مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الـ 20 واللحظة الحرجة

الرئيس الصيني شي جين بينغ

افتتح اليوم الأحد، المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني، في ظل ظروف دولية استثنائية، تشبه مخاض ولادة نظام جديد لم تتوضح معالمه بعد، وهذا ما يمكن أن يحصل في السنوات القليلة المقبلة.

لذلك يتوقع البعض أن يكشف مؤتمر هذا العام، عن نظرة وسياسات الصين الاستراتيجية للعالم، خلال الـ 5 سنوات المقبلة (تاريخ انعقاد المؤتمر الـ 21)، وفي ظل احتدام الصراع بين معسكر الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول المناوئة لها وفي مقدمتهم الصين وروسيا والجمهورية الإسلامية في إيران، والذي ظهرت ملامحه بقوة بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وهذا ما أكد عليه الرئيس شي جين بينغ حينما قال خلال الافتتاح، بأن المؤتمر يعقد في “لحظة حرجة” بالنسبة للصين. منتقداً في كلمته “عقلية الحرب الباردة” في الدبلوماسية الدولية، ومعارضاً بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية. كما بيّن شي عن معارضة بلاده لازدواجية المعايير، مشددا على أنها لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في أنشطة توسعية.

وندّد شي بتدخل القوى الخارجية في تايوان، متمسكاً بحق الصين في هذا الشأن: “حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني، والصين لن تتخلى عن حق استخدام القوة مع تايوان كحل أخير وفي الظروف القصوى”. مشدداً على أن بلاده ستسرع بناء جيش على مستوى عالمي، وتعزز قدرتها على بناء قوة ردع إستراتيجية، لافتا إلى أنه يجب أن تلتزم الصين بقيادة الحزب المطلقة للجيش.

وما هي أهم وأبرز التفاصيل حول هذا المؤتمر؟

_ يعتبر أهم حدث في التقويم السياسي للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، والذي يجتمع فيه حوالي 2296 مندوب يمثلون 90 مليون عضو من جميع أنحاء البلاد لمدة أسبوع، لكي يقوموا بتعيين القيادة العليا للحزب، وتعديل الدستور، والموافقة على توجهات وسياسة البلاد للسنوات الخمس المقبلة.

_من المقرر أن يعزز شي جين بينغ سلطته، من خلال فوزه بولاية ثالثة غير مسبوقة كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني والمحافظة على رئاسة اللجنة العسكرية، والذي سيكرسه زعيماً تاريخياً مماثلاً لماو تسي تونغ مؤسس الجمهورية الشعبية، بحيث يصبح زعيم الحزب ويُمنح لقب “زعيم الشعب”.

_ ومن أهم واجبات المندوبين المصادقة على قائمة عضوية اللجنة المركزية لفحص الانضباط وانتخاب اللجنة المركزية. بحيث سيعين هؤلاء المندوبون حوالي 400 عضو في أعلى مؤسسة وطنية للحزب وهي اللجنة المركزية. وبعد ذلك، سيختار أعضاء اللجنة المركزية من بين صفوفهم المكتب السياسي المكون من 25 عضواً، و7 أعضاء الذي يشكلون لجنة النخبة في هذا المجلس PBSC، والتي تعتبر أقوى هيئة لصنع القرار في الحزب، ولذلك تحظى التعيينات فيها اهتمام المراقبين، خاصة لناحية تعيين المقربين من الزعيم شي في المناصب الحساسة للحزب والدولة.


الكاتب: علي نور الدين-الخنادق

 

Exit mobile version