأمريكية في العراق.

 

زيارة البيت الأبيض

وأشار المحلل السياسي إلى أن تصريحات السوداني حول وجود القوات الأمريكية في العراق تتزامن مع موعد الزيارة المرتقبة من قبل السوداني إلى واشنطن والتي تعطي انطباعا راسخا ورسالة دقيقة، بأن الولايات المتحدة عازمة على عدم ترك العراق والمساعدة في عملية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والأمني والاستخباري وبناء ركائز متينة ترسخ البقاء والوجود الأمريكي، خاصة بعد تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بأن واشنطن ملتزمة بالحفاظ على القوات الأمريكية في العراق ودعم القوات الأمنية العراقية.

 

وأكد العناز أن السوداني لا يسعى إلى أي عملية استفزاز للجانب الأمريكي، وإنما يعمل على توطيد العلاقات ومحاولة الابتعاد عن الضغوط السياسية التي تبديها أطراف متحالفة في “الإطار التنسيقي”، وإيجاد حالة من التوازن الذي يتيح له نجاح زيارته لواشنطن وتعزيز الدعم لحكومته ومنع أي تهديدات ضد الوجود الأمريكي.

 

وبين ان السوداني يعلم أن الحكومة السابقة قد وقعت اتفاقا مع الإدارة الأمريكية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021 ينص على بقاء القوات الأمريكية وبعدد (2000) عسكري، والتي تتخذ من قاعدة عين الأسد التي تبعد 130كم عن مدينة الرمادي وقاعدة الحرير شمال مدينة أربيل لمعسكر فكتوريا القريب من مطار بغداد أماكن تواجدها وتنفيذ مهامها الاستخبارية والعسكرية.

 

تصريحات سياسية

من جهته يقول د.عبد الستار الجميلي، أمين الحزب الطليعي الناصري في العراق، في اتصال مع”سبوتنيك”، “لا أعتقد أن السوداني يطلق تصريحات دون الاتفاق مع الإطار، فهو مرشح الإطار، والنظام في العراق لديه اتفاقية أمنية مع أمريكا، والتي نرفضها نحن كحزب ناصري، وتصريح السوداني لا يخرج عن إطار هذه الاتفاقية”.

 

وأشار الجميلي إلى أن “التيار الصدري الذي ظهر على الساحة الجمعة الماضية في ظل المشهد السياسي الراهن كان لديه 73 نائبا في البرلمان ودخل مجلسي النواب والوزراء والقصر الجمهوري ولم يحقق أي نتيجة، وهو الآن جزء من السلطة التي يتظاهر ضدها، حيث أن البنك المركزي ووزارتي الصحة والكهرباء حصته المستمرة، فضلا عن عشرات الوكلاء والمدراء العامين والمحافظين ومناصب عسكرية وأمنية ووجود مسلح”.

 

وتابع أمين الحزب الطليعي، ان “المزاج الشعبي العام لم يعد يثق بأي طرف من أطراف العملية السياسية التي كان التيار الصدري وما زال جزءا منها، والبحث الآن عن خيارات وطنية وشعبية من خارج العملية السياسية تتولى مسؤولية الخروج من نفق الأزمة السياسية المعقدة، التي كانت نتاج النظام السياسي الذي أقيم على محاصصة طائفية وعرقية لا تنتمي للعصر والدول الحديثة”.

 

رفض الوجود الأمريكي في العراق

وكان محمد التميمي، القيادي في “الإطار التنسيقي” العراقي، أكد أن قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق والذي اتخذه مجلس النواب لا تراجع عنه، وأن على الحكومة تنفيذ ذلك لمنع دخول البلاد أتون الحرب ضد الاحتلال الأمريكي.

 

وقال التميمي في اتصال مع “سبوتنيك”، “إن المقاومة الإسلامية باقية على موقفها الرافض لتواجد القوات العسكرية الأمريكية على أراضيها، وأن القرار السابق إقراره من مجلس النواب يجب على حكومة السوداني تنفيذه، وأي قرار يخالف هذا التوجه غير معترف وغير مرحب به وسوف تتخذ ضده إجراءات قاسية”.

 

يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، دافع عن وجود القوات الأمريكية في بلاده ولم يحدد جدولا زمنيا لانسحابها.

 

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في مقابلة نشرتها، أمس الأحد، أن السوداني قال إن “الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي يحتاج إلى المزيد من الوقت”.

 

وأشار السوداني إلى أن “فرق القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة متشددي التنظيم الإرهابي لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير”.

 

وتعرضت القوات الأمريكية في العراق لسلسلة من الهجمات المسلحة العام الماضي، كان آخرها في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما أطلقت صواريخ على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية تحصنا في العراق، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية أخرى.

 

يشار إلى أن العراق كان قد أعلن في نهاية 2021 انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وانسحابها من البلاد بشكل رسمي، منهية بذلك مهمتها القتالية التي كانت مكلفة باستئصال تنظيم داعش الإرهابي، والانتقال إلى مهمة استشارية لمساعدة القوات العراقية.

 

المصدر: سبوتنيك

 

————————

 

التقارير التي يعاد نشرها من المواقع اﻷخرى تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

 

————————–

 

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-16 17:15:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى