انتهى رسمياً الان عهد الرئيس ميشال عون ، ومعه توقفت العمليات الحربية في معارك ما بين الحروب مع وعلى اتفاق الطائف ..
قيل الكثير بحكم عون وحوله ، لعله العهد الاكثر جدلاً بتاريخ الجمهورية اللبنانية ، بدأ بحلف عريض وانتهى بخصومات اعرض ، اتهم بالفشل والكيدية والتعطيل ، ورد باتهام من يتهمه بالفساد ومنع قيام الدولة ،
لم تختلف عباراته كثيرا كما شعاراته عن وجوده الاول في بعبدا عام ٨٩ ، ربما اختلف الاسلوب والزمن والتوقيت ..
الا ان الجوهر بقي كما هو ” اتفاق الطائف ” الذي اعتبره عون جريمة بحق الدولة والوجود المسيحي ، واعتبره خصومه دستورا انهى الحرب واعاد بناء الدولة ، فكانت المعركة هنا ليست على الكهرباء ووزارة المال والتدقيق الجنائي وحراس الاحراج وقبر شمون واتفاق معراب وعلى حاكم المصرف وقضاء غادة عون ..بمواجهة قضاء علي ابراهيم ؟؟
المعركة كانت شرسة وقاسية بين وجود الطائف وبين انهائه ، فخاض عون حرب مفتوحة عليه رغم استخدامه اكثر من مرة للوصول الى الحكم والتحكم ! وبين المدافعين عنه الذين تصدوا وواجهوا بشراسة اكبر وباسلحة اكثر فتكاً من التي امتلكها عون ..
حتى وضعت المعركة اوزارها مؤقتاً ب ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢ دون صياغة اتفاق متبادل بين المتحاربين لهدنة ثابتة او وقف شامل لاطلاق النار ،
لكن بمعاينة مبدئية لاثار هذه المعركة نجد سريعا ً نتيجة واضحة هي ان من دافعوا عن الطائف تمكنوا من احداث عزل وتحجيم العونية السياسية ، بالمقابل نجح عون بجعل الطائف اتفاق عقيم اشبه بميت سريرياً لديه عجز على النهوض والحركة او الاستمرار طويلاً على قيد الحياة ..
اما الاضرار على مستوى لبنان دولة وشعباً جراء هذه المعركة فنتج عنها تحلل شامل الدولة وانهيار لكل مؤسساتها الدستورية والقضائية والمالية ، وذهب ضحية ذلك اقتصاد بلد باكمله وانعدام بالثقة مطلق بين المواطن اللبناني والدولة مؤسسات ومسؤولين ..
لن يعود عون قضية وعقيدة ونضال كما كان عام ٨٩ و٢٠٠٥ ، ولن تعود الجمهورية التي ناضل لاجلها لعقود واختار ان يكون رئيساً وسيداً لقصر على حسابها ..
بالمقابل لن يستمر اتفاق الطائف طويلاً مهما بلغ الغضب والخوف السعودي عليه ، بعد ان اصبح يهتز بدعوة عشاء على مائدة سفارة اوروبية ، ولن يستطيع اركانه المحليين الدفاع عن بقائه بعد شطب اقوى اركانه ولو مؤقتا من المعادلة السياسية اي الحريرية السياسية ، ووصول باقي اركانه الى مرحلة ارذل العمر سياسياً وعلى صعيد نفوذهم في الدولة المتحللة وانقلابات المعادلات الاقليمية والدولية …
عباس المعلم / كاتب سياسي